فواز في يوم المغترب: لإعطائه ما يستحق من اهتمام وقطعنا شوطًا في إعادة الوحدة إلى الجامعة

Views: 301

توجه الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز، لمناسبة اليوم العالمي للمغترب، بكلمة الى المغتربين لفت فيها الى أن “لبنان بجناحيه المقيم والمغترب يعاني كثيرا، وهو فعلا على صفائح ساخنة جدا، وأزماته ومشكلاته كثيرة، وزاد الطين بلة اقتحام فيروس “كورونا” لعشرات الدول ومنها لبنان وان كانت بنسب مختلفة وتأثيرات متفاوتة، ولكنه يقض المضاجع وينذر بخطر مستطير، وندرك واياكم جيدا حجم الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية مما اّثار قلق اللبنانيين،على الحاضر والمستقبل والمصير الوطني برمته”.

وأضاف: “على رغم الواقع اللبناني الصعب، فإننا في الجامعة أردنا معكم في هذه المناسبة أن نوجه التحية الى كل المغتربين اينما كانوا ولنتذكر الرعيل الاول منهم الذي عانى كثيرا” في مرحلة الهجرة الاولى من الامراض والجوع والغربة القاتلة والموت وحيدا في بلاد غريبة، ولكن البعض منهم غامر وجازف وصبر ونجح في تخطي هذه المعاناة ووضع أسس ووقواعد صلبة لاغتراب أنتج نجاحات وابدع في مجالات اقتصادية ومالية وعلمية وثقافية وسياسية انعكست ايجابا” على الوطن الام ودول الاغتراب وتباهى المسؤولون وتغنوا بالمجد الاغترابي اللبناني في العديد من الدول. وهنا يستحضرني قول أحد المسؤولين الكولومبيين، وهو متحدر من أصل لبناني عندما سأله احد رؤساء الجمهورية اللبنانية عن عدد المتحدرين في كولومبيا، ولم تكن لديه فكرة عن رقم مقبول، فأجابه “هناك ما يكفي لأعطاء كولومبيا المجد”، نقلا عن الوزير المفوض أنذاك أيلي الترك في ندوة بعنوان “المغترب من المنظار الكولومبي”.

وتابع: “في افتتاح مقر النادي اللبناني في العاصمة المكسيكية عام 1962، اطلق رئيس جمهورية المكسيك السابق أدولفولوبيز مقولته الشهيرة” من ليس له صديق لبناني فليبحث عن أحدهم.
ويحضرني ايضا كلام للرئيس السيراليوني أرنست كروما ” لا اقتصاد في سيراليون من دون اللبنانيين ، لذلك لا يمكّنني ترحيلهم “، وما قاله حكيم أفريقيا رئيس الكوت ديفوار الراحل هوفييت بوانييه” ان اللبنانيين هم هبة من السماء وبناة افريقيا.. ” والامثلة كثيرة”.

وقال: “على رغم هذا النجاح الاغترابي المتميز الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، فإن المسؤولين في لبنان والحكومات المتعاقبة لم يعطوا الاهمية والاكتراث له لحمايته والحفاظ عليه بحيث انعدمت السياسات الاغترابية الواضحة، وفتحت المجال بغيابها لانقسامات أصابت من الجامعة مقتلا وفشلت في الحفاظ على وزارة المغتربين لتضارب المصالح الطائفية والسياسية. ولكننا اليوم نتطلع بأمل وتفاؤل بأن الحكومة الحالية ووزير الخارجية والمغتربين قد يسدان الفراغ ويعطيان الاغتراب ما يستحقه، مع عتبنا على عدم تخصيص مساحة له في البيان الوزاري. واعتقد ان ما يفوق عن 10 ملايين لبناني منتشر ومغترب ومتحدر يستحقون ان يكونوا في اولويات الاهتمام الرسمي وخصوصا ان هجرتهم بدأت منذ ما يقارب ال 200 عام واكثر في رأي العديد من المتابعين والمؤرخين، مع أن عمر الهجرة او الاغتراب قد لا يقاس بالقرون والعقود والسنين بل بما حققه وأنتجه وافاد وطنه الام منه وهو كبير وكثير. وبشهادة الجميع، فإن صمود لبنان واقتصاده في مواجهة الاستهدافات والتحديات والعقوبات اساسه دعم المغتربين وتدفق اموالهم اليه في الازمات والحروب التي كانت اساسا الدافع لسيل الهجرة الى الاميركيتين واوروبا وافريقيا، والتي بلغت ذروتها بين العامي 1900- 1930 وحيث قدرت في هذه الفترة بثلث الشعب اللبناني، هذه الهجرة الذي كانت معيارها هبوطا وصعودا الحروب، مرورا بالحرب اللبنانية بين عام 1975-1990 واستمرت حتى يومنا هذا.
أن المغتربين بما تبقى لديهم ورغم الازمات التي تلاحقهم داخليا” وخارجيا” لن يتخلوا عن واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه وطنهم واهلهم وهم يبذلون ما في وسعهم من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاون”.

وأضاف: “نحن في الجامعة اتخذنا خطوات ايجابية متقدمة ستظهر نتائجها تباعا، واولاها تمثلت باعادة الوحدة الى الجامعة وقد قطعنا شوطا كبيرا في هذا المضمار، للعودة بها الى بدايات ما بعد التأسيس عام 1960. وقد شهد الاغتراب آنذاك عصرا ذهبيا، حيث كانت الجامعة هي مصدر قوة المغتربين وتعاونهم وسفيرة لبنان الى العالم وخصوصا إبان الحرب اللبنانية 1975-1990”.

وتابع: “إن الاوضاع الاقتصادية والمالية الحالية والمقبلة لا توحي بالامان والاطمئنان لان حجم الاخطار كبير وضاغط، ولكننا لن نفقد الامل بعد رغم هذا الكم من الازمات لأننا شعب نعشق الحياة وننتمي الى وطن ينتفض دائما” كطائر الفينيق. ولكن الحاجة ملحة وضرورية ليتحمل الجميع مسؤولياتهم ويخرجوا من مصالحهم وحساباتهم الضيقة ومن الشعارات والعناوين الفارغة والفضفاضة التي لا تبني وطنا”، وأن نعتبر من بعض الدول التي شهدت أزمات ربما اقسى مما نعيشه ولكنها نجحت وخرجت سالمة واعادت جدولة اولوياتها الاقتصادية والمالية لانها اثرت ان تنجح وتنقذ بلادها وشعبها، نحن في لبنان هذا ما نحتاج اليه في هذه المرحلة، اذا اراد المسؤولون والحرصاء على هذا البلد، وهذا يترجم بالفعل وليس بالقول واطلاق الوعود”.

وطالب الحكومة بـ”تحديد سياسية اغترابية واضحة تحدد فيها ماذا تريد من المغتربين، ويحدد المغتربون بها ماذا يريدون من حكومتهم خدمة لمصالح لبنان المقيم والمغترب. وفي هذا المضمار، نقترح على معالي وزير الخارجية والمغتربين البدء بورش عمل مشتركة للخروج بهذه السياسة”.

وختم: ليس أمامنا سوى التفاؤل بهذه الحكومة التي نعلق عليها الامال، وامامها فرصة قد تكون الاخيرة ولا يمكن تفويتها، ولا بد من اقدامها بجرأة وشجاعة على اتخاذ قرارات مصيرية على مستوى الازمات والتحديات، واننا على ثقة بان لبنان سيخرج من محنته وأزمته الاقتصادية بفضل تضامن جهود ابنائه مقيميين ومغتربين، وسيبقى المغتربون الذخر الذي لا ينضب حتى اعادة اقتصاد لبنان الذي يليق بهذا الشعب المبدع”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *