سجلوا عندكم

أيها اللبنانيون، ميشال عون معكم وليس ضدّكم!

Views: 894

رندلى جبور

في خضمّ معركة الرئاسة في العام 1988 وقد بدأت الصحف تطرح اسم ميشال عون ليكون رئيساً للجمهورية اللبنانية، تحمّست مجموعة مقرّبة من عون ونشرت بياناً يدعو إلى وصوله إلى سدّة الرئاسة. غضب الجنرال واستدعى تلك المجموعة وأنّبها قائلاً: “طلعتو متلكن متل غيركن طابلتكن السلطة؟ أنا بدّي الجمهورية مش الرئاسة وحلمي هوّي إني كون محرّر لوطني!”

هذا الرجل الذي أراد استرداد الجمهورية لأهلها، لسيادتها وكرامتها ووحدتها، ورفض عروض الرئاسة في ظلّ فرض الشروط والوصايات، وحارب من أجل التحرير والوحدة، وبذل كل ما في وسعه ليضع حداً للفلتان والميليشيات والرضوخ، هذا الرجل أزعج الحالات التي لا تريد الدولة القوية فاجتمعت على تناقضاتها لمحاربته وإطفاء الهالة الوطنية بالتواطؤ مع الخارج، وخاضت كل أنواع الحروب ضدّه إلى أن أبعدته في ذاك الثالث عشر من تشرين الاول 1990.

ميشال عون اُبعد بالقوة العسكرية الخارجية التي ترافقت مع خدعة سياسية داخلية.

ميشال عون حقّق حلمه وكان المحرّر ولو بعد أعوام من المنفى والنضال الذي استمرّ شعبه بممارسته خمسة عشر عاماً بلا يأس أو استسلام أو خنوع.

رندلى جبور

 

شعب ميشال عون آمن بقائده ولذلك لم يفقد الثقة ولا الامل. عرف أن الطريق صعبة وطويلة، أنها شاقة وفيها الكثير من العقبات والمطبّات، ولكنه صبر.. على النفي والسجون والعذابات صبر.. على المضايقات والاستهزاء به وبأحلامه وبمبادئه صبر.. وختام الصبر كان أن تحقق حلم ميشال عون وشعبه العظيم بالحرية والسيادة والاستقلال… ولو بعد حين!

وعاد الجنرال ومعه بعد تحقيق التحرير، قضية النضال من أجل التحرر. عرف مبكراً أنها المعركة الأصعب ونبّه الشعب مسبقاً لصعوبتها.

هو يعرف أن كثراً يسقطون على الطريق وقليلين هم من يصمدون ولكنهم كافون لإكمال المشوار.

هذا المشوار الجديد بدأ مع تسلّم ميشال عون الرئاسة. مشوار يحتاج إلى نفس الايمان ونفس الصبر.

فميشال عون معكم أيها اللبنانيون وليس ضدّكم. يعرف عطشكم إلى محاربة الفساد وتوقكم إلى اقتصاد متين وفرص عمل ومؤسسات نظيفة ومسؤولين يعرفون همومكم. يعرف خوفكم وهواجسكم، بل يحملها في قلبه وعقله ووجدانه ويناضل لتحقيقها من أجلكم لا من أجله فقط. هو لا يريد أن يكون رئيساً وحسب، هو اليوم يريد أن يكون محرراً للمؤسسات ولإدارات الدولة، للقضاء وللأرض المسكونة بالنازحين. يريد أن يكون المنقذ للاقتصاد ويطمح للازدهار.

أيها اللبنانيون، ميشال عون لم يتعب ولم يتغيّر، ومن يحاول أن يوهمكم بعكس ذلك إنما يشوّه الحقيقة. ومن يتابع تفاصيل عمله اليومي يعرف تماماً أنه يبذل كل جهد ممكن، للخروج من الوضع الراهن الذي لا يتحمّل مسؤوليته هو بل من يتحمّل مسؤوليته هم أمراء الحرب وأمراء السلطة منذ العام 1992، وهم نفسهم في الحقبتين!

ميشال عون رئيس فوق العادة ولو لم يكن هو في الرئاسة اليوم لكان الوضع أسوأ بكثير من كل النواحي.

تابعوا حراكه ومواقفه وعندها فقط تدركون أنه معكم وليس ضدّكم. ومن يلتقي به يدرك الحكمة التي يتمتع بها، والشعور بوجع الناس الذي هو وجعه، والرؤية لمستقبل أفضل وأجمل، والقوة الكافية للخروج إلى الضوء. هو يضع الخطط ويستدعي المسؤولين عن كل أزمة ويعقد الاجتماعات الهامة ويتابع كل تفصيل لكي لا نقع في ما هو أخطر.

ميشال عون أيها اللبنانيون بذل حياته من أجلكم ومن أجل الوطن ويستمر. فإذا أردتم التظاهر تظاهروا دعماً له لأن القائد العظيم يحتاج إلى شعب عظيم معه وعندها فقط يتحقق الاصلاح والتغيير المنشودين.

هيّا فلنتظاهر دعماً لحملة مكافحة الفساد وإعادة النازحين والنهوض الاقتصادي التي يقودها، ودعماً لخططه لأن نجاحها يعني الانقاذ، ودعماً لرؤيته لأنها الصائبة دوماً، ودعماً للتحرر ورفضاً ل13 تشرين جديد يعيدكم إلى الظلمة!

****

(*) خاص “المدى”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *