مناقشة كتاب “زمن سمير فرنجية” لمحمد شمس الدين في المهرجان اللبناني للكتاب- انطلياس

Views: 478

نظمت الحركة الثقافية- انطلياس، في إطار المهرجان اللبناني للكتاب، دورة “مئوية دولة لبنان الكبير” في دير مار الياس – انطلياس، ندوة لمناقشة كتاب “زمن سمير فرنجية” للدكتور محمد حسين شمس الدين، شارك فيها المطران يوسف بشارة وأنطوان الخوري طوق، وأدارها الدكتور عصام خليفة، في حضور حشد من زوار معرض الكتاب والمهتمين.

خليفة

بعد النشيد الوطني افتتاحا، كانت كلمة لمدير المناقشة خليفة الذي استذكر علاقة والده مع “الزعيم الوطني حميد فرنجية”، ثم انتقل إلى الراحل سمير فرنجية ليتحدث عن تقارب المواقف الرافضة للحرب والمؤيدة للسلم أوائل العام 1977.

واعتبر خليفة أن كتاب شمس الدين “من أعمق المؤلفات التي استطاعت أن تحيط بسيرة شخصية فذة وغنية، بحيث يمكن اعتباره تاريخا لمرحلة مفصلية من تحولات المجتمع اللبناني المعاصر”، منوها بالمصادر والمراجع التي ارتكز عليها في صياغة بحثه.

وقال: “فرنجية، كان يتمتع بقدرة هائلة على التحمل، وبمرونة غير عادية استمدها من خبرة الحياة. اهتم بالمسألة المسيحية فشارك في صياغة النص السياسي للمجمع البطريركي الانطاكي، وكان على صداقة عميقة مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير. ولم يراهن يوما على خلاص فئوي لهم، بل على خلاص جماعي مشترك. عمل دائما على فتح نوافذ الامل واضاءة الشموع، وكان حاسما في الشراكة مع المسلمين من اجل تجديد الشرق المسيحي والمسلم، وكان مهندس التفاهمات النبيلة، وضمير انتفاضة الاستقلال الثاني، وكان وراء فكرة المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، وساهم في قيام لقاء قرنة شهوان، وكان يطمح الى إنجاز حكاية أخرى عن تاريخ لبنان، وشجع الفلسطينيين على دعوة اللبنانيين بلا استثناء الى تجاوز الماضي بأخطائه وخطاياه. وكان يعرف بعمق الخطر الإسرائيلي على لبنان، وهو من أذكى من فهموا الاستراتيجية السورية وأدوات وأساليب تنفيذها”.

اضاف: “كان مثقفا عضويا ومصابا على الدوام بتفاؤل لا شفاء منه، وكان فارسا يختزن من اهدنيته قوة الدفاع عن العدالة الاجتماعية وعن استقلال الدولة اللبنانية. وفي هذه الأيام الكالحة حيث يتم نهب شعبنا وايصال دولتنا الى الانحلال والانهيار كم نحن بحاجة الى أمثال سمير لقيادة شعبنا نحو الخلاص”.

بشارة

وألقى المطران بشارة كلمة بعنوان “خواطر في سيرة سمير فرنجية”، تحدث فيها عن “سمير المثقف المدافع عن الحق والقيم، واكب الثقافة من بابها العريض بحثا عن الحقيقة وإبرازها والتمسك بها والدفاع عن القيم الإنسانية والأخلاقية وجندها في سبيل الخير والحق والكرامة الإنسانية”.

وتحدث عن “سمير المناضل السياسي الوطني، الذي نبذ العنف والحرب وعمل للسلام وجند طاقاته وصداقاته لتقريب المتخاصمين وإطلاق ورش التحاور وبناء الجسور وجمع الطاقات الفكرية الوطنية، ودافع بقوة عما يميز لبنان بعيشه المشترك بين المسيحيين والمسلمين الذي رأى فيه حلا عمليا ونموذجا مثاليا للبلدان المتعددة الانتماءات الدينية والعنصرية والثقافية”، مشددا على أن “سمير لم يفقد الأمل بغد أفضل إن خلصت النيات وترفع المسؤولون عن منافعهم الخاصة وعملوا لخير الوطن والمواطنين”.

وتناول “سمير المؤمن الذي انخرط في اليسار من دون أن يتبنى تطرف اليسار الذي يتنكر للدين ويعتنق الإلحاد، بل تبنى ما له من إيجابيات تتعلق بالدفاع عن حقوق المظلومين والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وحقوق العمال والنساء والأولاد الذين كان يستغلهم أرباب العمل. اهتم بالوثائق الكنسية وتمحيصها وتبنى جوهرها بدءا من الإرشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان” للبابا القديس يوحنا بولس الثاني، وصولا إلى رسائل بطاركة الشرق الكاثوليك، بالإضافة إلى أنه ساهم في بعض نصوص المجمع البطريركي الماروني، وكان على تواصل دائم مع البطريرك صفير”.

طوق

بدوره، اعتبر طوق أن هذه الندوة “تحية للبروليتاري المندفع بأناقة أرستقراطية للقضاء على بشاعات ومظالم العالم، ولهذا المثقف الأنيق صاحب العقل النظيف والحبر النظيف والقلم الشجاع المسنون والحر الذي لم يقايض ولم يبع ولم يشتر في أسواق النخاسة السياسية والثقافية ولم يمارس يوما الزنى السياسي على أرصفة لبنان”.

وقال: “كان المسلم والمسيحي والعلماني واللبناني والعربي والمتوسطي والعالمي، عاشق للجدل بين الثابت والمتحول”، لافتا إلى مشاركته في عدد من الحركات الوطنية “متسما بالاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح، رافضا كل أشكال العنف والإرهاب والتطرف والكراهية والعنصرية وتوظيف التعددية والمذهبية والطائفية لأغراض سياسية تستهدف التجزئة والتقسيم وإشعال الفتن والصراعات الأهلية”.

وتحدث عن النضالات الوطنية لفرنجية ومبادئه التي تمسك بها طوال حياته.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *