من دوحةِ أبي

Views: 426

د. عماد يونس فغالي

حسبي أتوجّه إليكَ سيّدي، وأنا التقيتُكَ في بيتكَ على غير موعد. عرفتُكَ صديقًا لدوحةٍ عاشت في ذاكرتي الدفينة، توقيعُها أبي!

أنتَ ابْنُ يونس فغالي؟! المدير في الجمارك… هذا الصديق الوفيّ والإنسانُ الكبير! تعالَ بنيّ، أنتَ في بيتكَ!! 

أكتبُ إليكَ الْيَوْم، وأنتَ في عليائكَ، تتشكَل وجهًا حبيبًا من عالم أبي، قال لي فيكَ: أنطوان كرم، جامعُ الأحبّة! 

في تلك المرحلة، كنتُ أعدّ “كتاب أبي”، فهلّلتَ مرحّبًا بتدوين شهادةٍ يحتضنها الكتابُ على الزمن… 

إن كان يومٌ جمعتَ فيه أقطابَ إدارةٍ، يتّخذون في مجلسِكَ قراراتٍ مصيريّة، فلأنتَ مخزنُ ثقتهم الأمين، لجأوا إليكَ محبّين، يودِعون إنسانيّتَكَ خوالجَ مهَنيّتهم… وأنتَ، تدفق عليهم، على كلّ واحدٍ منهم، ما يحتاج من جوٍّ يروق له، وحضورٍ يضمنُ له أمانًا وراحة.

رحتَ إلى الله، تلتقي في حضرته أحبّةً من عائلة وأصدقاء، تنعمون بمواعيدَ أرسيتم لها أسُسًا كُنتَ فيها مثالاً، تبثّها علينا بركاتٍ من علُ، وتمطرُ على الرفاق هنا زخّ رضىً وكلّ محبّة…!!

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *