مترئسًا قداسًا في كنيسة دير المخلص بصربا المطران خوام : المطلوب منا عدم الانجراف والتسلح بالصليب

Views: 1019

 ترأس مطران فنزويللا والمكسيك لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك جوزيف خوام القداس الالهي في كنيسة دير المخلص للرهبنة الحلبية في صربا – جونيه، بمشاركة الرئيس العام للرهبنة الحلبية الارشمندريت الياس الخضري، وعاونهما لفيف من الكهنة. وخدمت القداس جوقة “اجراس بيزنطية”، في حضور بعض المؤمنين، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران خوام عظة قال فيها: “تخصص الكنيسة البيزنطية الأحد الثالث من زمن الصوم المبارك لإكرام الصليب المقدس والسجود له، ذلك أننا بواسطة الصيام الأربعيني نشعر بمرارةالأماتات والتقشفات وربما بالملل والضجر منها، فتقدم لنا الكنيسة الصليب الكريم المحيي مقويا إيانا ومعزيا، ذاكرة من خلاله آلام ربنا يسوع المسيح الذي صلب لأجلنا، ومشجعة إيانا لكي نحتمل ما علينا لأجل مبادلته هذه المحبة، ولكي نصل أيضا إلى المجد الناتج بواسطة الصليب على مثال مخلصنا الفادي”.

ثم شرح معاني آية: “من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”، وقال: “هي من أشهر آيات الإنجيل المقدس وأهمها التي حفظناها منذ صغرنا، وهي الآية التي تليت على مسامعي في هذا الدير المبارك في صلاة نذوري البسيطة ونذوري الاحتفالية لدى استلامي من يد الرئيس العام الصليب المقدس، وكأنه من خلال هذه الآية يسلمني برنامج الحياة المسيحية والرهبانية الحقة، المبنية على حرية الخيار الطوعي في اتباع المسيح وفي الشروط الواجبة بالتجرد والتخلي وإنكار الذات تحقيقا لهذه الدعوة.
فاسمحوا لي، ومعكم، أن أتأمل من جديد في هذه الآية التي ليست بحكر على الإكليروس والرهبان والراهبات، بل هيدعوة لكل إنسان اعتمد باسم المسيح، ولنجدد عهدنا معه مستحقين بعيشنا تعاليمه ميراث ملكوت السماوات الذي وعدنا به”.

اضاف:”من أراد أن يتبعني”، في هذه الكلمات يطلب إلينا المسيح تحديد خياراتنا الإيمانية، فلا إكراه ولا فرض في اتباع يسوع، فإما أن تكون الإرادة مبنية على القناعة التامة، وإلا فإننا نكذب على أنفسنا قبل أن نكذب على الله؛ ولكن، اذا ما اخترنا اتباع يسوع فعلينا بعيش شروط هذا الخيار الذي يقوم على إنكار الذات، وحمل الصليب. “إنكار الذات” يعني ببساطة تامة التجرد عن روح العالم وأهوائه وما فيه من شهوات النفس والجسد والسيطرة عليها. ورب قائل :” ولماذا هذه الطريقة من الحياة في التجرد والسير عكس ما قد أوجده الله لسعادة الإنسان ومتعته؟”، والجواب هو: إن حيينا في التجرد إنما نثبت لله بأن محبتنا له تفوق مطبات الحياة وملذاتها. وما هو موجود على هذه الأرض من خير تصنعه ليس غاية حياتنا، وإنما وسيلة للبلوغ إليه، نعرف من خلاله احتياجات أخينا الإنسان، الذي به ومعه نسيرإلى الله”.

وتابع: “أما “حمل الصليب”، الشرط الثاني لاتباع المسيح، فهو القبول والرضى بالآلام والعذابات التي نتعرض لها من خلال مشقات عيشنا تعاليم الإنجيلعلى مثال معلمنا يسوع. أي أن نحيا المغفرة حيث الإساءة، وأن نحيا التواضع حيث الكبرياء، أن نحياالأمل حيث اليأس، وأن نحيا الفقر حيث الغنى، وأن نحيا المحبة حيث الضغينة، وأن نحيا ونحيا ونحيا عكس التيارات الجارفة في هذا العالم الذي أصبح مقولبا بصلبان المصالح والأنانية والمادية والمزاجية وتيارات البدع على كافة الأصعدة: الأخلاقية والاجتماعية والإيمانية. فما هو مطلوب،أحبتي هو عدم الانجراف، والتسلح بالصليب قوة المؤمنين وحصنهم والذي به ندحر كل ما يخالف حياتنا مع الله”.

واردف: “مع هذا التأمل الروحي أستذكر أمامكم، وعبر هذا النص الإنجيلي مسيرتي في الرهبانية الباسيلية الحلبية التي انتسبتإليها في شهر تشرين الأول من العام 1987، فكان هذا الدير – دير المخلص – بيتي الخلاصي الذي عشت فيه مراحل متعددة من حياتي الإكليريكية في الطالبية والابتداء والترهب، وفي رعاية النفوس وإخوتي الرهبان. واليوم أعودإليه متوجا بمحبة الله ورهبانيتي وجميع المؤمنين، فأردت الاحتفال على مذبح كنيسته كأسقف، على الرغم من ذعرنا من فيروس الكورونا، وعلى الرغم من الأضرار الكبيرة التي ألحقتها العاصفة بالدير من يومين، لأرفع وإياكم شكري الكبير إلى الأم الرهبانية ممثلة برئيسنا العام قدس الأرشمندريت الياس خضري على كل ما قدمته لي، مصليا على نية نموها وازدهارها وتقديسأبنائها، كيف لا، وهي التي علمتني كيفية اتباع المسيح وحمل الصليب وإهلاك النفسمن أجل الإنجيل وخلاصي”.

وختم: “أشكر قدس الأرشمندريت إيليا بطيخة رئيس هذا الدير المبارك وجميعإخوتي الرهبان، وأشكر جميع المحبين الذين لبوا الدعوة لمشاركتي الصلاة في هذه الذبيحة الإلهية، والذين يتابعونها على شاشات التلفزة، وأشكرإخوتي وأقاربي وأصدقائي ومعارفي وأبناء جميع الرعايا التي خدمت فيها، وأشكر جوقة أجراس بيزنطية ومؤسسة “تيلي لوميير” وكافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لمواكبتها لي في المناسبات المختلفة.
لكم جميعا أقول: أنتم كنزي وفخري الذي سأحملهإلى فنزويلا والمكسيك، أنتم إنجيلي في هذا الشرق، وبصلاتكم أسأل الله نعمة حمل الصليب الذي فيه خلاصي وخلاص المؤمنين في المجد السماوي”.

وبعد القداس استقبل المطران خوام المهنئين بتوليته ابرشية فنزويللا والمكسيك في صالون الدير.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *