اختتام أيام الرواية الإيطالية في بيت الرواية- تونس

Views: 161

اختتم بيت الرواية في قاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة- تونس تظاهرة ايام الرواية الايطالية التي امتدت على يومين بندوة “تجارب روائية إيطالية” ولقاء خاص مع الروائي الإيطالي ” جوزبّيه كاتوتسيلا”.

ادارت الندوة الإعلامية ريم قاسم وتتالت فيها المداخلات التي افتتحها المترجم “أحمد الصّمعي” مقدّما لمحة شاملة عن تجربة “أمبرتو إيكو” وهو فيلسوف إيطاليّ، وروائيّ وباحث في القرون الوسطى عرف بروايته الشهيرة “اسم الوردة” وبمقالاته العديدة. هو ايضا أحد أهم النقاد في العالم.

يقول الصّمعي متحدّثا عن هذه الرواية:” أثار العنوان الغير المألوف لهذه الرواية اهتماما كبيرا وتساؤلا حول ما قد يعنيه. وقد أشار إيكو إلى نيته في وضع عنوان محايد كليّا، وحين أنهى الرواية اقترح عشرة عناوين على أصدقائه ليختاروا، ووقع الأمر على “اسم الوردة”، قيل أنه نوى لفترة أن يجعل العنوان (دير الجريمة)، لكنه بهذا قد يسلّط الضوء على التفاصيل الجنائية في الرواية فقط وقد يهدم شرط حيادية العنوان، ثم خطر له عنوان “اسم الوردة” حيث أن الوردة هي رمز ثقيل دلاليا اتخذ معان متعددة عبر التاريخ، لدرجة أنه قد لا يحوي أي معنى واضح الآن. و تدور أحداث الرواية الغامضة في أحد دير شمال إيطاليا التابع للرهبنة البنديكتية وذلك في شهر نوفمبر 1327، حيث تتكرر في الدير جرائم قتل مريبة ضحاياها جميعهم من النساء، ويكون التفسير الوحيد للرهبان حول هذه الظاهرة وجود روح شريرة داخل جدران ديرهم، ولكن رجل واحد يشك في وجود شخص ما يقف وراء جميع تلك الجرائم.”

أما الرواية الثانية التي كانت بطلة مداخلة المترجم أحمد الصمعي هي “مقبرة براغ” ، نشرت الرواية لأول مرة باللغة الإيطالية سنة 2010، ورشحت لجائزة “الإندبندنت” عن أفضل عمل قصصي خيالي أجنبي في بريطانيا عام 2012. بطل الرواية هو الكابتن سينموني وكل الشخصيّات الأخرى في هذه الرواية حقيقية وقامت حقيقة بتلك الأفعال، حيث تدور أحداث الرواية في القرن التاسع عشر في مدن: تورينو، باليرمو وباريس، ويمتهن الكابتن سينموني المحاماة، ويقوم بأعمال اخرى منها تزوير الوثائق، تتناول الرواية كره الكابتن سينموني للأخر بشكل عام حيث يتركز كرهه لليهود والنساء وكل الجنسيات، والمتعة البشرية الوحيدة الممكنة عند الكابتن سينموني هي الاكل.

وكان الجزء الثاني من هذه الندوة مع الشاعر خالد سليمان الناصري، الذي تحدث عن قرصان الرواية الإيطالية “إيميليو سالغاري” وهو روائي مغامرات وخيال علمي إيطالي ولد في مدينة فيرونا في مملكة لومبارديا فينيشيا، تأثر بالروائي دانتي وهو رائد قصص وسترن سباغيتي ومن أشهر رواياته ساندوكان و القرصان الأسود، وتوفي في 25 نيسان 1911 بعد انتحاره بسبب معاناته النفسية من مرض زوجته.

يقول الناصري متحدثا عن تجربة هذا الأخير:” القرصان الأسود هي رواية مغامرات من أشهر مؤلفات سالغاري وتقع أحداثها في البحر الكاريبي أثناء العصر الذهبي للقراصنة، تتحدث عن قرصان يلقب بالقرصان الأسود، يسعى للانتقام من إعدام أخويه الملقبين بالقرصان الأحمر والقرصان الأخضر من حاكم ماراكايبو الجديد، وأثناء مغامراته يلتقي بقراصنة مشهورين في ذلك العصر مثل القرصان الفرنسي فرانسوا إيلونييه والنافاري ميشيل الباسكي والويلزي هنري مورغان، وثم يتعرف على فتاة يحبها لكنه يكتشف أنها ابنة فان غولد عدوه اللّدود، وقد تم إنتاج عدة أفلام ومسلسلات عن هذه الرواية وأشهرها مسلسل سيف الصاعقة.”

أمّا الجزء الثّالث من هذه النّدوة فقد كان بعنوان تجارب “روائية إيطاليّة بصيقليّة، من شاشا إلى كامليري” قدّمها الأكاديمي والمترجم الإيطالي فرانشيسكو ليجو الذي قدم تجربة أندريا كاميليري وهو روائيّ وكاتب سيناريو ومخرج إيطالي، ولد في 6 سبتمبر 1925 في بورتو إيمبيدوكلي في إيطاليا، عرف بكتابته لروايات الجريمة، وكانت أشهر مؤلفاته سلسلة “المفتّش مونتالبانو”، التي نشرت أول مرة في إيطاليا سنة 1994، وتمّت ترجمتها إلى 30 لغة، وتحوّلت لمسلسل تلفزيوني تمّ عرضه على محطّة التّلفزيون الإيطالي (RAI)، أمضى كاميليري أغلب حياته في الإخراج المسرحي والكتابة للسينما والتدريس ولم يشتهر كأديب إلا في أواخر ستينات القرن الماضي، وألف أكثر من مائة كتاب، وكانت روايات المفتش مونتالبانو عادة ما تتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعا في إيطاليا وترجمت إلى 32 لغة.

واختتمت تظاهرة أيام الرواية الإيطالية التي نظّمها بيت الرواية ضمن برنامجهم السنوي الرّوايات العالميّة بلقاء خاص مع الروائي الإيطالي “جوزبّيه كاتوتسيلا” الذي اغتنم فرصة اللقاء للحديث عن روايته الأخيرة ” E tu splendi”، التي نشرت سنة 2018 بإيطاليا وتم تعريبها، تروي قصة أريجليانا القرية الواقعة في جبال لوكانيا، حيث يقضي بيترو ونينا عطلتهم مع أجدادهم. وهذا الصيف، كان مختلفا بالنسبة لبيترو ونينا منذ البداية حيث بقيا بدون ويكتشفان أن عائلة من الأجانب تختبأ داخل برج نورمان. من هم وماذا يريدون؟ لماذا لا يعودون من أين أتوا؟ هو صيف لا ينسى، يتحول إلى طقوس مؤلمة لكنها مليئة بالحنان والفرح: تخبرنا كيف يتم التغلب على الموت والخيانة والظلم ليكتب كاتوتسيلا رواية قوية ومبهجة، تتراوح بين الظلمة والنور، التفاصيل المأساوية والمضحكة، بكتابة بسيطة وعميقة في نفس الوقت.

(fleshbot.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *