لعينيك
فيصل طالب
لعينيك
لا تهجر سماءَك الطيورْ
ولا تنأى عن خريفك الزهورْ
وتخجل الأشجارُ من عريها
وينبت العشبُ فوق الصخورْ .
لعينيك
يحاذر الأرضَ اليبابْ
وتخزنُ السماءُ الرعودْ
ويثور الهطلُ على عقم السحابْ
والنهرُ يجتازُ السدودْ
لا الشمسُ تغيبُ ..لا النبعُ يعودْ .
لعينيك
تومضُ العيونْ
فلا تخبّئ الوجوهُ
أشباحَ الوجومْ
ولا تموتُ الأحلامُ في أسرّة الجفونْ
لا تجهض الشفاهُ أجنّةَ الفرح
لا تحجب شمسَ الرجاء الغيومْ .
لعينيك
يهبط إلى النهر القمرْ
كسوارٍ من لجينٍ فوق ارتعاش النظرْ
يراقصُ الماءَ المنتشي باجتياز الحُفَرْ
يصحو في حضن الدُّجى
ويغفو على أكتاف السَحَرْ .
لعينيك
يهبط إلى البحر القمرْ
كشعلةٍ من ضياء فوق موج الضجرْ
كشراعٍ يجلو الماءُ صورته
ويحمل السفينَ إلى غاية السفرْ .
لعينيك
يخرج التيهُ من دَغَل الضباب
ويدخل الضوءُ إلى كهف الغياب
وتضيء الحُلْكَةَ شعلةٌ من وميض الألم
لا يولد السناءُ من رحم العدم .
لعينيك
نحرث أثلاماً في أديم التليد
نزرع بذور الدفء في حقول الجليد
ونحصد القطوف وننشر الظلال
ونأخذ العِبَرْ
نضيء دروبك بالشموعْ
نروي ترابك بالندى لا بالدموعْ
ونذوب لأجلك في المطرْ .
لعينيك يا وطني.