وزّروا المنتشرين

Views: 288

خليل الخوري 

اذا سارت الأمور في مسار طبيعي فإن الحكومة الجديدة (في حال تم إنجازها في مستقبلٍ ما قريب أو متوسط أو بعيد) ستضم باقة كبيرة من السيّدات. أصلاً هذا ما وعد به الرئيس المكلّف، إلى وعود أخرى أهمها قاطبة أن يكون الوزراء من التكنوقراط (الاختصاصيين). وهذا أمر جيد جداً.

وخلال هذه الحقبة الطويلة، منذ استقالة حكومة سعد الحريري حتى اليوم، لم نسمع أحداً من المعنيين بالتكليف والتشكيل، يأتي على ذكر تطعيم الحكومة بوجوه من عالم الانتشار اللبناني الناجح في مختلف أنحاء العالم.

لقد سجّل اللبنانيون المغتربون خطوات رائدة في مجالات المال والأعمال والعلوم والفنون والثقافة والتكنولوجيا والاجتماع والطب والفيزياء، والكيمياء والتجارة والسياسة…

وبينهم أعلام كبار ذوو شهرة عالمية وسمعة نقية في بلدان الشرق والغرب. والأسماء معروفة. والغريب أن أحداً لم يفكّر في الاستعانة بغير شخصية منهم، من ذوي الخبرات المشهود لها، ليكون ضمن الحكومة (سابقاً وحالياً) ولسنا ندري ما هي الأسباب التي تحول دون هذا القرار الذي نعتبر اتخاذه بادرة طيبة.

إلاّ إذا كانت الغاية ما قاله لنا أحدهم ممازحاً: ما بدّنا نفسدهم!

ويلفتني، في هذا المجال، كيف تبدّل الخطاب السياسي اللبناني الرسمي عمّا كان عليه قبل الحرب وحتى مطلع التسعينات.

قبلاً كانت أي كلمة يوجهها رؤساء الجمهورية الى اللبنانيين في المناسبات الرسمية مثل عيد الاستقلال وعيد الجيش وأحياناً الذكرى السنوية لانتخاب هذا الرئيس أو ذاك… كانت تتضمن فقرة خاصة بالمغتربين اللبنانيين.

وهذا ما كانت تتضمنه أيضاً البيانات الوزارية التي يطلب رؤساء الحكومة الثقة على أساسها من نواب الأمة.

ومن أسف أنّ هذا التقليد الجميل تخلّينا عنه منذ العقود الثلاثة الأخيرة. علماً أن بين لبنانيي الانتشار من تسنّم أعلى المواقع في بلدان عديدة بينها رؤساء ورئيسات جمهورية، ووزراء بالمئات وحكام ولايات بأعداد كبيرة… والبعض منهم سجّل نجاحات لافتة وخلد اسمه وسميت الجادات والشوارع والمعالم المهمة بأسماء لبنانيين كثيرين في عواصم عديدة.

ربّـما يرى البعض أننا نحلم عندما نطرح هكذا اقتراحاً… فالاستيزار مرض لبناني لا شفاء منه. وشهوة الحكم، على مختلف مستوياته، تستبدُّ، عندنا  في الداخل اللبناني، بالأشداق المفتوحة… فهل ينقصنا من يؤتى بهم من الخارج؟ وهل من زيادة لمستزيد؟

ونحن نعرف هذا الواقع، ولأنّه كذلك، وفيما البلد في زمن الثورة والشعارات، رغبنا في أن نرمي بهذه الفكرة – الاقتراح علّ وعسى! وإن كنا لا نأملُ خيراً من أهل السياسة عندنا، وهم الذين يختلفون على كل صغيرة وكبيرة، فمن باب أولى عندما يتعلق الأمر بالجبنة!

وللمناسبة ولـمّا كان الشيء بالشيء يُذكرُ: لماذا لا يستعين القوم عندنا بالطاقات المالية الاغترابية للإسهام في مواجهة أزمتنا المالية – الاقتصادية الخانقة، مقابل ضمانات جدية تقدم للمساهمين؟!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *