سقوف «كُلّن … كُلّن»
خليل الخوري
شعار «كلّن… كلّن» تفسره كل ساحة على هواها بل على قاعدة «التزامات» المتظاهرين السياسيّة. أي وفق توجيهات بعضها واضح، والبعض الآخر مبهم، والبعض الثالث بين – بين.
في ساحة رياض الصلح الــ»كلّن… كلّن» تطاول الجميع من رأس الهرم الى كبار الموظفين، وطبعاً بمن فيهم مسؤولون سابقون: رؤساءً ووزراءًَ ونواباً ورؤساء أحزاب الخ…
ومع بعض الاستثناءات فإن معتصمي «رياض الصلح» هم الأبعد مدىً بين سائر التظاهرات والاعتصامات. علماً أنّ الجوّ المهيمن على التظاهرات قد يسجّل بعض اختراقات على ألسنة المتكلّمين أمام الكاميرات من خلال استثناء سماحة السيّد حسن نصر الله أحياناً…
في الساحة الطرابلسية الــ»كلّن… كلّن» محصورة، عموماً، بالحكومة إصراراً على مطلب استقالتها … وقلّما نودي (من خلال المقابلات التلفزيونية) بتجاوز سقف الحكومة الى أعلى…
في تظاهرات المناطق «الشرقية» سـُجّلت ظاهرتان: الأولى تمثّلت بإنسحاب لطيف وسلس لحزب الكتائب من الشارع في ساحل المتن بعدما اعترض المتظاهرون على وجود رئيس الحزب الشيخ سامي الجميل، ومواجهته بهتافات مباشرة حادّة ضدّه ما دفع به الى مغادرة الساحة التي كان هو أوّل من نزل إليها، حتى قبل القوات اللبنانية.
الظاهرة الثانية أنّ التظاهرات من ساحل المتن إلى الزوق ومفترق غزير (…) حدّدت سقفها بإستقالة الحكومة.
صحيح أنّ «المشاعر» التي يكنها القواتيون للرئيس ميشال عون معروفة ولا تحتاج الى طويل شرح، إلاّ أنّ التصريحات العلنية، على الأقل، محصورة بإستقالة الحكومة. وهذا يأتي انسجاماً مع موقف رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الذي كان أوّل (وآخر، حتى الآن) المبادرين الى المطالبة بإستقالة الحكومة، ومن ثم الى تقدم الوزراء الأربعة بإستقالاتهم. وفي أي حال لم يُسجل أي موقف (علني) برفع سقف المطالب ليطاول رئيس الجمهورية… وهذا الأمر يعود الى اعتبارات معروفة في طليعتها أن «الشارع المسيحي» يعتبر موقع رئاسة الجمهورية خطاً أحمر كائناً مَن يكون شاغله.
وأمّا في التظاهرات الداعمة للرئيس عون والتي ينظمها التيار الوطني الحر فالرئيس عون هو «فوق الشبهات»، وااــ»كلن… كلن» تشمل النواب والوزراء ومن تشاء من الآخرين بمن فيهم رؤساء سلطة ورؤساء وقادة أحزاب الخ… بإستثناء الرئيس عون، كما قلنا أعلاه، وأيضاً السيد حسن نصر الله.
وأمّا الاعتصام الذي يديره حزب الله في الضاحية الجنوبية فهو أيضاً لديه «كلّن… كلّن» خاصته التي تستثني بدورها سماحة السيّد حسن نصر الله الذي هو بمثابة «قدس الأقداس» كما قال بعضهم في المقابلات التلفزيونية.
وأيضاً بإستثناء الرئيس عون الذي يصفونه بــ»الجبل» استعارة من كلام للسيد نصرالله.