شاهدٌ على قارعة الطريق

Views: 892

الأب د. سميح رعد

قبل ولادتنا، قبل أن تُكَوَّن صورتنا في أجساد أمهاتنا، نحن في ترحال، في ارتحال نحو الحياة أو قلْ نحو الموت.

ما الولادة سوى سيرورة نحو الحياة ونحو الموت في آن.

فعل الحياة وفعل الموت واحد. متلاحمان. يسيران بنا من واحدةٍ لأخرى بتحولاتٍ متماسكةٍ.

يرميان بنا بحياةٍ عظيمةٍ، وما الحياة سوى غشاء لموتٍ جديدٍ لحياةٍ جديدةٍ.

نُرْمَى من ماء الرحم رميًا مع صراخٍ إلى نور، إلى ظلمة… أو قل إلى بداية نحو نهاية تنتظرنا لتكون بدايةً في دائرةٍ.

صراخُ الولود يتحوَّل صمتَ راحةٍ.

ساكن الرحم، يُـحَوِّل السكينة بخروجه صراخًا.

نكبر شيئًا فشيئًا، يموت شيءٌ ويولد شيءٌ… نرتحل من يوم إلى يوم ومن سنة إلى سنة…

نرتحل من عمر إلى عمر، نصل طفولةً ثم صبًا ثمّ شبابًا إلى شيخوخةً حتى كهولةً… وربّما نُقْطَفُ قطفًا في المسير…

ترحال يتبعه ترحال.

انسلاخات صغرى وكبرى.

قبل أن ندخل الحياة، يطرق التحوّل بابنا.

حكاية احتضارٍ تتبعها أخرى.

خلفَك في المسير مشيٌ انتهى، يسبق مشيًا آتيًا… خطوةً بخطوة.ٍ

***

(*) الصورة بعدسة الأب سميح رعد.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *