فهمي في مؤتمر وزراء الداخلية العرب: لبنان لن يتخلى عن حضنه الطبيعي وستعود العلاقات إلى ما كانت عليه

Views: 769

 أكد وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، أن لبنان “جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وسنبقى معا بإذن الله متكاتفين ومتحدين من أجل بناء مستقبل أفضل لشعوبنا”.

وخلال إلقائه كلمة لبنان في مؤتمر وزراء الداخلية العرب ال37 في مقر الأمانة العامة للمجلس في تونس، شدد على “أن لبنان لن يتخلى عن حضنه الطبيعي، حضن أمته وأشقائه، وستعود العلاقات إلى ما كانت عليه”، مشيرا إلى أن “هناك منظومة تحد متكاملة تواجه دولنا وشعوبنا لتهديم ما بناه الأجداد، لا يمكن مواجهتها إلا بتعاوننا وتماسكنا ووحدتنا”، ولافتا أيضا إلى “أن التفاعل الأمني والتنسيق المتواصل له الأثر الايجابي في إنجاز ما وصلنا إليه من نتائج على صعيد العمل الأمني والأمن الاستباقي”.

وأكد “أن الحكومة اللبنانية تواجه حملا ثقيلا من التحديات المعيشية والاقتصادية والمالية بالاضافة إلى السياسية والأمنية”، واصفا إياها ب”حكومة مواجهة التحديات التي تمخضت من رحم الآلام وجوع الناس وهي فعلا لا قولا حكومة لكل اللبنانيين”.

وكشف “أن ضآلة التقديمات الأممية للنازحين الذين تجاوز عددهم المليون ونصف المليون نازح، أدت إلى تفاقم الأزمة التي يرزح تحت وطأتها”.

نص الكلمة

وجاء في النص الحرفي لكلمة فهمي: “لقد انضم الى هذا المجلس الموقر عدد من وزراء الداخلية الجدد، وأنا واحد منهم، آمل أن يوفقنا الله عز وجل وإياكم لمتابعة الجهود المميزة التي بذلت سابقا من أجل مصلحة أمتنا ودولنا وشعوبنا كافة. من هنا، أتوجه بخالص الامتنان الى صاحب السمو الملكي لجهوده في دعم استمرار أعمال هذا المجلس الكريم.

أتيت الى تونس الحبيبة حاملا هموم الشعب اللبناني الذي يتطلع الى مساندة أشقائه لتجاوز محنته. أعي جيدا المشاكل والتحديات في البيت اللبناني وما يجتازه لبنان من محن، فلن أغوص كثيرا في تفاصيل تعلمون أدقها.

نجتمع ككل عام لمناقشة المستجدات والازمات التي تعيشها شعوبنا، ولا شك ان المحنة الصعبة التي نعيشها اليوم في لبنان هي نتيجة تراكمات تفاقمت وأوصلت لبنان الى ما وصل اليه اليوم. حمل ثقيل من التحديات المعيشية، الاقتصادية، المالية، النقدية والمعيشية، بالإضافة إلى السياسية والأمنية البيئية، تقع جميعها على عاتق الحكومة الجديدة، حكومة مواجهة التحديات التي تمخضت من رحم آلام وجوع الناس، وهي فعلا لا قولا، حكومة لكل اللبنانيين.

أضف الى ذلك، ان ضآلة التقديمات الأممية للنازحين السوريين الذين تجاوز عددهم المليون ونصف المليون والذي يفوق ثلث عدد سكان لبنان ادت الى تفاقم الازمة التي يرزح لبنان تحت وطأتها.

أتيت الى هذا البلد الجميل مادا يدي الى أشقائي الذين لم يتخلوا عن لبنان يوما، فحكوماتكم وشعوبكم الطيبة لطالما وقفت الى جانب لبنان في إزالة آثار العدوان الصهيوني إبان اجتياح العام 1982، وعملية عناقيد الغضب عام 1996، كذلك خلال عدوان تموز في العام 2006. لقد وقفتم معنا ومددتم لنا يد العون سياسيا واقتصاديا في أحلك الأوقات منذ خمسينيات القرن الماضي، ونحن كلبنانيين لا ننسى ولم ننس ولن ننسى ما قدمتموه للبنان من: إعادة بناء قرى وبلدات ومستشفيات في كافة المناطق اللبنانية دون استثناء اضافة الى مساعدات لا يمكن احصاؤها، تأمين فرص عمل لما يزيد عن 600000 من اللبنانيين الذين احتضنتهم دول مجلس التعاون الخليجي يعمل حوالي 330.000 منهم في المملكة العربية السعودية وحدها، ولن انسى الكويت والامارات والبحرين وعمان وقطر، ناهيك عن المساهمة الفعالة في ازالة الالغام والقنابل العنقودية في الجنوب. وهنا تستذكرني حادثة انفجار اللغم التي تعرض له أحد جنود دولة الامارات الشقيقة في العام ???? والذي امتزجت دماؤه مع دماء جندي لبناني أصيب معه، فهل يمكن نسيان ذلك؟

إن لبنان جزء لا يتجزأ من هذه الأمة، وسنبقى معا بإذن الله متكاتفين ومتحدين من أجل بناء مستقبل أفضل لشعوبنا. لبنان لن يتخلى عن حضنه الطبيعي، حضن أمته، حضن أشقائه، فنحن جزء من هذه الأمة وسنبقى، وستعود العلاقات إلى ما كانت عليه باذن الله.

هناك منظومة تحد كاملة متكاملة تواجه مجتمعاتنا ودولنا وشعوبنا، تعيش فيه آفات الانهيار والارهاب وما الى هنالك من وسائل متعددة لتهديم ما بناه اجدادنا، انها حلقة متكاملة لا يمكن مجابهتها والقضاء عليها الا بتعاوننا وتماسكنا ووحدتنا. كما اثني على التفاعل الامني والتنسيق الدائم والمتواصل بين بلداننا، والذي كان له الاثر الايجابي في انجاز ما وصلنا اليه من نتائج على صعيد العمل الامني والامن الاستباقي.

من هذا المنطلق لا يسعني الا ان اؤكد على الثوابت التي تم الاتفاق عليها سابقا خلال انعقاد مؤتمرات وزراء الداخلية العرب، وخاصة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وجرائم المعلوماتية.

أتمنى لأمتنا العزيزة بإسم القيم الانسانية والاخوة التي جسدها الله عز وجل في شعوب أمتنا، والشهامة التي تميز شعوبنا، غدا أفضل يسوده السلام والوئام. ان اللبنانيين، ومن خلال هذا المؤتمر، يتطلعون الى بصيص أمل يحمل في طياته ايجابيات جمة لمستقبل لبنان في كنف عائلته العربية. وفقنا الله وإياكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

لقاءات

إلى ذلك، حفل اليوم الثاني من زيارة فهمي لتونس، بسلسلة لقاءات على هامش أعمال المؤتمر، فالتقى وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وتم التباحث في العلاقات الأخوية بين المملكة السعودية ولبنان والأمور ذات الاهتمام المشترك.

وأكد فهمي “عمق العلاقات المتينة بين الشعبين السعودي واللبناني، وما يكنه اللبنانيون من تقدير للسعودية قيادة وشعبا، وهي التي تحتضن جالية لبنانية كبرى تعمل في المملكة”.

كما التقى وزير الداخلية في سلطنة عمان حمود بن فيصل البوسعيدي، وتم البحث في العلاقات اللبنانية- العمانية من جوانبها كافة. وتمنى فهمي التوفيق للقيادة العمانية الجديدة، مثنيا على أواصر العلاقات بين البلدين.

وبعد ظهر اليوم التقى وزير الداخلية الاماراتي سيف بن زايد آل نهيان، وتم البحث في العلاقات المتينة التي تربط اللبنانيين بدولة الامارات، فضلا عن أمور مشتركة بين البلدين. وأشاد فهمي ب”الدور الاماراتي المحوري في المنطقة على كل المستويات، والمساهمات التي تقدمها عبر البرامج والمنظمات العربية للبنان”، مؤكدا “عمق الروابط التي تجمع الشعبين اللبناني والاماراتي، وسبل تطويرها نحو مستقبل أكثر تقدما وافادة للبلدين”.

كما التقى نظيره الأردني سلامة حماد السحيم، وجرى البحث في العلاقات اللبنانية- الأردنية والتنسيق المشترك على المستويات كافة.

وفي فندق “لايكو” في العاصمة التونسية، التقى فهمي وزير العدل في دولة قطر الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي، حيث أجريت جولة افق حول التطورات في المنطقة، والتنسيق في الأمور ذات الاهتمام المشترك في ظل التحديات القائمة.

وأعرب فهمي عن امتنانه الدائم لدولة قطر “التي دعمت لبنان في كل المراحل الصعبة التي مر بها، خصوصا في مراحل العدوان الاسرائيلي عليه”. وأثنى على دور القيادة القطرية “في احتضان الجالية اللبنانية التي تلعب دورا بارزا في التفاعل بين الشعبين اللبناني والقطري”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *