إلى الدكتور”جان توما”

Views: 432

كتبت نيفريت الدالاتي غريغوار من باريس حول مقال جان توما: ” حقيبة سفر”:

 

أعود اليك كلما لاح شراع سفينتك، لأرحل عبر كلماتك الى بلادي

نعم يا شاعر الحنين، قرأت لك بالأمس “حقيبة سفر” التي فجرت حقيبة غربتي

كلامك وجع، ايقظ  ثورتي على من ارغمني على الرحيل.

كلامك امواج اقتلعت شجوني، وفجرت براكين غضبي على الذين حولوا وطني الى محطة للرحيل.

وطني الذي لم يعد الا شبح ذكرى تفتك بكياني.

كلما حاولت نسيان غربتي، تأتي امواج من بلادي لتقتلع الذكريات من حقيبة صمتي.

كلما عانقت نظراتي كلماتك، تهرب دموعي من دهاليز النسيان لتوقظ ببالي الم المسافات،

وتعيدني الى محطة الوداع الأخير مع احبائي

كلماتك الهادئة، العاطفية، التي تشبه أمواج بلدتك، تؤرجحني بين الحنين وبين غربة الأيام.

تعابيرك شراع حنين، يقودني الى اعماق آلام بعدي عن احبائي.

كلما حاولت قتل حنيني الى لبناني، الملم كلمات هربت عبر شطآن بلادي، لتعيدني الى دموع من رجاني الا ارحل، ورحلت.

ابن بلدتك الذي “كان البحر الآخر يناديه” هذا البحر، سارق المسافات، نادى كل من هرب وكل من كفرمن الذل في بلاده.

هذا البحر الذي ابكى اهلنا، واغرقنا في دموع الوداع، نرمق اليه من كوة الغربة، وما زلنا نحلم بعودة قتلت فينا امل الانتظار.

اليوم ابن بلدتك قرر الرحيل يأسا من وطن حولوه الى جحيم، وغدا سيرحل غيره، الى ان يصبح الوطن ساحة فراغ تضيع فيها وجوه الغرباء.

ونحن! اسفا على اقتلاعنا من جذورنا، سنبقى تائهين في غربتنا، نحلم بوطن ربما لن يعود لنا، وسنصبح غرباء عن شوارع ماضينا، نلملم ذكرياتنا لنحبسها في حقائب النسيان.

وسنعيد الرحيل.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *