“وتبقى العائلة”… جديد الأب نجيب بعقليني

Views: 1037

صدر حديثًا من مجموعة الكنز، كتاب “وتبقى العائلة” من تأليف الأب الدكتور نجيب بعقليني، الأخصَّائيّ في راعويّة الزَّواج والعائلة، وتقديم الدكتورة سحر نبيه حيدر، المتخصِّصة في شؤون المرأة ومناهضة العنف.

يقع الكتاب في 320 صفحة، من الحجم المتوسط، وقد قامت بتصميم الغلاف، مصمِّمة الجرافيك السيّدة مارتين كيوان.

 يشير عنوان الكتاب إلى العائلة ويحفّز بطريقة إيحائية إلى ضرورة الحفاظ على سلامة وقُدسيّة العائلة التي هي أساس المجتمع.

 في تقديم الكتاب تقول الدكتورة حيدر: ” … “وتبقى العائلة” […] دليلٌ واعدٌ وكلامٌ مثبّت […] كتاب إجتماعيّ، علائقيّ بامتياز، يجمع بين الله والإنسان ويشرح بالدَّليل القاطع روحانيّة العلاقة بين الإنسان والإنسان، كما يوصي بالمحبّة…”

 تطرّق المؤلف، الأب د. بعقليني، إلى واقع الحياة العائليّة وتحديّاتها وسطّر أزمات الثُّنائيّ الَّتي تقع أحيانًا فريسة الوهم والمُعتقدات الخاطئة، الأمر الَّذي يُبعدها عن الإنسجام الزَّوجيّ والعائليّ. كما لفت الى التفكك الاسري الفاضح في مجتمعاتنا، من خلال عرض التحوّلات السَّريعة والثَّقافة المُستجدَّة الَّتي فرضتها التِّكنولوجيا الحديثة ووسائل التَّواصل الإجتماعيّ والتَّربية المُهدَّدة والمتفلّتة أحيانًا، والاقتصاد المُربك الَّذي هيمن على وحدة العائلة وفرّق بين أفرادها. ولم يغب عن ذهنه وتحليلاته، ما آلت اليه الأحوال المضطربة والمهيمنة على الجو العام الاجتماعي، من أخلاق مُتعثّرة واضطرابات نفسية واجتماعية واقتصادية، أدّت جميعها إلى تفكّك العائلات وعدم الالتزام بسُلَّم القِيَم.

 أشار المؤلّف إلى أهميّة المُحافظة على العائلة، من خلال هويّتها وتركيبتها وهيكليتها وقُدسيّتها وتماسكها، إيمانًا منه بأنّ العائلة هي نواة المُجتمع وكلّ فرد هو راعٍ، ومسؤول مُباشر في الحفاظ على الإرث الإنسانيّ والاجتماعيّ، من خلال مقاييس أخلاقيّة، أبرزها التفاني والتَّضحية والوفاء وأهمّها الحبّ. إرتكز المؤلّف في تحليله ومقاربته للواقع على الإرشاد الرسوليّ “فرح الحبّ” الصَّادر عن البابا فرنسيس الَّذي عالج شؤون العائلة وشجونها.

 تناول الكاتب مطوّلاً موضوع الحوار وشدد على أهمية التَّواصل بين أفراد العائلة، لإنجاح الحياة المُشتركة، منوّهًا بدور وعمل مراكز الإصغاء والمُرافقة، في تفعيل مبدأ الوساطة والمُصالحة الَّتي تخدم الشريكين وتُدعِّم أساسات العائلة المتينة.

اللافت في الكتاب تركيز الأب بعقليني على أهميّة ودور الاستعداد المُسبق للزَّواج، مع التَّأكيد على الرؤية المُستقبليّة والنهج المُنفتح للإعداد للزَّواج، بهدف مواجهة التحديّات والصُّعوبات الَّتي تعترض مسيرة الثُّنائي، الَّذي يتوق نحو نجاح مسيرته على جميع الصُّعُد.

 اعتمد الكتاب على أسلوب السَّهل المُمتنع، بحيث يمكن قراءة الكتاب بتسلسل متجانس، كما يستطيع القارىء، إنتقاء ما يشاء من مضمونه ليفي بالغرض الَّذي تقصّده المؤلّف.

يُعتبر الكتاب، “وتبقى العائلة”، دليل “راعويّ” (لاهوتيّ)، روحيّ، إجتماعيّ وإنسانيّ بامتياز، إذ اشاد الأب د. بعقليني بدور التَّربية على الحبّ أوّلاً، لما له من تأثير إيجابيّ في توزيع الأدوار ضمن العائلة الواحدة، الَّتي تحقّق الأهداف المنشودة وتؤدّي بالتَّالي، إلى الإنسجام بين الأفراد، وتسمح بعيش حياة عائليّة ضمن أُطُرٍ سليمة وصحيحة. وقد حاول الأب د. بعقليني من خلال ما نشره، اقتراح بعض الحلول المُمكنة لأزمات الحياة الثُّنائيّة، عبر استعمال طرائق جديدة وأساليب مُختلفة عن الأنماط التقليديّة، كما قدّم طروحات وأفكار علميّة وعمليّة، إجتماعيّة وإنسانيّة تصبّ في خانة الفرح والأمان للعائلة لكي “تبقى العائلة”. فنجده حريصًا كلّ الحرص، على تحفيز القارىء وكلّ فرد في المجتمع، على صيانة العائلة والإبقاء على مكوناتها وأسسها، للحفاظ على الحياة البشريّة، من خلال البقاء والحبّ والوعد والعهد، والاتِّفاق والإنسجام، من أجل عيش الحياة بملئها، تحت سقف سعادة “معقولة” و”مُمكنة”، أرادها الخالق للإنسان، كلّ إنسان.

 ونذكر بانه قد صدر للأب بعقليني عدة كتب في مجال الإرشاد والمرافقة الراعوية والإجتماعيّة والإنسانيّة ومنها: الطريق إلى الزواج، حبّ وإستمرار، الإعداد للزواج، كذلك : لقاء وعهد، كي نبقى معاً ، المرأة والتنميّة بمشاركة الدكتورة كلوديا شمعون ابي نادر.

“بالرُّغم من كلّ شيء يبقى الحبّ حالةَ فرحٍ. فالحبّ يولّد الفرح والفرح يولّد الحبّ”.

” وتبقى العائلة…” كي يبقى الوطن…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *