كُنْ حُرَّ ضَمِيرٍ! 

Views: 472

 مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

(مُهداةٌ إِلى الصَّدِيقِ، الشَّاعِرِ الكَبِيرِ، سَلمان زَيْن الدِّين، مُعارَضَةً لِقَصِيدَتِهِ الرَّائِعَةِ «يَسُوع» الَّتِي نُشِرَت في مُدَوَّنَةِ «aleph-lam» لِلكاتِبِ الإِعلامِيِّ جُورج طرابُلسِي، بِتارِيخِ  2/ 1/ 2020)

 

 

أَتحَفتَ، صَدِيقِي، ما أَجمَلْ(1)، بِالمُوجَزِ، والقَولِ الأَكمَلْ

ما حَلَّ بِأَرضٍ كَم كانَت مَثَلًا في الأَرضِ ولا أَجمَلْ

فَأَشَرتَ بِإِصبَعِ فَنَّانٍ أَعياهُ ضَنَى الشَّعبِ المُثْقَلْ

عَرَّيتَ أُناسًا حَكَمُونا، فَغَدَونا في الدَّرَكِ الأَسفَلْ

ودَها الإِذلالُ مَغانِينا، فَاللَّيلُ بِما صَنَعُوا أَلْيَلْ

عَبَثُوا، نَهَبُوا، آذَوْا وَطَنًا، نَبنِيهِ بِالعَرَقِ الأَمثَلْ

عاثُوا بِالهَيكَلِ لَم يَرْعَوْا حُرْمَةَ أَقداسِ المُنْزَلْ

لَم يَحمُوا أَرضًا بِرُباها فاحَ النِّسرِينُ مَعَ الصَّنْدَلْ!

***

سَلمانُ.. أَيا أَوفَى الخُلَّانِ أَثَرتَ بِقَلبِي ما يَشغَلْ

بِقَصِيدٍ كَالصُّبحِ بَهِيٍّ، كَرَنِيمِ الأَعوادِ، كَعَنْدَلْ(2)

كَحَفِيفِ الأَوراقِ تَهادَت في الدَّوْحِ على سِيْفِ(3) الجَدوَلْ

فَشَحَذتُ يَراعِي أَستَسقِي، فَالماءُ نَمِيرٌ في المَنهَلْ

لكِنِّي أَسأَلُ، مِنْ لَهَفِي، عَن شَعْبٍ مَغلُوبٍ أَعزَلْ

مَنْ نَصَّبَ مَنْ جارُوا، مَنْ وَلَّى لِصًّا يَسرِقُ لا يَخجَلْ؟

مَنْ سارَ يُصَفِّقُ لِلباغِي، يَفدِيهِ بِما لَيسَ يُحَلَّلْ؟

أَوَلَسنا نَحنُ مَنِ استَرخَى، مَنْ غَضَّ الطَّرْفَ، مَنِ استَسهَلْ؟

لا نُدرِكُ ما في العَتْمِ يُشادُ، وما في السِّرِّ لَنا يُغزَلْ

لكِنَّ اليَومَ بِهِ أَمَلٌ بِشَبابٍ يَنهَدُ لِلأَفضَلْ

حَمَلُوا الإِيمانَ بِزَنْدِ الصِّدْقِ، سِلاحًا أَمضَى مِنْ فَيْصَلْ(4)،

رَفَعُوا السَّوْطَ الصَّفَّاقَ فَعادَت صُورَةُ فادٍ في الهَيكَلْ

طَرَدَ التُّجَّارَ، ومَنْ فَسَدُوا، وأَدِيمَ الأَرضِ بِهِم زَلزَلْ

هُمْ إِذْ قالُوا فَعَلُوا قَطْعًا، والحُرُّ مَتَى يَنطِقْ يَفعَلْ!

***

سَلمانُ… رَأَينا، وشَهِدْنا أَنَّ الأَوطانَ إِذا تُهْمَلْ

لَتَصِيرُ فَرِيسَةَ ظُلَّامٍ، يَبغُونَ ولا ناهٍ يَسأَلْ

والبَلوَى أَنْ يَغدُوا الأَحرارُ أَمامَ خِيارٍ لا يُقبَلْ

أَو تَقتُلْ، فِيها، كَي تَحيا بِجَبِينٍ عالٍ، أَو تُقتَلْ

كَلَّا… لَن نَرضَى خَتَّالًا، يَأتِينا يَعضُدُهُ الجَحْفَلْ(5)

وسَنَلقَى البَلْوَى بِصُدُورٍ تَأبَى أَنْ تُنهَبَ أَو تُرذَلْ

ونَقُولُ لِمَن يَرأَسْ فِينا: كُنْ حُرَّ ضَمِيرٍ أَو فَارحَلْ!

ـــــــــــــــــــ

(1): أَجمَلَ كَلامَهُ: اختَصَرَهُ، ساقَهُ مُوجَزًا

(2): أَلعَنْدَل: أَلبُلبُل / صَوتُ البُلبُل

(3): سِيْف: ساحِلُ البَحرِ، أَو ساحِلُ الوادِي (يَقَعُ قَصْرُ الأَمِيرِ على سِيْفِ النَّهْر)

(4): أَلفَيْصَل: سَيْفٌ قاطِع

(5): جَحْفَل: جَيشٌ كَثِيرُ العَدَدِ جَرَّارٌ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *