احفظوا هذا الاسم

Views: 680

خليل الخوري 

عندما يتحدّث النائب ميشال معوض وتنقل الشاشات ما يقول بالصوت والصورة يتذكر اللبنانيون الرئيس الشهيد المرحوم رينيه معوّض من حيث الرصانة والهدوء والكلام الهادف.

فالنائب الشاب لم يرث عن والده الراحل الموقع السياسي وحسب، إنما أيضاً الصفات التي ميّزت «شهيد الاستقلال».

ومناسبة الحديث، اليوم، عن ميشال معوّض هي أنّه كان أحد الأشخاص القلائل الذين وقع عليهم اختيار وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دايڤيد هيل ليعقد معهم محادثات خلال جولته الأخيرة على الرؤساء ونفر من القادة البارزين.

وفي تقديرنا أنّ لقاء هيل – معوّض لم يكن مفاجئاً، إنما المفاجأة (… واللافتة) كانت في زيارة وزير الخارجية الأميركي مستر بومبيو الى لبنان قبل مدة وجيزة من اندلاع الأحداث والتطورات الأخيرة في ظل الثورة الشعبية التي كانت هي أيضاً «مفاجأة» الفصل الأخير من سنة 1919. يومها تناول الزائر الأميركي الكبير طعام العشاء الى مائدة معوّض.

وقد ضجت المنتديات والصالونات السياسية بالخبر إلاّ أنه لم يكن مدار تداول علني على نطاق واسع. وأذكر أنّ مرجعية سياسية تحدّثت عن الموضوع، في حلقة خاصّة ضّيقة، بإسهاب. ومما قالته عبارة واضحة كرّرتها غير مرّة، ولا تزال ترن في مسمعي: «عينكم على ميشال بك». وكان يقصد بها كما أوضح: احفظوا هذا الاسم.

عندما كانت المفاوضات تجرى لتشكيل اللوائح الانتخابية النيابية في زغرتا قيل الكثير أين يكون معوّض؟ قبلاً كان الحديث عن احتمال تشكيل لائحة تضمه ومرشح حزب القوات اللبنانية. ثم سقط هذا الخيار بعدما أشبعه رئيس حركة الاستقلال درساً، إذ تبين له أنّ مرشح القوات سيفيد من التحالف ليصل الى المجلس النيابي عن زغرتا – الزاوية ولن يضيف الى معوّض رصيداً. وهو شرح هذه النقطة بوضوح وإسهاب.

كما كان مستبعداً خوض المعركة الانتخابية الى جانب تيار المردة لحسابات تراوح بين المنطلق السياسي والحسابات الرقمية و»لعبة»  الصوت الترجيحي.

وعندما عقد معوّض تحالفه مع الوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحرّ كان واضحاً أن الصوت التفضيلي المحصور مفعوله في القضاء وليس على مستوى الدائرة لن يكون له تأثير سلبي على أي من الجانبين…

ومنذ إعلان النتائج كان ميشال معوض واضحاً في أن تحالفه، إنتخابي الطابع، لن يلزم أياً من الطرفين في الاقتناعات والمسار المبدئي  في المواقف… وهو ما تبين بوضوح من خلال مواقف عديدة ميّز معوض نفسه عن حلفائه «الانتخابيين» وإن كان بقي ملتزماً بأنه يدعم العهد.

باختصار يمكن القول إن الرئيس الشهيد رينيه معوّض حفر الجبل بالإبرة. ونجله ميشال لديه وسائل حفر لا بأس بها. ما يصح قول المرجعية السياسية: «احفظوا هذا الاسم… عينكم على ميشال بك».

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *