الفصول في الأمثال الشعبيّة

Views: 3079

د. جان توما

​​يعرف اللبناني كيف يحمّل الأمور ما يفكّر به خاصة في المناسبات التي تعنيه مباشرة في حركته الاقتصاديّة أو الاجتماعيّة، فها هو يحمّل الفصول ما يراه مناسبًا لها حسب تجريته وإيقاع حياته اليوميّة:

– الخريف والشتاء: يقول المثل الشعبي عن الشمس في مختلف الفصول:” شمس الربيع بتسرْ، وشمس الصيف بتحرْ، وشمس الخريف بتهرْ، وشمس الشتي بتضرْ”. في هذا الموقف من التغيير الزماني نلحظ السرور والحرّ والموت والضرر، وهي صفات تتقلب في “زمن” الانسان، فلا عجب أن شبّه المرء عمره بزمن الفصول، حتّى إنّه ربط بين “الفصل” وحياته الاجتماعية فـ ” إذا كانت الشتوية ما جوّزتك بعد، الصيفية ما رح تعمل معك شي”. ففصل الشتاء هو فصل الوحدة والركون في البيوت، فيما حركة الزمن تنقلب صيفًا إلى الخروج والتسلية، كما ” إذا مرضتِ بتشرين ما بتشفى ت تجري الدموية بالربيعية”، وهذا دلالة على استيعاب الأمثال التجارب الانسانية.

فصل الربيع: حاول الإنسان أن يربط بين الزمن وبين ما يحدث في الطبيعة بمنطق الملاحظة والتجربة، فقال مثلاً: ” إذا سبقك جارك ع الربيع (الزراعة)، اسبقوا عن السقيع” (العشب الطري)، “متى صار القرّ يْقرّ ما بعود البرد يضرّ ” ( القرّ صوت الضفادع )، “متى صار ورق التين كفّ غراب، ازرع حمصك بالتراب”.

– فصل الصيف: في فصل الصيف تتضّح الرؤية فيسجّل: “حام الحوم ( الطيور) ما بقي من الصيف ولا يوم”، وهذا الفصل للطافته تستخدم مصطبات البيوت والسطوح للنوم: فـ” الصيف أبو الفقير”، و ” متى صارت ورقة التين قد إجر البطة نام ولا تتغطّى”، و” بساط الصيف واسع” ( أي نهار وطويل)، دون إلغاء صفة الحرّ عنه كما في قولهم :” بالصيف حريق وبالشتي غريق”، وهذا لا يعني الاستكانة عن تأمين حاجات الشتاء والتموين  إذ ” تموّن بالصيف كل شي بقلك الشتي هاتو”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *