حبيب يونس… أحلام نيسان وقمر معطر بالندى بين الممكن والمستحيل

Views: 627

سمر الخوري

“يمكن ع بال الغيم شربة مي” عنوان ديوان الصديق حبيب يونس. وبين الممكن والمستحيل جناحا فراشة تعبقان بالندى المستتر.

يمكن… ع بالك قمر

والغيم شو قلقان

يبكي بليالي السمر

دمعو الدفا الزهقان

والقمر المعطر بالندى يرسم على أوراق الريح أحلام نيسان الورود. ينفطر قلب وردة. تلاحق ظلها خلف أريج النسيان. وتبحث عن شعاع مخملي العطور. تغفو على عطش السطور. 

الشاعر حبيب يونس

 

وجفن الغيمة مسحور، في نايه حور وحوريات. وكل ما هو آت تشاركه النايات، تباركه الآيات.

والمياه تغفو على جدران الصمت، تبحث عن غدران الصوت، الموت، اللاءات.

شعرك أيها الحبيب يبحث عن الماء، عن قبلة ليل في مرايا الدماء، عن جنون النون في الأسماء.

والنون ناي وندى في قلب يونس.

طالع ع بالك مي

يا قلب شو مسكون

إنت الوفا والخي

مشتاق بدك في

يا ريت فيك تكون

والماء عبير صلاة، حلم جريح كالمطر. ظله الخطر، والظنون.

وجعلنا من الماء كل شيء حي…هكذا قال الكتاب. وفي عمق صحراء التيه اكتئاب، وفي واحات الجمال اكتتاب.

فما سر ذاك العطش اليونسي؟

أيكون الماء المنشود ماء الحياة؟

غريب أمر آدم الجديد، يتوق إلى ماء الكوثر.

لم يعد في الجنة ماء لتروي أشجار التفاح.

لم يعد في الفؤاد، وعلى الشفاه، ظل للمياه.

كل ما في الكون عطش، لهيب.

 

على بئر يعقوب لقاء، مع من ظله النقاء، يبحث عن “شربة مي”. وربة السمر في شجن؛ كيف تستقي مياه الحياة؟ 

على بئر الوجود عطاش، وفي الفكر نقاش، ورايات.

هلموا إلى شربة الماء علنا نروي أرضنا الموات.

أليعازر يهنأ في حضن إبراهيم، والشاعر يبحث عن قطرة ماء، في جحيم الشوق، حيث يقيم.

والسؤال غيم عقيم.

وترضى بقطرة الماء يجود بها عقم السماء.

أيها الحبيب الحبيب، ما بال بوحك قد أصيب، وتاه في عطش الأسماء؟

لك الأنهار في قلب القصيده

لك الإدمان في قلبي تصيده

 لك حوت الخيال، ولي خوت الليالي، وطوفان العماء.

أيها الغريب البعيد القريب، يا يونس الأنبياء، قطرات دمعك ماء حياتي، فاقبل من القلب صِلاتي، وصَلاتي، واستقِ فرح الرجاء.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *