جامعة ستانفورد الأميركية كرّمت “شكسبير العرب” الشاعر جودت حيدر

Views: 914

محمد خليل السباعي

كرّمت “جامعة ستانفورد” في ولاية كاليفورنيا الأميركية، الشاعر العربي اللبناني الكبير الراحل جودت حيدر، الملقّب بـ “شكسبير العرب”، في احتفال حضره حشد كبير من الأدباء والباحثين والأكاديميين والمفكرين والمثقفين، من مختلف الولايات الأميركية، وعدد آخر من أبناء الجاليات اللبنانية والعربية والأوروبية، وعائلة المحتفى به وأصدقائه ومحبيه، تحت عنوان: “مآثر الشاعر حيدر، المتميز بقصائده باللغة الإنكليزية، الإنساني السباق، وموهبته الشعرية الفذة”.

 جانب من المشاركين والمتكلمين في حفل تكريم الشاعر جودت حيدر

 

بدايةً الافتتاح بالنشيدين الوطنيين اللبناني والأميركي، ثم تحدث مقدم الحفل، عن شخصية الشاعر الراحل جودت حيدر، الذي قدم الكثير بثقافته وإبداعه العالميين، ثم تحدث البروفسور الكسندر كي: “إن الشاعر جودت حيدر تفرد بشاعرية عالمية، وهذا ليس بالجديد على الشعراء العرب، أن ينطلقوا إلى العالمية، ومنهم محمود درويش وأدونيس ونزار قباني وسعيد عقل وغيرهم، ولقد انطلقوا بلغتهم الأم أي العربية، بينما الشاعر حيدر إنطلق إلى لعالمية بلغة عالمية هي الإنكليزية، وأبدع بها إلى مستويات راقية، يحاكي بها الأدباء والشعراء بلغتهم الإنكليزية الأم، وربما يتساءل البعض لماذا يقدم شاعر عربي، مثل جودت حيدر، على الكتابة بلوغ ليست بلغته، ولماذا كتب جودت حيدر شعره باللغة الإنكليزية، وإن جودت حيدر أراد أن يترجم إبداعه ومقدرته، بلغة عالمية لكي يبرهن إن الشعر هو حالة إنسانية، ترقى فوق المكان والزمان والعرق والشعوب، بل هي مشاعر نبيلة يمكن للإنسان الراقي بإحساسه ومواهبه الشعرية وحالته الشاعرية الكامنة في داخله، أن يترجمها بلغاتٍ أخرى تحاكي الإنسانية والإبداع العالمي والحضارات والثقافات الأخرى، كشأن عملاقة الفكر الكبار. وإن شعر جودت حيدر، شكل حالة إنسانية غاية في الرفعة والنبل، وبالإمكان أن تبتدأ بقصائد عصماء بلغاتٍ أخرى، غير لغة الإنسان الأصلية”.

ثم تحدث الدكتور خالد عبيد فقال: “أود أن أعبر عن سعادتي الكاملة، وأنا محاط بعائلة الشاعر الكبير وبأصدقائه ومحبيه، الذين جاؤوا من مختلف الولايات الأميركية، ومن خارجها وتحديداً من لبنان، وماذا يمكن أن نتحدث عن الشاعر الكبير، الذي امتلأت الروح العربية المتبدية بقصائد خالدة باللغة الإنكليزية، وفي هذا المقام أرحب بحضور الكاتبة المصرية الأميركية ليلى السيسي، التي تضاهي بإبداعها النسوي من وجهة نظري نوال السعداوي، وعليه أستشهد بما ورد في كتاب لها من قول للشاعر جودت حيدر عن نفسه: “إن قصائدي سكون فلسفي، ومحاولة الإقتراب من الحياة الروحية التأملية، عبر النور الباطن النابع من خلال الحقائق والوقائع، فلست من هواة الهروب من الواقع، والإستغراق في الخيال، وإنما من الراغبين بأن تبلغ أشعاري مرحلة الكونية، عبر التحسس والإدراك الذي يعكسهما مدى اتساع أفكاري ومواضيع قصائدي”. وهو مقبس من كتاب “جودت حيدر شكبير العرب”، وكذلك ديوانه مئة قصيدة وقصيدة”.

القاعة التي جرى فيها التكريم

 

وأضاف عبيد: “في هذا المقام، لا بد من التطرق إلى كتاب جون مانرو “الصوت من بعلبك” The Voice from Baalbeck، الذي كان يعرف الشاعر حيدر جيداً وزاره في بيته وقال عنه: “رجلٌ أنيق جداً طرق بابي وحل ضيفاً عليّ، وبعد تبادل التحيات سألته عن السياسة اليوم”، فنظر إليّ مبتسماً وقال: “لماذا تتحدث بالسياسة، وعندك هذا الجمال خارج نافذتك، السياسة عابرة وقد جئت لأتحدث عن قصائدي”.

ثم تتطرق عبيد إلى جمال شعر جودت حيدر، ورؤيويته العالمية، وكيف كان مستشرقاً للمستقبل البيئي، قبل انتشار مسألة التلوث، وقرأ عبيد مقتطفات من قصيدة شكسبير العرب “تلوث” بنصها المترجم باللغة الإنكليزية.

ثم تحدث الدكتور رمزي سلطي، منوهاً بإنسانية جودت حيدر وسمو مواقفه، في قصائده العالمية السبّاقة، متطرقاً إلى قصيدته “غاندي” حول اللاعنف والصداقة والمحبة، ثم قرأ سلطي مقتطفات من قصائد ونصوص الشاعر حيدر باللغة الإنكليزية، ترجمها إلى العربية الدكتور رائد القاقون”.

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *