الحراك الى اين.. وماذا بعد؟
حسين سلامة
باستثناء ما نقل على لسان مسؤول في الخارجية الاميركية حول ضرورة قيام الحكومة اللبنانية باصلا حات ضرورية تريح الناس،يمكن القول ان الصمت الدولي والعربي يسترعي الاهتمام والتنبه.
وباستثناء الأصوات التي حملها الأثير الافتراضي على وسائل التواصل، لا دليل على وجود تدخل اميركي مباشر وواضح في توجيه الحراك.
ومع وجود اشارات تلفت النظر، ان لجهة التنظيم والتنسيق وتوفير اللوجيست المطلوب في كل النواحي، واقدام بعض المعممين المشبوهين بتوزيع المال على متظاهرين،يبدو انه من الضروري اخذ الحيطة وتتبع الشبهات لأن تناقضات الداخل اللبناني كثيرة وجاهزة لتلقف اي تدخل.
الموقف الاميركي يمكن قراءته كرسالة تنسجم مع النصائح الفرنسية للرئيس الحريري بعدم الاستقالة.
الرئيس الحريري الذي بدا في كلمته الأخيرة محشورا، يتصرف اليوم بارتياح، بعد تأكده من تمسك الداخل والخارج به، باستثناء الدكتور سمير جعجع داخليا والمملكة العربية السعودية خارجيا لرغبتها في ضرب عهد الرئيس ميشال عون وتوجه تياره ومعهما حزب الله.
وكان الدكتور جعجع يريد ان يلاقي ذلك بالاستقالة من الحكومة، موعودا بخطوة مماثلة من الزعيم وليد جنبلاط. وبعد ما حصل وادى الى التزام جنبلاط بالحكومة حول جعجع حركته الى تكتيك يمكن التراجع عنه لسبب او لاخر، او الالتفاف عليه بالعودة للحكومة اذا ما جرى تعديلها.
ولطالما ظهر الدكتور جعجع اشبه بطائر “الدلم”الذي يلتحق بسرب الطيور ويبدأ يناور تدريجيا حتى يستفرد بأحد طيور السرب فيختطفه ويترك السرب في مساره.
النائب السابق وليد جنبلاط كان اكثر حماسا من الدكتور جعجع للاستقالة، ولكنه بعد استماعه الى خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والى تصريح نائبه الحاج حسين خليل بانه ليس هناك ما يمنع اللقاء بين السيد نصر الله ووليد جنبلاط، بعد ذلك غير قراءته وعدل موقفه.
اما الجواب على: ماذا بعد؟
فان الورقة الاصلاحية ، اذا ما اقرت اليوم واعلنت وكانت مرضية، ستخرج جزءا كبيرا من المتظاهرين من الشارع.
واذا ما تم النظر في خطوة رديفة من نوع تعديل الحكومة واخراج الذين شكلوا في ادائهم استفزازا للناس،واذا ما اعلن الرئيس الحريري ذلك وتعهد الالتزم بالتنفيذ كبلاغ رقم واحد للمعالجة الوطنية والشعبية،عبر تطبيق الاصلاحات التي تعفي المواطنين من الظلم الاجتماعي والمعيشي،فان جزءا اكبر سيترك الشارع.
بعد ذلك ، ربما سيكون على الجيش ان يعلن قرارا بمنع اقفال الطرقات، ويعمل على ذلك، ويسمح للذين يريدون الاستمرا بالتظاهر ان يبقوا في الساحات العامة.
هذه قراءة سريعة لما قد يحصل في الساعات المقبلة لدرء ما هو اخطر.
