كنوز العلا التاريخية بالمملكة العربية السعودية في معهد العالم العربي – باريس

Views: 615

افتتحت الهيئة الملكية لمحافظة العلا معرض “العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية” بمعهد العالم العربي في باريس، والذي ينظم بتعاون دولي بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومعهد العالم العربي، الذي يرأسه “جاك لانغ”، وبدعم من الوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا (AFALULA)، برئاسة “جيرارد ميستراليت”.

افتتح المعرض الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا؛ بمشاركة فرانك ريستر، وزير الثقافة الفرنسي؛ جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي؛ بحضور كبار الشخصيات والمسؤولين في مجالات الآثار والفنون والثقافة والطبيعة، بما في ذلك المهندس المعماري الفرنسي الشهير جون نوفيل والمديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا.

حرص القيمان على تنظيم المعرض، عالمة وكاتبة الآثار الفرنسية ليلى نعمة، وعالم الآثار السعودي عبد الرحمن السحيباني، على تقديم معرض “العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية” إلى العالم كمنصة مثالية لتسليط الضوء على كنوز الحضارات القديمة التي تزخر بها محافظة العلا، والتي ألهمت خيال المستكشفين ورواد علم الآثار. ويهدف المعرض إلى تعريف الزوار بجمال العلا الطبيعي وتراثها الثقافي الغني من خلال استعراض مجموعة واسعة من القطع الأثرية النادرة والاستعانة بالوسائط المرئية المتعددة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية  للمصور  العالمي الشهير يان أرثوس-بيرتراند.

 

عجائب طبيعية

تقع محافظة العلا في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وقد مثلت على مر التاريخ مفترقًا للطرق بين الشرق والغرب، حيث بنيت وتطورت بمساهمة مجتمعات وحضارات متعاقبة على مدى آلاف السنين. وينقل المعرض الزوار في رحلة عبر العجائب الطبيعية والتاريخية لهذه المنطقة، من خلال تسليط الضوء على المشهد الطبيعي الفريد للعلا والممالك القديمة التي أقيمت في شمال الجزيرة العربية، بما في ذلك مملكتي دادان ولحيان، ومدينة الحِجر النبطية، التي تعد أول في المملكة العربية السعودية يسجل ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.

ولإبراز أهمية محافظة العلا كوجهة عالمية، أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا الرؤية الثقافية والتراثية للعلا، التي ترسم خارطة طريق طويلة الأجل لتطوير المنطقة، وذلك تأكيدًا على التزام الهيئة بدعم السياحة المستدامة مع الحفاظ على الخصائص البيئية والطبيعية في العلا، عبر تقديم تجربة ثقافية فريدة من نوعها في متحف حي مفتوح في الهواء الطلق، والذي يوفر للزوار رحلات وتجارب استكشافية مثيرة.

وستشمل أعمال ومشاريع التطوير الثقافي التي تجري على نطاق واسع في العلا البرامج والمبادرات التي ترتكز إلى التراث والطبيعة والفنون والإنتاج الثقافي والفني، ما سيساعد في دفع اقتصاد إبداعي جديد في المنطقة.

وتضع الرؤية الثقافية والتراثية للعلا على رأس أولوياتها صون تراث العلا والحفاظ على تاريخها، فضلًا عن تطوير المجتمع المحلي وتمكينه من اكتساب الأدوات والمهارات اللازمة للمساهمة في عملية التحول في المنطقة، وذلك للأجيال الحالية والمستقبلية، باعتبارهم حماة إرث العلا الطبيعي والثقافي، والقادة لمستقبلها المشرق، عبر تطويرها كوجهة تراثية وسياحية فريدة، ورافدًا مهمًا للتنمية الاقتصاد والمجتمعية.

ومن بين تجارب الزوار العديدة الجديدة التي ستقدمها العلا لضيوفها، “متحف البازلت الأسود” المستوحى من التكوينات الصخرية البركانية في العلا؛ و”وادي الفن”، الذي يضم مجموعة كبيرة وملهمة من الأعمال الفنية والتماثيل الأثرية في مشهد العلا الطبيعي الاستثنائي؛ و”متحف الحِجر”، الذي يستكشف حياة وإرث الأنباط الذين أسسوا عاصمتهم الجنوبية هنا في العلا.

الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود

 

 

كلمات

وبهذه المناسبة، قال الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود: “يكمن جوهر العلا في العلاقة بين التراث والفن والطبيعة، حيث يشكل افتتاح هذا المعرض بالتزامن مع تدشين الرؤية الثقافية والتراثية لـلعلا بمثابة دعوة للعالم للمشاركة في صون إرثنا الحضاري للعالم، وتحقيق التوازن بين طموحات التنمية والحفاظ على الخصائص البيئية والطبيعية للمكان، بما يحفظ كنوزنا التراثية للأجيال المقبلة”.

من جانبه، قال جيرالد ميستراليت، الرئيس التنفيذي للوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا: “تمثل الرؤية الثقافية والتراثية لـلعلا فرصة فريدة لسطر فصل جديد في تاريخ العلا ومجتمعها المحلي، وذلك استنادًا إلى التطور الثقافي الموثق لهذه المنطقة، وموقعها على خريطة التراث العالمي. ومن خلال شراكتنا مع رواد الثقافة في المملكة العربية السعودية والدول الأخرى حول العالم، ستفتح العلا أبوابها مشرعة أمام العالم في السنوات المقبلة، وسيرحب العالم بهذه الوجهة التراثية الاستثنائية”.

وقال جاك لانج، رئيس معهد العالم العربي بباريس ووزير الثقافة الفرنسي السابق: “إن اختيار باريس – مدينة الفنون والثقافة – لإطلاق هذه الدعوة الطموحة، هو مؤشر قوي على الانفتاح والعالمية، حيث تمثل “العلا” مشروعًا فريدًا من نوعه، ويستند نجاحه إلى العمل التعاوني والحوار المتبادل بين الحضارات والثقافات المختلفة، وهي القيم ذاتها التي نلتزم بها ونسعى إلى تحقيقها باستضافة هذا المعرض العالمي”.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *