الكورونا… الطبيعة ترفع إصبعها

Views: 577

اقبال الشايب غانم

“فجأة سقطت بابل وتحطمت، فولولوا عليها، خذوا بلسانا لجرحها لعلها تبرأ” (إرميا51).

ما يحصل اليوم في العالم حيث تخبأ خشية من الكورونا نستطيع اختصاره بكلمات ثلاثة.. الطبيعة تحمي نفسها…

نعم وسط بابلية البشر الشرهة، وسط الاغتصاب الوحشي البربري لعطاءات الطبيعة واستباحة مكوناتها ومكنوناتها انسانيًا ومخزونًا وطاقة وزراعة وصناعة واقتصادًا، دعمًا محمومًا لنمو اجتياحي غايته تكديس المال من دون رادع او وازع، وطعن الشعوب الفقيرة في مواردها، في لقمة عيشها، في حبة دوائها وصولا الى قتلها في حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل… سخروا الربح عملة خضراء وصفراء وكدسوها في حساباتهم وسخروا لذلك الشركات والاحتكارات ومراكز الابحاث والدراسات والاستشارات في مجمعات مافيوية، وغزوا فيها كل المجالات، علمية كانت او ثقافية او.او.. حتى الرياضة لم تسلم منهم، وكل ذلك لدك قنوات ربحهم الجهنمية، حتى أن عالمة طبية غربية قالت: يعطونني ١٨٠٠يورو شهريا ويعطون (ميسي) مثلامليون و ٨٠٠ الف مقابل ركلة في المرمى!! ليطلبوا منه لقاحا لوباء الكورونا..

لم يكتفوا باغتصاب الأرض تطاولوا على السماء على الهواء…التغير المناخي، الانبعاث الحراري، التلوث نتيجة مصانعهم ومعاملهم وانبعاثاتهم، الغازات السامة والدفيئة.. هذه الجرائم المناخية التي تجتاح العالم، وتدفع ثمنها الدول الفقيرة والنامية من كوارث وزلازل، سيول وفيضانات وانحباس المطر وارتفاع مستوى البحار… جشع لا حدود له وهذا غيض من فيض..

ها هي الكورونا اليوم تاخذ بثأر الطبيعة، الأسواق المالية تصاب بالعقم، البورصات تتهاوى، المصارف والمافيات تحبس انفاسها.

الطبيعة ترفع اصبعها، تحذر، تنذر، وتوقف آلة الزمان والمكان .

قفوا فتشوا عن ضمائركم، تقتلون الانسان والحيوان وكل الكائنات الحية ..هل من يعتبر…هل من يتعظ …الطبيعة انذرت، وما على البشر المتكاثر على الارض الا الادراك والتفكر…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *