صبحناكم…

Views: 337

حيرة…

د. جان توما

 

تسندُ يَدَكَ على خدّك النديّ ووردُوك ملأى بالأمل.

تتأمل في عينّي وطنٍ يتخلّى كلّ يومٍ، ببرودةٍ،  عن أحلام أبنائه الشّابةِ.

اذْهَبْ ولا تَخَفْ إلى رياض الورود وانعَمْ بليالي نومٍ هانئة وصباحٍ هادئ ساكن ،واترك عجقة المواقف، وانفعالات النقاش المتعب.

تجلسُ منتظرًا ويطول انتظارك ولا تذبل ورودك. وجدت نفسك تنتظرُ حلولاً لقضايا لا علاقةَ لكَ بها. لم تتسببْ في إحداثِها، وليس مطلوبًا منك ، بالأصلِ،  أنْ تجدَ لها حلًا.

يصير الوطن، عندك،  ورق  ورد على قدر أحلامك. اعبر صديقي مع وردك للبيع ، إلى حيث الوطنُ لا  المنفى،  وهو المرتجى حيثُ لا رجاء. باقون نحن هنا، في ترابٍ تغنِّينَا به، ولكنه لَمْ يَعُدْ  لكَ ذَهَبًا في زمنِ القلّةِ وغيابِ فُرَصِ العملِ.

ارفعْ يَدَكَ مُلوَحًا رحيلا، ولكنْ تذكَّرْ أنَّ لكَ هنا بحر ًا ونخيلا، كانَ في أيامِنَا زهر الليمونْ، وتبقى مثلَهُ ، مع ورودك، تُنْعِشُ القلبَ وَتَسْكُنُ العيونْ.

 

***

(*) اللوحة للفنان حبيب ياغي

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *