… وكورونا الإفقار

Views: 5

خليل الخوري 

المواطن لا يهمه ما يحورون  ويدورون حوله، وربّـما على ما يتخذونه من تدابير وإجراءات. ولا يدخل في الاستقطاب بين من هم مع ومن هم ضدّ. ولا تستهويه كثيراً العبارات المطعّمة باللغة الفرنسية أو بمنافستها اللغة الإنكليزية. ولا يتوقف كثيراً عند النظريات والمعادلات الاقتصادية ومن أطلقها من كبار الاقتصاديين التنظيريين المشهورين في العالم. ومن باب أولى هو غير مهتم على الإطلاق بخبراء آخر زمان الذين يطلعون عليه عبر الشاشات المفتوحة لهم، الى حدّ أننا اكتشفنا أن بيننا عدداً كبيراً من الخبراء الذين رحنا نتساءل: أين كان هؤلاء حتى طفوا على سطح الأزمة، فجأة، بالعشرات يومياً، ولكل منهم نظـريته المرتكزة (حسب استنتاجنا السريع البدهي) الى انتماءاتهم السياسية والحزبية وحتى المناطقية والطائفية بل والمذهبية…

المواطن يهمه الآتي: (بعيداً عن الأرقام والحسابات والإحصاءات التي نعترف بأننا لسنا «خبراء» في مضمارها).

أول اهتمامات الناس أن يعرفوا الى أين ستقودهم الإجراءات والتدابير.

وثانيها: إنّ الناس تريد من يطمئنها الى غدها القريب قبل المتوسط والبعيد. وهل أنّ البلد سيُصنف بلداً فقيراً عاجزاً فاشلاً، أو أن ثمة مجالاً للقيامة.

وثالثها: إن المواطن الذي أودع جنى عمره في المصارف هل لديه أمل في أن  يستعيد أمواله (وهي في أكثريتها الساحقة حفنة من الليرات أو الدولارات) أو أنه لن يستعيدها. وفي حال الإيجاب فمتى سيكون متاحاً له أن يقصد المصرف الذي وثق به فلا يقال له: متأسفون! وحتى المئة أو المئتي دولار أسبوعياً غير متوافرة لأنهم «سكّرنا صندوق الدولارات». ويكون التوقف، في معظم المصارف، عند الساعة العاشرة صباحاً! (https://taylorsmithconsulting.com/)

ورابعها: المواطن يريد أن يعرف هل انتهى، الى غير رجعة، زمن ما تبقى (أجل ما كان قد تبقى) من ملامح البحبوحة والازدهار، ليس إلاّ. إذ إن العودة الى زمن الازدهار الحقيقي بات أشبه ما يكون حلماً وردياً قد تبدّد من زمان… زمان… زمان!

وخامسها: إن المواطن مهتم بما إذا كان أمنه الاقتصادي – الاجتماعي مدار اعتبار في ما يقولون إنهم يدرسون ويخطّطون ويجتمعون من أجله.

وسادسها (وربما يجب أن يكون اولها): يريد المواطن اللبناني أجوبة على السؤال المتفرّع الآتي:

أ – هل هناك حقيقة أموال منهوبة؟

ب – مَن هم الناهبون؟

ج – ما هي التدابير التي تقررت أو ستقرر في حقهم؟

د –  وماذا عن الفساد والفاسدين وما هي التدابير؟

هـ – هل فعلاً هناك أموال مهرّبة أو أنها أخرجت قانونياً؟

وأما الأمور الأخرى فهي آخر اهتمامات الناس الذين باتت عيونهم على كورونا  الصحة، وكورونا الفقر والتعاسة!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *