حبّي لكِ

Views: 6

د. جميل الدويهي

 

 نحن ابتدأنا الحبّ، ما من قبلِنا

شعرٌ يُقــــالُ، ولا ربيعٌ يُزْهِرُ

وأنا بعينيكِ اكتشفتُ حضارةً،

وكواكباً طولَ الزمانِ تنوِّرُ

وسرقتُ من فمكِ الجميلِ قصيدةً

مــا زلت أكتبُها، ومنها أسكرُ

وقطفتُ من تفّاحِ صدركِ غلَّةً،

فأنا بما ملكتْ يميني قيْــصـرُ

يا سرّ إبداعي، وسرّ بدايتي…

يـــــا مَن تغيّرُني ولا تتغيَّرُ

يا فكرتي الأولى التي وُلِدت معي،

فأنـــا أعيشُ لأجلها وأفكِّرُ…

متصوِّفٌ حتّى أذوبَ وأختفـي،

متداخلٌ فيكِ، ولا أتحــرَّرُ…

تتكسّرُ الأيّامُ لولا غبتِ عن

عيني، وقلبي مثلـهـا يتكسّرُ…

نمشي معاً والأرض تعشقُ خطْوَنا،

ويدِي على الشعر الجميل تثرثرُ

لولا الهوى ما كنتُ أُبصرُ عالمي،

فالريح تأخذ مركبي، والأبحُــرُ

كنتُ الجمودَ، وأنتِ مَن أحييتِني…

كنتُ المعانـــــــاةَ التي تتكرَّرُ

علّمْتِني أن الحـــيــــاة جميلةٌ،

فبدأتُ أحترف الغناءَ، وأشعُــرُ

ورقصتُ من طرَبٍ كطيرٍ عاشقٍ،

فإذا الفضاءُ يضيقُ فيَّ ويَصغُرُ

لولاكِ أنتِ، فما حياتي كـــلُّها؟

ماذا أنــــــــا إلاّ خيالاً يعْبرُ؟

كم يَكْذِبُ العشّاقُ في وصْف الهوى

فجميع ما قالوه ليس يعبِّرُ

ما البحرُ؟ ما طولُ السماء وعرضها؟

حبّي لكِ مــــن كلِّ شيءٍ أكبَرُ.

***

(*) جميع الحقوق محفوظة للشاعر اللبناني المهجري  د. جميل الدويهي  لأدب مهجريّ راق

(tntechoracle)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *