د. جميل الدويهي… “هيك القمر غنّى لعيونك”

Views: 981

صدر للدكتور جميل الدويهي  ديوان “هيك القمر غنّى لعيونك “، وهو العنقود الأخير في منشورات 2019 التي تضم عناوين عدة من بينها: “عا مراية الحبر إنتي القصيده والورده الوحيده ” (النوع الثامن – النص الشعري العامي)، “الإبحار إلى حافّة الزمن” (رواية)، “هكذا حدّثتني الروح “(كتاب فكري)…

يحتوي ديوان “هيك القمر غنّى لعيونك” على ثلاثة أنواع شعر: الزجل والشروقي، التفعيلة العامية، والمدور العامي… وفي ما يأتي نماذج منها:

 

 

هيك افترقنا (قصي قصير)

 

قالت: يا دلّي… هيئتك مشْغول

وبيجوز إبقى ناطْره عا طول

بتْكون ما بتتذكّر العنوان:

بيت الحَجَر، والباب مش مقفول…

صوره إلَك بروزتْها، منْشان

عينَيك يحْكو… والحديث يْطُول

مش قلت إنّي بشْبه الغزلان

وشَعري كأنّو من دهَب مشغول؟

وحُمْرة شفافي خَوخ من لبنان…

ويا ريتني سجّلت شو بتْقول!

وطلبتْ منّي قَصّر الفستان

وما كون متل اللابسِه مريول…

وبْلوزة الفيها زهر نيسان

بعْدو لَهلّق خيطها منْسول…

وفجأة انتهى بيْناتنا اللي كان

هيك افترقْنا… وما حَدا مسؤول…

بْخيْط السهَر عَم قَطّب النسيان

وسِهران حَدّي العتم… والمجْهول…

وعم إنْطرك مع رَغْوة الفنْجان

بين السؤال وبين خَوفي عليك

نازل شِتي عْيوني… وشِتي أيلول.

______

 

ما بْخاف من بُكرا (مدور عامي)

 

ناي القَصب عا قياس خصرِك، والنغَم جرحين، واحد عا طريقي، وواحد بيهْدر كأنّو بحر، وبْقلّو: إنتْ جرحي، وأنا ما بعرفك. وخلقت منّي وبعدني ما بعرفك… عم إلمحك تحت التياب وفوق عمري اللي انكتب… من وقت ما هجّيت إسمي… لقيت إسمي حْروف مليانه غضب… ومْشيت بين الناس وبعيده الطريق… وما حَدا بيدلّني. وسنين راحو متل حبر الليل، والباقي أنا. وكيف انعرف إنّي أنا، وعندي هويّه مخزّقه… بالريح متل الزنبقه؟ كيف انعرف إنّو الحكي هوّي حكي… وأوّل لغة تعلّمتها… وأوّل قصيده كتبتها كانت بِكي… ومن وقتها كانت لِكي؟

ما بْخاف من بكرا، وإذا بكرا وإذا بعدو… وإذا… المفتاح ضاع وما التقيت بغير حالي. وهالشتي ما بظنّ شفتو قبل… شفتو بعد ما تمرّدت عا سنين الغريبه. هون بعدو شالها خيطان صوف تنتّفو. وصرلي زمان كتير عم شاغب أنا، وبحبّ غيّر، خرْبط الإشيا… وحياتي متل لعبه، بسّ ما ما بخلّي حدا بالسيف يغْلبني، وهدير الخيل ياخدني معو… لكنْ أنا وإنتي إذا مرّه التقينا… بحبّ إعطيكي حنيني، وخيل مملكتي، وبرج أعلى من بْراج السما. قولي “حبيبي” بصير غنّي، بصير غيري ناس… أحزاني اللي كانو متل ما بكبر أنا عم يكْبرو، بحكي معن تا يتركوني عالهدا… وعنوان بيتي لا بقا يتذكّرو.

ما في حَدا من الناس حبِّك متل قلبي، وقصّتي رح تنكتَب… مش بالحبر، بحروف من أغلى دهب. من بعد شي ميّة سنه بينقال عنّي: كنتْ حارس للطريق، مطرح ما كنتي تمرقي، وتا تقْلعي التوب العتيق، عم إدْرز الفستان من أتقل حرير، وهالعراوي الحمر من جرحي الغميق. بتودّعيني هيك. لا كلمه… وأنا عم إضحك بقلب الشتي… ما عرفت هيك بتنتهي قصّة حياتي، وهيك حلم زغير عالأرض انكسر، كنتي فرح عمري، وبعد ما راح صار الليل هوّي مرايتي… وما عاد يسهر تحت شبّاكي القمر.

______

 

كيف حبّيتو؟ (تفعيلة عامية)

 

ما عرفتْ إنتو كيف حبّيتو

حاولت لاقي دقيقتَين زغار

تا قول كلمِه…

ويخْلص المشوار

تاري الوقت

سافَر عا غير بلاد…

ما لْقيتو…

 

البنت الغريبه

واقفِه عالباب

وخيّال هلّق غاب

ضبّ القصيده

وودّع الأحباب…

وهيّي وأنا عالدرب منسيّين

وعا شفافنا

بيمرق هوا تشرين…

وعا قدّ ما زعلنا

بِكي المزراب…

 

يا عيون كيف بترحلو

وما بتسألو؟…

إنتو حبر أخضر

شجر غابات

عم يتكحّلو

ومن وقت ما رحتو

القصايد عالورق عم يدْبَلو…

 

مكتوب قبل العيد ودّيتو…

جايين قلتو…

وهيك ردّيتو…

مْن بعيد حتّى تسمعو غنّيتْ

وهيدا القمر

يللي عا سطح البيت…

سْرقتو بنصّ الليل

عالسكّيت

وبخْزانتي للعيد خبّيتو.

_____

(*) مشروع افكار اغترابية للأدب الراقي – سيدني 2019

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *