وبارك يا سيد

Views: 647

خليل الخوري

استهجن البطريرك الراعي رشق القوى العسكرية والأمنية بالحجارة من قِبَل المتظاهرين  وأعرب عن خشيته من أن يكون الحراك قد بدأ ينحرف عن أهدافه.

طبعاً تلك فكرة عابرة في كلام غبطة البطريرك نيافة الكاردينال بشارة بطرس الراعي وردت في سياق حوار مطوّل مع مجلس نقابة الصحافة رئيساً وأعضاء. ولكنها استوقفتني، واستعدتها مساءً وأنا أستمع إلى مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وهو يكشف عمّا تتعرّض له قوى الأمن (ضباطاً ورتباء وعناصر) في هذه الأيّام…

ولعلّ أكثرها مرارة ما أورده اللواء عن أحد قاطعي الطرق رافضاً السماح بالعبور للأمنيين والمواطنين على حد سواء. وفي تقديرنا أن هذه الظاهرة التي تكررت غير مرة في غير مكان من الأوتوسترادات والطرقات  هي أحد أكثر المشاهد بشاعةً واستفزازاً ليس لمن يتعرضون لمنع العبور بل للبنانيين جميعاً، بمن فيهم الذين يعاينون الواقعة عبر شاشات التلفزة.

ونعود الى كلام السيّد البطريرك أمس، خلال زيارة التهنئة  بالعام الجديد التي قامت بها الصحافة الى الصرح البطريركي ممثلة بنقيب وأعضاء مجلس النقابة. كعادته تكلم غبطته بمسؤولية، وكان ما نطق به مباشراً لا لبس فيه ولا غموض، فتناول القضايا التي بادر إلى طرحها في صلبها، لا مداورة ولا … مناورة. لذلك جاء قوله ليسمي الأشياء بأسمائها: الدستور هو الطرف الأضعف في لبنان. مشكلتنا الآن اقتصادية وليست كيف نبني علاقات دولية. الحراك يريد وجوهاً جديدة ونحن معه. لقد أضّر بنا حكم الأحزاب… قادة الأحزاب والتكتلات يعينون الوزراء فلماذا لا يعينون أنفسهم فيكونون «جوّاً» في داخل الحكومة مباشرة بدلاً من أن يكونوا موجودين بممثليهم؟ لا يجوز الاستهتار بالناس. نريد وزراء أحراراً قرارهم بأيديهم…

شو بدك أكثر من مراشقة القوى الأمنية بالحجارة؟ إذا لا سمح الله طرح موضوع استقالة رئيس الجمهورية فنحن ضدّها… ضدّها. لبنان في قلب الخطر…

تلك، أعلاه، عناوين ممّا  تناوله البطريرك الراعي في كلامه المهم، والتي أبدى في كل منها رأياً واضحاً، صريحاً، كما أسلفنا. ولقد  يخيل الى القارئ أن غبطته كان يتحدث فاقداً الأمل في هذا الوطن. والعكس صحيح. فبالرغم من شدّة الأزمة، ودقة المرحلة، والصعوبات والعراقيل والأنانيات والمطامع والأحقاد والضغائن  التي تحوط بنا، وتدهمنا، نحن اللبنانيين، في حاضرنا وتهدد مستقبلنا، فإنني استشفيت من كلام البطريرك  الكاردينال أملاً ورجاء ومحبةً… وهذه القيم المسيحية الثلاث لم تغب عن خلفيته في كلّ كلمة ورأي.

من هذا المنطلق فإنّ أكثر ما استوقفني في كلام الذي أُعطي مجد لبنان قوله «عندنا لبنان. عندنا الشعب اللبناني. عندنا شرفنا. عندنا كرامتنا».

وعندنا  بركتك يا صاحب الغبطة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *