الصحافة تودع نعيم نعمان في المنصف وعون يمنحه وسام الاستحقاق البرونزي

Views: 370

ودعت الصحافة الرياضية عميدها الزميل نعيم نعمان في مأتم رسمي وشعبي حاشد، ومنحه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا برئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية النائب سيمون ابي رميا وسام الاستحقاق اللبناني البرونزي، ورأس صلاة الجنازة التي اقيمت لراحة نفسه في كنيسة القديسين سارجيوس وباخوس في بلدة المنصف قضاء جبيل الخوري جورج برباري، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ممثلا بمنسق “التيار الوطني الحر” في قضاء جبيل اديب جبران، عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط، الوزير السابق ناظم الخوري، الزميل مارك بخعازي ممثلا نقيب المحررين جوزف القصيفي، ممثل وزارة الشباب والرياضة رئيس مصلحة الرياضة محمد عويدات، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل رئيس بلدية المنصف خالد صدقة واعضاء المجلس البلدي، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة ميشال ابي رميا واعضاء الاتحاد، مسؤول قطاع الشباب والرياضة في “التيار الوطني الحر” المحاضر الاولمبي جهاد سلامة والاسرة الرياضية وعائلة الفقيد وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة والاباء وفاعليات.

برباري

وبعد الانجيل القى برباري كلمة بعنوان: “في السباق، كثيرون يتدربون، كثيرون يركضون، ولكن ليفوز واحد فقط بأكليل قد يفنى، فلنسع جميعا إلى الاكليل الذي لا يفنى” (1 كور 9: 24-25) مما جاء فيها:

“وددت في هذه اللحظات التي نودع فيها العزيز نعيم، أن أردد كلمات قالها القديس بولس الرسول، ذلك الرسول الذي كان يسابق الزمن ليجهز على من تسمى باسم المسيح. وبعدما اخترقه نور من يضطهده، تحول الى متسابق ليعرف الكل عمق محبة المسيح. هذا القديس ليتكلم عن السعي إلى ربه استعار صورا من الرياضة وكأن الرياضة أدهشته حتى في الكلام عن المسيح. أما الذي يتكلم معكم الآن، وفي المسعى ذاته، فقد أدهشني الرياضي نعيم. هذا الانسان الذي تعرفت اليه قبل قدومي الى هذه الديار من خلال قلمه. وكم سعيت إلى لقياه ولم أكن أعلم أن عمو نعيم الذي لطالما ذكر على مسامعي كمرجع ، إن في الحديث عن المستوصف، او في الحديث عن النادي، او عن الرياضة أو عن المنصف ككل. لم اكن اعلم وأنا حديث العهد فيها هو إياه نعيم نعمان القامة الرياضية والثقافية التي نرجو أن تكون قد بلغت اليوم إلى ملء قامة المسيح. قابلته مرتين، وكنت أعد ذاتي بلقاءات تستمر، واليوم هو اللقاء الثالث، لا بل هو اليوم الثالث ونعيم ليس ههنا”.

واضاف: “لم يؤسس نعيم عائلة، إذ كانت المنصف كلها عائلته، في بوتقته المحلية، فسعى لتوحيد طاقاتها لما في الخير، فأسس ناديها، وأخذت الانجازات تتوالى، ثم أسس الكشافة، فالمستوصف ليكون من تلك الخلية، كما نردد في صلواتنا، عونا للذين لا عون لهم، على صورة معلمه العلوي، ومن المنصف انطلق في رسالته الرياضية، فأسس اتحادات، وانطلق يرسم بقلمه، و”من نافذته”، “خريطة طريق” لرياضة نظيفة من كل مفاسد السلطة والمال والعصبية الطائفية والمناطقية. يا ليتنا نجد اليوم في كل قرية نعيم نعمان يعيد توجيه البوصلة لشبيبتنا الضائعة ولنواد تسعى للحمة لا للفرقة”.

وتابع: “لا تحسب أيها العزيز نعيم أنني امتدحك أمام محبيك، رجاؤنا، في ذلك، ان يلقاك ربك بالمديح النافع، لكن حسبنا في ما نقول أن نتلمس ضياء المسيح في عيون من نلقاهم وفي وجوههم وقلوبهم، فكيف لا نقرؤك كلمات حلاوتها تأتي من “نوافذ مفتوحة” للضياء الرباني كنته لما كنت تسير على هذه الكرة، كتبته على وريقات أرجو ألا تضيع من تاريخ البشر.

وختم : “لا أبالغ إن قلت أننا كلنا خاسرون بغياب نعيم وقد أكون أنا الخاسر الأكبر بعد أن منيت النفس بلقاءات تدوم وتدوم، لكن الرجاء ثابت أننا ربحنا لدى الله قلبا يقطر طيبة، رجاؤنا أن السماء التي كانت تصدح ليلة الغطاس بكلمة الآب : “انت ابني الحبيب الذي عنه رضيت” قد اجتذبت النعيم بد ان تدثر بالضياء العيسوي”.

وسام الاستحقاق

وفي ختام الصلاة وضع ممثل رئيس الجمهورية النائب ابي رميا الوسام على نعش الراحل والقى كلمة قال فيها: “ايها الفقيد الغالي، تقديرا لعطاءاتك من اجل لبنان ولايمانك بالرسالة الانسانية والاجتماعية للرياضة وما قدمته لها اثناء تأديتك لواحبك الصحفي، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الاستحقاق اللبناني البرونزي، وكلفني وشرفني ان اضعه على نعشك في يوم وداعك وان اتقدم من عائلتك بأحر التعازي”.

عويدات

بعد ذلك انتقل الجميع الى صالة الكنيسة حيث القيت كلمات الرثاء بالراحل، فكلمة مدير عام الشباب والرياضة زيد خيامي القاها نيابة عنه ممثل الوزارة محمد عويدات الذي وصف الراحل “بقديس الرياضة اللبنانية ” متحدثا عن “التواصل الذي لم ينقطع بينهما”.

وقال: “سبعة وثمانون عاما لم نره الا شابا لا يهدأ، لم نره الا مرشدا ومصوبا، لم يكن الا أبا عطوفا، قد سماني بالمفتي استنادا الى تسمية الراحل انطوان الشويري لي، وانا سميته بالمطران للرياضة اللبنانية الوطنية ، وبالنعيم للصحافة الرياضية، وبالنعمان على الفقراء والمرضى في مستوصف “المنصف”.

واشار الى ان الراحل “وانصافا له يستحق لقب “منصف المنصف ” لشدة ما بذل من اجل هذه البلدة، والانصاف هو ان يطلق على مستوصفها اسم “مستوصف المنصف نعيم نعمان”.

ولفت الى “ان نعيم المميز، كان له حيز كبير عند الجميع، ولنعيم تاريخ مقروء وغير مكتوب في ذاكرة الجميع، فهو مؤسس الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة، لا بل مؤسس لنهج نقي وصاف في الحركة الرياضية، وطني حتى العظم، ومؤمن بالله وكتبه ورسله بعيدا عن الطائفية البغيضة والمذهبية المقيتة،اعلامي، ليس على قاعدة صياغة خبر او سرد حكاية، بل لصياغة نهج اعلامي يقود نحو الصلاح والتطور والتكاتف والتعاون، ناقد، ليس على قاعدة التجريح بل اجتراح الحلول وتقديمها للخروج من مأزق او ازمة. فاعل للخير، يلهث وراء الدواء، ليس ليتناوله بل ليناوله لمن يحتاج. حارس المنصف ومنصفها، ناطور الرياضة، قديس الاعلام، والاب لجميع الرياضيين”.

وختم: “رحلت باكرا، فالسنوات الـ 87 لا تكفينا، لاننا نحتاجك كثيرا. فسلام عليك نعيم نعمان”.

ابي رميا

وتحدث رئيس الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة ميشال ابي رميا “عن تجربته مع الراحل في الرياضة عامة ورئاسة الاتحاد خاصة، والذي عرفه على معنى الانسان الإنسان، الذي أعطته السنون حكمة فبات محاطا بهالة من الوقار وهو الذي يحافظ على صداقاته حتى الرمق الأخير”.

وقال: “تعرفت على عاشق الرياضة يتابع المباريات بشغف مبديا الملاحظات العلمية للحكام واللاعبين والإداريين، هو الجامع الحاضن للكل يسارع الى التوفيق وتقريب وجهات النظر عند وقوع اي خلاف، والسعي دوما الى جمع الشمل الرياضي، ولم تبخل بقلمك أو فكرك يوما وناضلت حتى اللحظة الأخيرة.

واضاف:”نودعك يا مرجعنا الرياضي الذي زين قلمه صفحات الرياضة يوم عاشت الصحافة مجدها، وبات كالخمر العتيق يزداد طيبا وقيمة كلما تراكمت الأيام والخبرة في خوابي ذاكرته وعمق فكره، اختبرنا معك عمق المسؤولية في عيادة المريض وتأمين العلاج له دون تمييز، وسيفتقدك الناس الطيبون الذين تعودوا على عطاءاتك وتضحياتك، نودعك يا من ببعد نظرك جعلت كرة الطائرة تأخذ مجدها وتحلق راياتها عاليا وها نحن نحصد اليوم من ثمار ما زرعت”.

وتابع: “ترحل يا أيها الأمين العام بعد أن رفدت الاتحاد بالخبرة والدعم والرؤية التنظيمية الهادفة. وقد طبعت الزمن ببصماتك وعنوان حياتك كان المحبة والايمان والعطاء. فأنت الذي كنت عميد الصحافة الرياضية أصبحت اليوم ملاكا لكل قلم حر صادق، إن الملاعب في كل لبنان تفتح أياديها لاستقبال الأمطار التي تذرفها السماء حزنا وحرقة على رجل العطاء. كذلك يبكيك اللاعبون بحسرة الفراق”.

واردف:”نودع اليوم شعلة نشاط لن تنطفىء وستبقى راسخة كشجر زيتون المنصف ويعبق عطرها عند كل عمل خير، أمسكت يد المسيح ليلة انحنت الأشجار وأضيئت الأنوار، فأنت الذي زرعت أرض النعيم بالأزهار وألوان أعمال الخير والعطاء”.

وختم: “باسمي وباسم الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة نعزي عائلتك الكبيرة الممتدة على مساحة الوطن وجذورها راسخة في بلدتك التي أحببت، ونعاهدك أن نبقى أوفياء لحضورك وإرشاداتك وأن يبقى ناديك والمستوصف اللذان احببت محجا لنا وملجأ نلتقي فيه طيف حضورك فندفأ من وهج الفراق والغياب”.

شربل

والقى الزميل ناجي شربل كلمة الصحافة الرياضية مما جاء فيها: “بثقة ونبرة مماثلة لتلك التي تحدث بها ليلة غياب انطوان شارتييه، قال رئيس نادي مون لاسال ورئيس هيئة الرياضة في “التيار الوطني الحر المحاضر الاولمبي جهاد سلامة “سنقيم له وداعا رياضيا لائقا”، نعم، كم أحببتها من جهاد ان نعطي درسا جديدا في أننا قوم لا يغيب عن “دفن المير” فلو كان بيننا لما سمح لنا بالبكاء، فلن نبكي، وان خانتنا الدموع المتساقطة، ليس حزنا فقط، بل فرحا بالقيامة”.

واضاف: “نعيم نعمان المولود في العاشر من كانون الأول 1934 في البيت الذي يتخطى عمره اكثر من 120 سنة، رحل بهدوء، ولطالما تمنيت له هذه الميتة، وهو الذي خضع لعميلة قلب مفتوح منذ أكثر من ربع قرن، وأجري له تمييل للشرايين منذ عامين تماما. تصور ان نعيم نعمان عانى وبات عاجزا عن الحركة في شيخوخته، وهو الذي احتفظ بحرية الحركة والتنقل حتى ليلة رحيله”.

وتحدث عن “العلاقة التي كانت تربط الراحل بطبيبه الدكتور سايد درغام، وسعيه الدؤوب لتأمين الادوية الصعبة والغالية الثمن لمستوصف البلدة لتوزيعها مجانا على الجميع من لبنانيين وسوريين دون حسابات مناطقية”.

وقال: “لم يتعب، بل واظب على النزول الى المستوصف رغم كل شيء. عاش خدمته الانسانية حتى الدقيقة الأخيرة، واحتفظ بذهن صاف، ولطالما رفع الكلفة بالمباردة سائلا ومتفقدا، سيكتب كثيرون عن مآثره الرياضية والاعلامية والإنسانية، أما أنا فسأذهب باحثا في مسيرة حافلة وطنيا، لم يحجم فيها يوما عن قول الحق، وتسمية الأشياء بأسمائها والانتصار للوطن وحب الجيش، وإمدادنا بمعنويات في عز محاولات البعض النيل من هيبة الدولة”.

وختم: “أبلغته مرة بـ”كابوس” قض مضجعي عندما علمت بموته. وقلت له: “الحمد الله انه مجرد كابوس ، ليتني استطيع تكرارها الآن يا عمو نعيم ” فليت الزمن يطاوعنا ولو لمرة واحدة باستعادة من نحب”.

كلمة العائلة
وفي الختام القى شقيق الراحل نبيل نعمان كلمة مقتضبة باسم العائلة شكر فيها رئيس الجمهورية على تكريم الراحل الوسام البرونزي، كما شكر الاسرة الرياضية والاتحادات والاعلاميين على تكريمهم للراحل ومحبتهم له التي كان يبادلهم اياها في حياتهم سائلا الله الا يصيبهم اي مكروه”.

بعد ذلك ووري الراحل في مدافن العائلة.

التعازي

وكان صالون الكنيسة غص بالمعزين ومن بينهم النائبان مصطفى الحسيني وآلان عون، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية النائب السابق الدكتور وليد الخوري، النائب السابق عباس هاشم، الاباتي انطوان خليفة، آمر فصيلة جبيل في قوى الامن الداخلي الرائد كارلوس حاماتي، رئيسة مركز الصليب الاحمر في جبيل رندا كلاب، رؤساء اندية رياضية وفاعليات عسكرية واجتماعية ونقابية واعلامية.

برقيات

وتلقت عائلة الفقيد برقيات تعزية من كل من رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية جيناني مرلو ورئيس الاتحاد الآسيوي سطام السهلي.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *