مقدمات نشرات الأخبار المسائية الجمعة 3-1-2020

Views: 367

المنار 

وما قتلوه، بل رفعَهُ الله عزيزا.. بعدَ أن اَتَمَّ مناسكَ الجِهاد، ارتقى شهيدا..

طافَ بلادَ المستضعفين، وسعى بينَ جَبَهاتِ المقاومينَ، ورجَمَ كلَ صنوفِ الارهابِ والمستكبرينَ، ارتوى من زمزمِ الصَبرِ، وفَدى شعوباً بسِنِيِّ العمر، فكان جزيلَ البذلِ على طريقِ فِلَسطين ..

وما قتلوهُ، وهوَ المقاومُ الابدي، لهُ طيفٌ وحواريونَ، شَرِبوا من معينِ عُمْقِهِ الممتدِ من تلكَ الثورةِ العصيةِ على كلِ جَورِ السنين..

قاسمٌ لمحورِ شَرِّهِم، وسليمانيُّ القدسِ وقائدُ فَيلقِها، وبعد… لن ينالَ نَملُهُم من صلابةِ مِنسَأَتِه، وطوعُ يديهِ ملائكةٌ مجاهدون، وهُدهُدُهُ بِشارةُ نصرٍ تِلوَ نَصر، من بيادرِ الجَنوبِ اللبناني الى قِفارِ الشامِ العربي، المملوءَةِ عزاً والمرويةِ دماً حتى كانَ الفتح.. وفيما قَلبُهُ كانَ يلهَج دعاءً للاطفالِ اليمنيينَ، كانت يداهُ تَكُّدانِ دِفاعاً عن العراقيينَ، فكانَ قاهرَ الاميركيينَ في غزوتِهِمُ الاولى، والقاضي على اَذنابِهِمُ الداعشيينَ والرادعَ لابنائِهِمُ الاسرائيليينَ، والحاملَ وجَعِ اراملِ العراقِ وايتامِهِ وشبابِهِ وشُيوخِهِ وكلِ الوانِ طيفِه..

وحيثُ كانَ النصرُ، كان الجزاءُ شهادة، والصُحبةُ مهندسٌ محترفٌ لكلِ صُنوفِ الجهادِ والوفاء، المنتمي لامةٍ ما قَبِلَت ذُلاً امريكيا ولا صِهيونياً ولا تكفيرياً، فكانَ الحجي قاسم كما سماهُ العراقيونَ ومعهُ ابو مهدي المهندسُ لعزِ العراقِ واَهلِهِ، توأمَي قيادةٍ وجهادٍ وشهادة..

وكلُ شهاداتِ عارفيهِ اَنَ قِبلَةَ جهادهِ وفِكرهِ ونضالِه، فِلَسطينُ كلُ فِلَسطين، اليها وصلَها دمُهُ الطاهر، وسيَصِلُها اترابُهُ المجاهدون، يرونَهُ بعيداً ونراه قريبا، معَ فيضِ الدمِ الهادرِ من بغدادَ ملاحِقاً كُلَ المعتدين..

وعلى المجرمينَ ان يترقبوا انتقاماً شديداً كما أكدَ الامامُ السيد علي الخامنائي، وجدَّدَ المجلسُ الاعلى للامنِ القومي الايراني، فجريمةُ الاميركيينَ أكبرُ خطأٍ استراتيجيٍ لن ينجوا من عواقِبِها، قالَ المجلس، وعليهِ اتخذُ القرارُ المناسبِ بالردِ على اغتيالِ اللواءِ سليماني في الوقتِ والمكانِ المناسِبَين..

وبتوقيتِ الشهداءِ، والمعرفةِ بجهادِهِم ونِضالِهِم، وكثيرِ مخازنِ اسرارهم، يُطلُ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله عندَ الثانيةِ والنصفِ من عصرِ الاحدِ معزيا ومبارِكاً ومؤكداً المُضِيَ على طريقِ الجهادِ حتى تحقيقِ كل ما كانَ يعمَلُ لاجلهِ سيدُ شهداءِ مِحورِ المقاومة قاسم سليماني والقائدُ الكبير ابو مهدي المهندس ورفاقُهُم من الشهداء..

 

 LBC 

الجنرال قاسم سليماني… الإسم الذي كان يتردد في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين منذ نحو ربع قرن، تاريخ تعيينه قائدًا لفيلق القدس في إيران، سقط ليل الخميس – الجمعة بصاروخٍ أميركي إستهدف سيارته عندما كان خارجًا من مطار بغداد عائدًا ربما من دمشق وربما من بيروت، وتمَّ التعرف إليه من خاتمٍ في إصبعه.

الضربة التي تلقتها إيران ربما هي الأقسى منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، صحيح أن إيران تلقت منذ نشوء الجمهورية الإسلامية ضربات موضعية، لكن اغتيال الجنرال سليماني يُعتبر من أقسى الضربات خصوصًا أن له بصمات بارزة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، إلى درجة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في تغريدةٍ له إنّ “الجنرال قاسم سليماني أسقط آلاف الأميركيين بين قتيل وجريح على مدى فترة طويلة من الوقت وكان يدبر لقتل المزيد والمزيد”.

وما إنْ أُعلِن عن مقتل الجنرال سليماني حتى بدأ الترقب يسود وبدأت التساؤلات تكبر… أين سترد إيران؟ ومتى؟ ما هي الإنعكاسات في المنطقة ولاسيما في الدول المعنية كلبنان؟ وإذا صحّ أنّ سليماني كان في بيروت قبل توجهه إلى العراق، فما هي المهمة التي كان فيها في بيروت؟ في أي حال، موقف حزب الله سيعبِّر عنه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله بعد غد الأحد.

في سياق آخر، لبنان ما زال منشغلًا بما يُقال انه قرب ولادة الحكومة، في هذا المجال تقاطعت المعطيات عند أن الولادة باتت بين يومٍ وآخر، وعلى ابعد تقدير مطلع الأسبوع المقبل. وتضيف المعطيات أن أسماء كانت حُسِمَت ثم عادت وسُحِبَت من التشكيلة لتحل محلها أسماء أخرى، وهذا التبديل ينطبق أكثر مما ينطبق على الأسماء المسيحيّة فيما لا إشكاليات على الأسماء الشيعيّة والسنيّة، ليبقى السؤال: كيف سيتلقف المجتمع الدولي الحكومة الجديدة؟ وماذا سيكون عليه موقف الثورة في حال لم تأتِ الحكومة على قدرِ تطلعاتها؟

 

 الجديد 

طريقُ دونالد ترامب الثانيةُ إلى البيتِ الأبيض أَقلعت ليلاً من مطارِ بغداد..في اعتداءٍ هو الأخطرُ على دولةِ العراق أوقعَ  شهداءَ النُّخبة..قاسِم سُليماني وأبو مَهدي المهندس. قال ترامب كلَّ ما عندَه بالدم.. أجرَمَ حدَّ الاعترافِ والفخرِ بالقتلِ واغتالَ على الطريقةِ الإسرائيلية.. لكنَّ إيرانَ لم تَكشِفْ عن مخزونِها الثقيلِ في الردّ فيما أعلنَ البرلمانُ العراقيُّ جلسةً استثنائيةً الأحدَ لبحثِ الضربةِ الجويةِ الأميركية على أرضِ العراق. وقبل مراسمِ تشييعِه أَودعت إيرانُ في المِنطقةِ خلَفَ قائدِ فيلق القدس قاسِم سليماني واختارتِ الجنرالَ إسماعيل قاآني لاستكمالِ الطريقِ إلى القُدس وهو أحدُ أبرزِ قادةِ الحرسِ الثوريِّ في حربِ السنواتِ الثماني بينَ العراقِ وإيران الذي وجدت في سيرتِه الذاتيهِ أنه ملّمٌ بدولِ الجوار. وهذه الدولُ لم تخرجْ في المواقفِ عن ردودِ الفعلِ الداعيةِ الى ضبطِ النفسِ معَ اِبداءِ القلق  لكنَ المواقفَ لم تستطعْ اَن تتجاهلَ اَنّ اغتيالَ قاسم سليماني وشبيهِه العراقيّ اَبو مَهدي المهندس قد وضع المِنطقةَ في تحوّلٍ إستراتجيّ وإنِ اختلفتِ التوقعاتُ حولَ السيناريواتِ المحتملة  هذا الاغتيالُ يكرّسُ تبدلاً كبيرًا في قواعدِ اللعبة وقواعدِ الاشتباك.

لا أحدَ يريدُ الحرب، لأنّ الحربَ ستكونُ مدمّرةً على الجميع  وهو ما حاولَ إبرازَه الرئيسُ الأميركيّ دونالد ترامب مشغلًا هواتفَه بكلِّ اتجاه لاسيما صوبَ المحرِّكِ الروسيِّ في المِنطقةِ معلناً أنّه يستبعدُ الحرب ..  لكنْ مِنَ الصعبِ الافتراضُ أن طِهرانَ لن تثأرَ بمقتلِ مهندسِ نفوذِها الإقليميّ لأنّ كرامتَها مُسّت في الصميم. وستحاولُ الردَّ على المستوى نفسِه تحت سقفِ عدمِ الإنجرارِ إلى حربٍ مفتوحةٍ لا يرغبُ فيها أحد. ستلجأُ إلى أوراقِ الضغطِ في نِقاطِ تماسِّها معَ الأميركيِّ في المِنطقةِ مِن أفغانستان شرقاً إلى مكانِ الحدثِ في العراقِ نفسِه. ليلةُ المطار أدخلتِ المِنطقةَ في مسارٍ خطرٍ وحاسمٍ معَ توقّعِ تعديلٍ في  قواعدِ الاشتباك .. فهل تنعكسُ هذ القواعدُ استعجالاً في تأليفِ حكومةِ لبنان؟ بالتمنيات أمَلَ رئيسُ الجُمهورية العماد ميشال عون أن تُبصرَ الحكومةُ النورَ الاسبوعَ المقبل بوجوهٍ مِن الاختصاصيين ما يعزّزُ ثقةَ الخارجِ والداخلِ في آنٍ واحد ويساهمُ في تعزيزِ الأجواءِ الإيجابيةِ لا سيما مع الدولِ الراغبة ِفي مساعدةِ لبنان  وبالأفعال فإنّ الرئيسَ المكلّفَ حسان دياب يُخضِعُ تشكيلتَه للتعديلِ الأخير قبل أن يصعَدَ بلائحةِ الثمانيةَ عَشَرَ إلى قصرِ بعبدا .. مستبقًا ذلك بالاستماع الى الاراءِ السياسية لكن من دون أن تُلزمَه قيودُها لكنَّ الحربَ على الحكومةِ الطالعةِ نحوَ التأليفِ يخوضُها قطّاعُ الطرُق  بالوان الحريرية السياسية تارة .. وقواتية تارة اخرى ..وهم لا يقطعونَ الشوارعَ على حكومةٍ ستخرجُ الى النور قريبًا بل على مواطنين يقعونَ رهينةَ طرقٍ مسلوبةٍ من احزابٍ قرّرت اَن تحارب دياب عبر عذاباتِ الناس. 

 

 OTV 

ما حدث على أرض العراق ليس تفصيلاً، ولن يكون عابراً.

فالمستهدِف قوة دولية عظمى، والمستهدَف قوة إقليمية عظمى. أما الشهيد الأبرز، فالمسؤول العسكري الإيراني الأبرز، الذي لعب أدواراً محورية على الساحات العربية المشتعلة، خصوصاً في العقد الأخير.

طهران توعدت بالرد على ألسنة كبار مسؤوليها وهيئاتها. أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فعلق مغرداً: ايران لم تربح يوماً في حرب، ولكنها لم تخسر أبداً في مفاوضات.

وإذا كان حبس الأنفاس سيد الموقف على المستويين الإقليمي والدولي، فالموعد مع سيد المقاومة في لبنان الأحد المقبل، لرصد الموقف والتوجهات.

وفي غضون ذلك، يبقى أن بين العراق ولبنان، ترابط تاريخي في الأحداث.

فانقلاب عبد الكريم قاسم الذي أطاح النظام الملكي العراقي تزامن مع ثورة 1958 في لبنان، والاجتياح العراقي للكويت تلاه الدخول السوري إلى قصر بعبدا عام 1990، والحراك الشعبي الأخير في لبنان ترافق مع تطورات شعبية ثم أمنية متسارعة على أرض العراق.

وفيما يترقب اللبنانيون ولادة حكومتهم الجديدة، على وقع فشل جديد لنهج قطع الطرق، أمل في ألا تعرقل الأحداث على أرض العراق المسار الدستوري الداخلي، وفي هذا السياق، فأعرب رئيس الجمهورية عن امله في ان يسهم تشكيل الحكومة في تعزيز الاجواء الايجابية، لا سيما مع الدول الراغبة بمساعدة لبنان، متمنيا ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل، ومؤكدا ان العمل جار لتأليفها من وجوه جديدة من الاختصاصيين.

وشدد الرئيس عون على ان ما حدث اخيرا على الساحة الداخلية يشكل عبئا كبيرا، وعلينا في المقابل الخروج منه ومن الازمة الاقتصادية الراهنة، مذكراً بأن ممارسات خاطئة عدة حصلت خلال السنوات الاخيرة اوصلت البلاد الى ما هي عليه حاليا، خصوصا على الصعيد المالي والتعامل بالدولار.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *