الراعي مترئسًا جنازة المطران شكرالله حرب: تجلى لنا فيه وجه الكاهن الغيور المحب والمحبوب

Views: 786

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جنازة المثلث الرحمة المطران شكرالله حرب في كاتدرائية سيدة العطايا – المطرانية في أدما، عاونه راعي ابرشية جونيه المارونية النائب البطريركي العام المطران انطوان نبيل عنداري ولفيف من المطارنة، وشارك فيها السفير البابوي جوزف سبتيري، ورئيسات عامات ورؤساء عامون ولفيف من الراهبات والكهنة واسرة الففيد، في حضور النائبين شوقي الدكاش وانطوان حبشي، والوزير السابق بطرس حرب.

بعد الانجيل، ألقى البطريرك الراعي الرقيم البطريركي بعنوان “أعرف خرافي، وخرافي تعرفني” (يو14:10)، تحدث فيه سيرة حياة المطران حرب قبل دخوله السلك الكهنوتي وبعده، وقال: “عرف المثلث الرحمة المطران شكرالله النفوس التي خدمها طيلة 32 عاما في أبرشية جونيه، المعروفة سابقا بأبرشية بعلبك، قبل التقسيات الكنسية.
عرف خرافه عن قرب وشملها بمحبته الراعوية، متعاونا مع الكهنة والرهبان والراهبات والمجالس واللجان والأخويات والمنظمات الرسولية. فكشف بمثل حياته وجه المسيح الذي قال عن نفسه: “أنا الراعي الصالح، أعرف خرافي وخرافي تعرفني” (يو14:10). لقد حضر أمام العرش الإلهي ليسلم الوديعة، إذ انطفأ كالشمعة عند الساعة السادسة صباح الثلاثاء بصمت وهدوء، تماما كما عاش”.

اضاف: “لقد فطر على المحبة الرعوية من مثل والده الكاهن الخوري بطرس حرب، إبن تنورين العزيزة، الذي كان يخدم رعية اليمونة، وفيها ولد المطران شكرالله في 5 أيار 1923. وتربى على الإيمان والصلاة إلى جانب شقيق وثلاث شقيقات نسج معهم ومع عائلاتهم أمتن روابط المودة الأخوية، وقد سبقوه جميعهم إلى بيت الآب.

دخل المدرسة الإكليريكية بفرح وحماسة. وأنهى دروسه الفلسفية واللاهوتية في جامعة القديس يوسف. وارتسم كاهنا في كنيستها في 14 أيار 1949. وبفضل ما تميز به من نباهة وفضائل كهنوتية، وما أظهر من غيرة في الخدمة الراعوية في بيروت، وفي التعليم في إكليريكية مار عبدا هرهريا – جديدة غزير، أرسلته السلطة الكنسية لمتابعة دروسه العليا. فقصد باريس، أولا، حيث نال إجازة في الحق القانوني والعلوم السياسية من المعهد الكاثوليكي، ثم انتقل إلى روما حيث نال شهادة الدكتوراه في الحق القانوني والمدني وشهادة الدروس في محكمة الروتا الرومانية. وكان في كل ذلك يسمو في الفضيلة وطيبة الأخلاق وحب العطاء”.

وتابع: “لما عاد إلى لبنان، عين قاضيا في المحكمة المارونية، وخدم في رعيتي سيدة العطايا ومار يوحنا المعمدان في بيروت. وهناك عرفناه، وتجلى لنا فيه وجه الكاهن الغيور المحب والمحبوب.
وفي عام 1962، أرسله المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار بولس بطرس المعوشي إلى أوستراليا لخدمة رعية سيدني، وبعد عامين، عين محاميا عن العدل في محكمة الروتا الرومانية خلفا للمثلث الرحمة المطران فرنسيس الزايك. وفي 15 آذار 1967، انتخبه سينودس أساقفة كنيستنا المقدس، برئاسة المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال المعوشي مطرانا لأبرشية بعلبك التي أصبحت في ما بعد أبرشية جونيه في كسروان – الفتوح، فنيابة بطريركية”.

وقال: “لقد عمل كأسقف في الأبرشية مدة 32 عاما بمحبة وهمة ونشاط. فأولى الكهنة والإكليريكيين عناية خاصة. ووجه لجان الأوقاف، وبنى معهم ومع أبناء الرعايا العديد من الكنائس الجديدة والقاعات الرعائية، ونشط الأخويات والمنظمات الرسولية. وعلى الصعيد العمراني، جدد كرسي المطرانية في عرمون بإضافة جناح للأسقف، وأسس ثانوية مار يوحنا في العقيبة، وبنى كرسي المطرانية هنا في أدما بكامل هيكليته، إلى أن أنجز البنيان بكل أجزائه سيادة أخينا المطران أنطوان نبيل العنداري. وترك مقالات وكتيبات في القضاء الكنسي وحياة الكاهن وتجدده الروحي”.

اضاف: “على صعيد الكنيسة، انتخبه سينودس أساقفتنا المقدس مشرفا على محاكمنا الروحية، ثم مشرفا عاما على توزيع العدالة ضمن الأراضي البطريركية، فرئيسا لمحكمة مجمع أساقفة كنيستنا المارونية. وتعاونا معه، ومع المثلثي الرحمة المطران رولان أبو جوده والمطران منصور حبيقة، في صوغ الشرع الخاص بكنيستنا المارونية، والنظام الداخلي لكل من محكمتنا الابتدائية الموحدة، ومحكمتنا البطريركية الاستئنافية. وانتخبه آباء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك رئيسا للجنة التعاون الرسالي والانتشار، ورئيسا للجنة المؤتمرات القربانية”.

ولفت الى انه” وبعد استقالته من إدارة الأبرشية لبلوغه السن القانونية في حزيران 1999، سكن في الكرسي البطريركي مدة 20 عاما حتى وفاته. فانخرط تماما في حياة الجماعة البطريركية، محافظا بدقة على أفعال الجماعة المشتركة، ناسجا أفضل علاقات الاحترام مع السيد البطريرك والمودة الأخوية مع الأساقفة. وتميز بتكريمه الخاص للسيدة العذراء مريم، بتلاوة مسبحتها الوردية”.

السفير البابوي

وتلا السفير البابوي رسالة من البابا فرنسيس نقل خلالها تعازيه إلى الكنيسة المارونية وعائلة المطران حرب، مانحا بركته الرسولية الى جميع أحبابه.

وكان البطريرك الراعي تقبل التعازي بالراحل مع أسرته والمطارنة في صالون المطرانية في أدما.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *