ميتة صالحة بين يدي شفيعها!!

Views: 296

سليمان يوسف إبراهيم

غادرت على عجل أيتها الغالية؟ بالطبع…

فاجأتنا بعد أن اطمأنا ؟ أكيد …

لم يكن مستعدا معدا العدة لحلول موعد الرحيل؛ بل اﻹنتقال، إلاك؛ يا راهبة ترهبت العمر ناذرة كل يومياته تبتلا على مذبح حياة حملت خلالها هم إخوة؛ أقارب، وأخوات لك في رهبنتك_ رهبنة الراعي الصالح_ في أشد أحقاب الوطن ومجتمعه حلكة وسوادا…ولا نصير لك ومجيب وعضد سوى يسوع أحببت وقديس يوسف لك اتخذته شفيعا وعضدا في مسيرتك !!

وكنت تخرجين منها جميعها منتصرة؛ يد راعيك الصالح تأخذ بيدك على دروب الحق والخير والجمال؛ : مبدعة في كل ما تنجزين أينما حللت في اﻷديرة التي تسلمت شأن سوس أمورها وإدارة شؤونها والسهر على أهل البيت من إخواتك الراهبات، على ما كنت تدعينه دائما…

كما وكنت تحملين هم اﻷقارب، صغارا وكبارا، دون أن تغفلي يوما عن السؤآل عنهم وزيارتهم عند كل سانحة فرادا وجماعات: مشاركة الجميع أفراحهم؛ مواسيتهم في أحزانهم؛ فرحة مغتبطة عند كل محطة نجاح نحققها او تلك التي كان يحققها أبناؤنا وبناتنا من بعدنا يا معاصرة اﻷجيال!

عشت مع أهلنا؛ واكبت أعمارنا :أطفالا؛شبابا وآباء… وترك لنا الزمن الجميل، رغم قساوته، أن تهادني أطفالنا صغارا وتواكبي نجاحاتهم كبارا : آه يا رب؛ كم كنت كريما معنا، حيث وهبتنا هذه الراهبة الخادمة لملكوتك على اﻷرض لتكون لنا خالة وعمة،بكافة تقاليب وجوه القربى!!!

واليوم يا غالية؛ بعد فراق أزمان مختلفة عدتم لتجتمعوا عيلة في ديار الملكوت؛كما كنتم عيلة أرضية؛مع أخيك وأخواتك لم أشهد ولم أشاهد عيلة، عاش أفرادها المحبة والتماسك الذي عشتمواهما بين بعضكم، وربيتمونا جميعا عليهما، فغدا إرثا سنتركه من بعدنا ﻷبنائنا، كما تركتم فينا وزرعتم كل سام ورفيع.

 

حملنا رضاك في أعناقنا على العمر أيقونات وتمائم. لم يكن أحدنا، ليرضى بأن يخدش بلور رضاك عليه أو اﻹساءة إلى نور حضورك علينا وبيننا إشعاعا!! واليوم يا راهبتنا الغالية: بانتقالك إلى ديار الملكوت مرضية سيده، نتخذك في قلوبنا،صدورنا وجداناتنا ووجدانات أبنائنا وبناتنا ذخيرة، في أعمق أعماق نفوسنا والقلوب جميعنا، وكلنا ثقة، بانه بات لنا بانتقالك ليلة عيد القديس يوسف؛ كما تمنيت دائما؛ أما وخالة وعمة وأختا تشفع بنا ولنا من عليائها.

فلتكن صلاتك ورضاك وادعيتك معنا ولنا ما حيينا، دون غياب أو إغفال: فنحن بالرغم من غيابك، نتشدد ونقوى بما لك من حظوة شفاعة ورجاء، لدى الرب اﻹله؛ كما كان لك في قلوبنا وانت بيننا: كل اﻹحترام والتقدير وفائق المحبة مع فيض الحب.

عيشة صالحة عشت؛ وميتة صالحة مت يا أغلى الغاليات؛ فكان لك في اﻹثنتين فعل بناء مجد على اﻷرض لن ينساه الفقراء المتعبين وفي المجد السماوي بما أتيت احتجزت لنفسك مقعدا بين اﻷولياء الصالحين الذين يغتبط الرب بحضنهم حضن الأب الرؤوف…

أرقدي بسلام اﻷبرار والصدّقين خالتي الغالية؛ قد بات لي ولكل أقاربك في السماء شفيعة لأدعيتنا والطلبات ستستجب ولتضرعنا تخفيفا ﻷوجاع وآلام ارض ستشفع لنا لدى الخالق وتطلب.

إبن أختك يا أخت ماري جرمان

عنايا؛ يوم عيد القديس يوسف؛ في 19/ 3/ 2020

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *