عتاب ومنفى بلا دفء ولا كلمات

Views: 1044

أمل سويدان

من سيرسم نهايتي أنا أم أنت يا الله؟ 

حسناً لنتشارك بها…

 أنا أحب النهايات الحزينة وأنت كذلك، صحيح؟ 

أنا أهوى الخواتيم التي تقول فيها الأعين ما لم تحققه لي حين كنتُ على قيد  الحياة. أبحث عن المصابين بالصداع كل ليل فلا يكترثون للعلاج ولا يخلدون للنوم.

 أنا أجلس في زوايا الغرف السوداء وعقلي يضرب بأفكاري ويطيح بها على مد هذا الخراب. أما أنتْ. فأشعر أنك ستمحوني أمام الملأ. ثم تجعلهم يكذبون على عائلتي كما كذبوا عليّ أيام الحياة. ستُسمعني صوت انفجار رأسي، وتجعلني أشعر بآلام خروج روحي مني. ستضعني في المنفى بلا دفء أو سماع لما في داخلي من كلمات؟ 

أتريدني أن أؤمن أكثر؟ أم لا!؟ أم أنك تشغلني بآلامي لتتلذذ بنهايتي القريبة وتقول للجميع أنا الإله؟

 أنا أكرر أناي، يداي ترتجفان. والعرق بدأ بالهطول على جبيني مغطياً عيني الجميلتين ولا اكتراث منك… 

“طيب” سوف أعترف لك أنني أحبك. نعم أحبك، لكن قلبي لم يعد يهتز عند ذكر اسمك، لم أعد أشرد بأخطائي التي تعمدت ارتكابها بسبب نسيانك إياي، لم أعد أشتاقك كما عاهدتك سابقاً أن أحافظ على اتفاقنا. أنا الآن يا حضرة الرب، أعاتبك كما يعاتب المحب حبيبه، ألومك كما يلوم البحر شمسه، حزينة منك كما يحزن الشجر من ترابه. فهل لاحظت أنني جعلت لك جزءاً في كتاباتي، وخصصتُ لك بعضاً من كلماتي الجميلة، وأفكاري وبُعد جملي وتعابيري وكل شيء يا حبيبي يخطر في بالك الآن؟ ألم تر في بُعدي عنك طيفاً من الاشتياق؟ وبين أضلعي المشتتة قليلاً من الحرمان؟

 كثُرت التساؤلات أعلم؛ لكنني خاضعة لياء الإنكسار، لنون الأحزان. تكررت المناجاة أفهم؛ لكنني واقعة بين الاستمرار أو الاستسلام، ضائعة بين تأوهاتي أو الصلاة. لقد مل الضجر مني ولا حالة له على السماع، لقد نكرني القوسان وفضّل وضع النقاط. وأنا، لم أعد أسعى خلف الحياة ولا حتى الفناء لأن الاختيار ليس بيد الكائنات…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *