سجلوا عندكم

“العرض الأخير” لقاسم قاسم… أجزاء من الذات مبعثرة في المشاهد

Views: 48

د. أنطونيوس بطرس

مضى علي زمن طويل، وانا اخوض في الشعر والنثر والنقد، وما توقعت يوما ان اخوض في الكتابة عن الدلالات السينمائية، او عن كتابة احدهم فيها، ذلك لانني بعدت كثيرا عن الزمن الذي كنت اشاهد العروض السينمائية، ولأنني انصرفت الى العمل في حقول النقد والادب، وكلفني اليوم، بعدما وصلني مؤلف د. قاسم قاسم “العرض الاخير- قراءة في الدلالات السينمائية” الصادر حديثًا  عن بيسان للنشر والتوزيع، وبعدما قرأت محتواه، وجدتني اخذ القلم واتجرأ على مقاربة ما جاء فيه.

اتمنى الا يكون “العرض الاخير”، آخر عرض في هذا المجال، لانه مشوق وغني فكرا وثقافة، وعميق مقاربة وتحليلا. خلت نفسي وانا اقرأه، انني بازاء ناقد ادبي، يتناول قضية الانزياح في قصيدة  رمزية ، او سوريالية، يفكك مفاصلها، ثم يعيد بناءها متلاحمة، بأسلوب اقرب ما يكون الى المنهج التفكيكي في الادب. لقد زادت قناعتي بأن الفن شبيه بمرج الزهور، يوزع الوحي على االشاعر، الاديب، الموسيقي، الرسام، وسواهم، فلا عجب، يا صديقي العزيز، ان جمعت قرابة هولاء جميعهم، كل في مجاله حتى يصبح للحياة طعم الذ، ولون ابهى.

شوقني كتابك كثيرًا، فارتأيت الا اقرأه دفعة، شأن الصبي الذي يتلذذ بقطعة من الحلوى يحبها، فيماطل في التهامها ، حتى يزيد من شغفه بها، ويطيل مدة الاستماع بتذوقها.

ان العروض السينمائية مشاهد من الحياة، والإنسان نرجسي بطبعه، يحب ان يرى نفسه في رواية، او قصيدة، او عمل سينمائي، وقد جئت انتفي كتابك، تبسط عليه الامور، وتحلل الرموز في المشاهد، فيسهل عليه العثور على اجزاء من ذاته، مبعثرة في المشاهد، بورك قلمك، والى المزيد.

(https://www.musicapopular.cl)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *