أيوب تابت… الرئيس العصبي، الشاعر والإنسان

Views: 1883

جوزف أبي ضاهر 

عصبيّ إلى حدّ الجنون.

متمسّك بأفكاره إلى حدّ عدم القدرة على تغييرها.

مؤمن بضرورة تأسيس دولة شبه نموذجيّة في وقت كانت الرغبات الخاصة، عند معظم السياسيّين، هيّ الهدف المخفي خلف شعارات تحرق.

في الأمس القريب، كانت الناس هي ذاتها، تغيّرت الأسماء، تغيّرت ملامح الوجوه، تغيّرت الثياب، تغيّر الصوت… لكن لم تتغير الرغبات، والرغبات «غول»، ليس مثل «غول» الحكاية الذي أخافونا به يوم كنّا صغارًا.

«غول» بعض السياسيّين يلبس مثلهم ثيابًا حلوة ملوّنة. يحكي بصوت خافت، إذا حكى، يمدّ يديه إلى كلّ المطارح (له أكتر من يدين)، ليصل إلى تمّ الفقير الذي يأكل «الفتات» على الأرض، فيسرقها منه.

«غول» بعض السياسيّين يمكن أن يتصدّر الصورة، لكن هناك غيره الكتثر، ممن يشبهونه ويلبسون ثياب التربية، الدين، والاقتصاد…  ونلتقي بهم كلّ يوم، في دربنا، ونحن نفتّش على قوتنا.

٭٭٭

اعتذر لمجرّد ما أفكّر في أيوب تابت والذين مثله. يأخدني الكلام إلى الوجع الذي نعاني منّه جميعنا، وصوتنا لا يصل إلى فوق.

٭٭٭

«أيوب تابت»… وأسمع وشوشة: «يا صَبر أيوب».

هو لم يصبر، عَمِل ما يستطيع أن يعمله. قال ما يريد أن يقوله، وما سأل عن أحد. حين تعب أدار ظهره ومشى. رجع إلى كرمٍ في ضيعته، جلس في فيّة راحة البال يسجّل أفكاره بالحبر الذي لا يمحى، ويغمز الشعر بعينيه، يأتي إليه بلهفة المشتاق.

– ما أحلى الذي كُتب.

 

من البدايات

ولد أيوب تابت في بيت متواضع  في بحمدون سنة 1878. هكذا تقول هويّته.

والده جريس، يشتغل لحّامًا. أمه مريم فرنسيس لصقت خميرة البركة فوق العتبه، لحظة دخلت إلى البيت عروسًا. 

فاض الخير. ضجّت الحياة في البيت مع 11 ولدًا، لكن «جيبة» الحياة كانت ضيّقة، لم يبقَ فيه سوى ابنتين: صابات ورحيل وأيوب الذي ولد بين الاثنتين، وأسمّوه «جسر البيت» عندما غاب الذي عمّره.

أولى سنوات أيوب كانت بين ساحة الكنيسة وزواريب ضيعته. في مدرستها استقبلوه تلميذًا مثل كل التلامذة، وما فرّقوا بينهم. المستقبل خبأه المجهول ولا مَن يعرفه.

حين بلغ أيوب سنواته العشر، أو أكثر قليلاً، نزلت عيلته إلى بيروت. أدخلته المدرسة السوريّة الانجيليّة، (الجامعة الأميركيّة لاحقًا). تعلّم من الصفوف الابتدائيّة إلى القسم المتوسط، وتخرّج سنة 1896 بشهادة استحقاق: كان الأوّل في صفّه. ساعده نجاحه للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركيّة لدراسة الطب الداخلي. الأطبّا كانوا قلّة. 

سافر، درس، نجح، تفوّق ومنحته الهيئة الطبيّة للمعالجين في ولاية تكساس رخصة لممارسة الطب.

انتقل في أميركا من المذهب الماروني إلى المذهب الانجيلي، ورجع عَ بيروت حاملاً معه أحلام الشباب التي تضجّ بـ «إصلاح حقيقي»، ضمن حكم السلطنة، الـ كان تاجها على رأس عبد الحميد. 

مناخ الاصلاح والحرية لمحه أيوب تابت، كما رفاقه الآتين من فرنسا وأميركا، متأثرين بتعاليم الدولتين، وبالأفكار التي تظهر من حروفها أنوار شمس جديدة.

أعطى للقلم مداه في الكتابة والدفاع عن حقوق الشعوب. 

انتقد سوء الادارة، والجهل المسيطر على أركان الدولة. كان يتمنّى أن يكون الأمان فيها أوسع، وميزان العدالة لا يميل إلى جهة واحدة. 

مع نهاية قرن، وبداية قرن جديد، تأسّست في بيروت جمعيّات سريّة، منها: «جمعية الاصلاح»، شارك أيوب تابت بتأسيسها، وانتخب «كاتم سرّها». وبلغ عدد المنتسبين إليها 86 عضوًا.

نادت الجميعة بالحكم الذاتي، وهو أوّل الدّرب إلى الاستقلال. وبسبب الظلم والقهر الذي كانت تمارسه السلطات المحتلّة، اضطرت الجمعية لنقل مركزها إلى باريس. 

في العاصمة الفرنسيّة كرّس أيوب تابت نشاطه لكتابة الرسائل إلى الدول، طالبًا إنقاذ لبنان من الظلم العثماني. 

فرض عليه هذا النشاط تكلفة لم يكن يملكها. باع ساعته وقلمه المذهّب لتأمين إرسال البرقيات والرسائل إلى المناهضين للسلطات المحتلة أرض لبنان، بشكل علني.

٭٭٭

وجود أيوب تابت في باريس أنقذه من حبل المشنقة. زادت حماسته لدور أكبر، تعجز عنّه جمعيات، فكيف بشخصٍ واحد كان مسكونًا بحبّه لبلاده ولحرية شعبه.

مدّة قصيرة… واشتعلت نار «حرب الـ 14». انتقل الدكتور تابت إلى الولايات المتحدة الأميركيّة وكان له فيها أكتر من رفيق وصديق. أسّس مع عدد من المهاجرين اللبنانيّين «رابطة سوريا – جبل لبنان» للتحرير، وانتُخب رئيسًا لها. 

من أعضاء الرابطة: جبران خليل جبران، مخائيل نعميه، وأمين الريحاني.

أولى أهدافها: التحرّر من الحكم العثماني، والتمتّع بكيان مستقلّ في جبل لبنان ضمن إطار حدوده القديمة، وتحت الحماية الفرنسيّه. 

مرّة ثانية اضطر إلى رهن بعض ما كان يملك من أدوات، لتأمين أكله ومسكنه وإرسال البرقيات إلى رؤساء الحكومات، لاسماعها صوت لبنان الذي عرف تاريخه تقلّبات كثيرة، وعواصف، صَمَد في وجهها، ونفض رمادها… الحياة تليق به. 

 

بعد سقوط التاج

انتهت «حرب الأربعتعش»، وقع التاج العثماني على التراب، مرّت جيوش وشعوب فوقه.

في الأوّل من أيلول 1920، أعلن المفوض السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو دولة «لبنان الكبير». تحوّل لبنان إلى الانتداب الفرنسي.

أوّل أمر أثار السلطات المنَتَدبة، وفرض احترامه عليها، سياسي مختلف عن كثيرين وقفوا صفوفًا خلف المنتدب المستتر بثياب الأخوّة والعدالة. 

عندما رجع من باريس الوفد المطَالَب باستقلال لبنان. رغب المفوض السامي التعويض على الأعضاء بِبَدل السفر والإقامة في العاصمة الفرنسيّة وتعطيل أشغالهم. رصد مبلغ خمسماية ليرة ذهبيّة لكلّ عضو من أعضاء الوفد.

كان أيوب تابت بينهم، رفض تسلّم المبلغ، وقال بعصبيّة ظاهرة: 

_ «أنا رحت لطالب باستقلال بلادي، والبيطالب باستقلال بلادو ما بيقبض ثمن».

 

من الباب الواسع

دخل أيوب تابت العمل السياسي من الباب الواسع. سبقته سمعة مثل بريق السيف. أوصّلته إلى المجلس التمثيلي الأوّل.

بالتعاون مع المفوض السامي وضع تصميم الإدارة… وسنة 1925 وضع دستور البلاد.

كما كتب مسودّة الدستور اللبناني على أساس غير طائفي، يرتكز على مجلسين شرعيين: مجلس الشيوخ، ومجلس النوّاب (ما أشبه اليوم بالبارحة). 

المجلس الأوّل واجه بعض الاعتراض، فحذفوه من المسودّة، وتم اقرار الدستور اللبناني سنة 1926 مع إعلان لبنان جمهورية.

في سجلاّت النوّاب المنتَخَبين والمعينين نقرا:

انتُخب أيوب تابت نائبًا أربع مرّات: 1922 – 1926 – 1934 – 1942، وتمّ تعيينه نائبًا سنة 1927 وسنة 1937.

… وأيضًا تسلّم مناصب وزاريّة: الصحة العامّة، الشؤون الداخلية، التموين، العدل… وأمين سرّ الدولة، ثم رئيسًا للجمهوريّة اللبنانيّة (من 18 آذار إلى 21 تموز 1942).

المدّة قصيرة، لكن الذي صنعه أيوب تابت فيها، بقي محفورًا في ذاكرة الناس والتاريخ.

بعد تسلّمه أوّل وزارة: كتب وليم كاتسفليس، أحد أعضاء الرابطة القلمية في نيويورك، في جريدة «السائح»: 

«لو كان الدكتور تابت من رجال دولة كبرى، لما كان يصلح ليكون وزير خارجيتها، أو سفيرًا لها. إذ ينقصه حسن السياسة، وطول الأناة. ولكنه يصلح كثيرًا ليكون وزيرًا للداخليّة، أو الماليّة، أو العدليّة لإستقامته وإخلاصه، وتمسّكه بـ المبدأ الشريف وعدالته، فضلاً عن سعة اطلاعه». 

… وختم: «الدكتور تابت من أصدق الناس في عقيدته مهما كانت».

 

صفات وحكايات

عن مرحلة تولّي أيوب تابت الرئاسة، تتردد حكايات كتيرة، تكشف صفات هذا الرجل الذي لم يكن يشبه إلا ذاته، ولم يشبه أحدًا.

يقول المؤرّخ والسياسي جواد بولس: 

«كان أيوب تابت رجلاً مستقيمًا إلى أبعد حدود. صاحب ضمير مهني حتّى الفناء فيه».

خلال تولّيه السلطة كانت الدوائر الرسميّة تتقيد بدوامين: من الساعة الثمانية صباحًا حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ومن الساعة الثالثة بعد الظهر حتى الساعة السادسة مساءً… وكان الوقت يمر وهو يشتغل».

في مجال آخر يقول المؤرخ بولس (وكان وزيرًا مع الرئيس تابت):

«استدعاني مرّة الرئيس تابت وقال لي: زميلنا الأمير خالد شهاب يمرّ بظروف ماديّة صعبة. أنا شخصيًّا معاشي كتير، ألف ليرة ثابتة وستماية ليرة تعويضات. طلبت من مدير رئاسة الجمهورية جورج حميري ليبحث بطريقة تخفض راتبي. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة. ما رأيك أن نزيد مُرتّب الأمير خالد ونخفض أنت وأنا راتبنا؟».

صورة مشابهة تبرز في ميزات الدكتور تابت: 

كان يرفض الهدايا، وضد الامتيازات الخاصة لـ كبار الموظفين. 

فوجئ مرّة بكيس طحين من النوع الممتاز يحمله أحد العمّال إلى بيته فقال له: 

إنت مخطئ بالعنوان أنا ما بقبل هدايا من حدا»، وحين قال العامل: 

هذا الكيس الشهري من الإعاشة التي توزّع على المسؤولين الكبار والسفراء. 

أجابه الرئيس: 

ردّ الكيس لمطرحو واستبدلو بطحين عادي من الـ عم يتوزّع على عباد الله في لبنان.

… وما بقبل ميّز حالي عن أفقر الناس.

٭٭٭

… ويمر شريط الصور سريعًا إلى مزيد من الحكايا والصفات:

دخل الجنرال كاترو مرّة على الرئيس تابت في منزله وقت العشاء، لاقناعه بأمر كان اعترض عليه. وجد فوق طاولته: بيضة برشت، كوب حليب مع قمح شوفان وقطعة جبنة وحبات قليلة من الزيتون.

استغرب كاترو العشاء المتواضع، فقالت له (صابات) أخت الرئيس: 

_ خيّي بسيط حتّى بـ أكلو. 

وزاد عليها الرئيس أيوب تابت: 

«البيعيش على متل هـ الأكل ما بيرضخ لمشيئة حدا».

كان يرفض الدعوات إلى العشاء، والاحتفالات، ويوزّع راتبه الشهري سرًا على الفقراء.

مرّة وصل باكرًا إلى البيت وجد أخته تتكلّم على التلفون مع صديقة لها، فأخذ السماعة من يدها وأقفل الخط بعصبيّة وهو يقول:

_ «التلفون ملك الدولة مش ملكنا».

طرائف وقرارات

من الطرائف الكتيرة التي كانت تُحكى عن زمن رئاسة أيوب تابت القرارات التي أصدرها فور تسلّمه السلطة: 

منع التبوّل على الحيطان. منع استخدام زمامير السيارات، حفاظًا على سلامة أعصاب المواطنين. منع تقديم القهوة والشاي والكازوز وأكل الفول في السراي.

… وحين وصل إليه احتجاج القهوجي: 

_ «الرئيس خربلي بيتي، منين بدّي طعمي ولادي؟».

عوّض عليه بمبلغ أكثر من الذي كان يأخده من عمله.

… وأيضًا منع اصطياد طيور الحمام في «التيرو»، وطالب استبدال الحمام بالصحون الطائرة حفاظًا على حقّ الطير بالحياة.

… وأمر لافت أيضًا عند هذا الرئيس، المختلف عن جميع الرؤساء، رفض المواكبة يوميًّا في طريقه إلى السراي (ساحة الشهداء)، وعند عودته إلى البيت يطلب من السائق (راجي) ترك السيارة الخاصة بالدولة مركونة، ويستخدم سيارته «الدودج» العتيقة للذهاب إلى مصيفه في رويسات صوفر.

… وأيضًا، وايضًا يُروى عن «غرائبه» الكثيرة وتصرفاته:

دخل عليه ذات يوم أحد القرويّين لمراجعته في أمر يتعلّق به، وكان القروي يلبس شروالاً ولبّادة.

حين لمحه الرئيس قام من وراء مكتبه واستقبله بلهفة: 

_ «أهلا باللبناني الأصيل… انت بتذكّرني بلبس بيي وأجدادي الـ كانو يلبسو هـ الزي الشريف… أنا بنحني قدّامك بكلّ احترام».

وانحنى أمام القروي المأخوذ بهذا التصرف، فقال له الحاجب: 

«ما تستغرب الرئيس صادق بتصرّفه».

٭٭٭

صلابة أيوب تابت ونزاهته جعلا منّو قيمة مضافة إلى قيم الرجال الكبار في زمن كان زمن مهابة الرجال وكرامة الرجال.

اختصره الكاتب الكبير خليل رامز سركيس (ودّعناه من أسابيع قليلة): 

«كان ثابتًا على المبادئ، ضنينًا بالكرامة، بسيطًا في التصرف، مستقلاً في الرأي إلى حدّ التهوّر»

قناعة أيوب تابت صلبة وقاسية مرّات كتيرة لأنها حقيقيّة.

ليس للحقيقة أكثر من وجه.

في منتصف شباط سنة 1947 كتب أمين نخله: 

«غابت عن الأرض اللبنانية شمس عالية. مات أيوب تابت».

رثاه رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري. واعتبره «السياسي الجريء الذي كتب في صفحة الحركة التحريريّة سطورًا يعيش على نورها كل المناضلين».

ورثاه رئيس المجلس النيابي حبيب أبو شهلا فقال: 

«بغياب أيوب تابت تُطوى صفحة من أشرف صفحات السياسة والحكم والنباهة والاخلاص والنزاهة في لبنان».

مقالات وشعر

خلال حياته السياسيّة كتب الدكتور أيوب تابت مقالات عديدة أولها في جريدتي «الوطن» والثبات»، وأصدرها في كتيّب عنوانه: «عبرة وذكرى» (شباط 1909) وعلى غلافه عبارة:

«ريع هذا الكتاب لشهداء وجرحى الجيش الدستوري الزاحف»، وهي إشارة إلى جمعية «تركيا الفتاة» والفتيان الترك الزاحفين على السلطان عبد الحميد من سالونيك تحت شعار «الاتحاد والترقي». وفي التمهيد إشارة خاطفة إلى لبّ موضوع المقالات: 

«كلّ ما في الكون من حيّ وجماد يوجد وتوجد معه القابليّة للتغيير».

بعد غيابه بأشهر خمسة صدر الكتاب الثاني الذي كرّس إيامه الأخيرة له، وحمل عنوان «الوديّ»، أي الوادي الصغير. 

كتبه قبل أن يختم حياته بين كروم العنب. ورسم فيه صورًا لطفولته وأسلوب عيش أهل الجبل:

يا «وديّ» أنا بهواك من يوم الِصغَر

تذكّر معي إيام حلوي تنذكر

يوم الكنت إضحك، وتضحكلي الدني

ما في براسي همّ، ولا بَعرف كَدر.

٭٭٭

ما فارقك ساعه، ولا غيبك نهار

زايغ مزهزه بين جَلّك والشوار

وياما دقت وقعات ع هاك الحجار

وكلّ وقعه تنتهي بقبلة حجر

٭٭٭

وبكلّ وقعه كنت قول محلا الكروم

ومحلا دواليها معبايي نجوم

محلا الفراشه ع عناقيدا تحوم

ومحلا وراقا تكتسي رشة مطر

٭٭٭

ويختم الكتاب بفصل العزلة في الوديّ:

شوف قلبي بعد غربة هالسنين

ما همد شوقو ولا خَفّ الحنين

بعدك حبيب الكنتلي غالي تمين

وحُبّ الحداثه ما تغيّر عَ كَبر

مقدمة الكتاب المؤلّف من 72 صفحه كتبها الناشر والشاعر الصحافي نجيب اليان ووضع صورة لمدخل  الكتاب بخط أيوب تابت.

الكتاب في ثلات أبواب وقافية واحدة، ووزن واحد هو «المعنّى»، ومزيّن برسوم بالحبر الصيني. والختام موليّات و«نشيد الأرز».

أَعَدتُ إصداره عن جامعة الروح القدس – الكسليك سنة 2009، ضمن نشاطات «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، مع نبذة عن سيرة الشاعر:

يا أرز يا إبن الخلود عاصي على دَهرك

مكتوب سرّ الوجود عَ لوح من صَدرك

بجزعك عْضام الجدود والروح من عطرك

الميّت ان شمّك يعود من تربتو حيّا

٭٭٭

الكلام على أيوب تابت «العصبي إلى حدّ الجنون، والمتمسّك بـ أفكاره إلى حدّ عدم القدرة على تغييرها» لا ينتهي بنقطة نضعها في آخر الكلام. 

الكلام عنه لا ينتهي لكن الوقت سيّاف يضع حدًا نلتزم به، شرط أن نكون استطعنا ايصال بعض الذكريات التي لا تمحى عن «رجل من لبنان» كان علامة مميزة بالتاريخ النقي للأعلام الكبار.

***

 

(*) من محاضرة ألقاها الشاعر جوزف أبي ضاهر عن أيوب تابت «الرئيس والإنسان الشاعر». بدعوة من «جمعيّة يد المساعدة» في الكنيسة الإنجيليّة – بيروت،  وقدّمت لها السيّدة وديعة بدر. وقد عرض المحاضر في كلامه لسيرة تابت المميّزة بتفانيه وعمله من أجل استقلال لبنان، وأضاء على محطات مهمّة في مسيرة نصف قرن من تاريخ لبنان، بدءًا من زمن الحكم العثماني مرورًا بالانتداب الفرنسي، وصولاً إلى الاستقلال الذي ناضل أيوب تابت لأجله مع رفاق له (استشهد بعضهم في 6 أيار)، وأبرز دوره وأسلوبه الصارم والنقي المتقّشف في خلال تولّيه السلطة.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *