تحية لربما لن يصح لي إلقاء سواها….

Views: 371

سليمان يوسف إبراهيم

تناوب على عمري ودفتر أيامي ثلاث نسوة؛ كن لي اﻷم في حياتي….فهنئت ولا زلت أهنأ !!

اﻷولى، تلك التي باﻷوجاع ولدتني وبدموع العين ربتني، وحين آن أوان فرحها بتضحياتها وجني يديها: غادرتني من غير أن تغادر فكري، قلبي وجداني وكل كياني الذي شكلته بما أنا عليه من عاطفة وإنسان وزوج وأب:

طوباك والدتي لما أنجزت من مسيرة دربك أما؛ من لحظة تكوني جنينا، حتى رحيل والدي في ربيع الطريق معا وما بعد… وأنا لا أزال أعايدك وكأنك لا زلت حية معنا:ﻷني في كل ما حققت ولا زلت أحقق لعيلتي ولنفسي من منجزات؛ أتنفس نسيم رضاك والثم يدك خاشعا عند كل محطة؛ شاكرا لما ربيتني عليه، كي لا يضيع جهد تربيتك بي.

أما الثانية؛ فهي الغالية اﻷخت ماري جرمان؛ خالتي الحبيبة؛ التي منذ نعومة اﻷظفار حتى اللحظة؛لم أكن أخشى إلا على خدش بلور رضاها ولو بنسيم محملا بالرمول… عذرا أيتها الغالية التي غادرتني فهوى من عنقي أيقونة عمري؛لكنك ستبقين زخيرته ما امتدت بي اﻷيام مستقيا من تعاليمك نهج حياة بين الناس وما بيني وبين ربي،مآل كل حي إلى ربه يروم رجوعا عند رحلة اﻹياب.عذرا منك أيتها الغالية التي طيفها أحاكي؛ ﻷني بواحدة من رجاءاتك خذلتك، ولم أقلع قبل رحيلك عن عادتي السيئة في التدخين!!

أحييك وإن بعد غياب؛ في اليوم الذي في مثله:اول ما كنت أفعله في غرة نهاري؛ أن أهاتفك معايدا !!

أما اليوم؛ فإني أهتف إليك صارخا: لا تنسني ….لا تنسنا… فلتبق عينك والقلب والفكر علينا من عل… ﻷني على ثقة ان دالة وشفاعة لك في عين الباري مقيمة: فلنا صلي يا حبيبة عمري.

وتالثة اﻷمهات؛ حبيبة عمري واسطة العقد بين الأمس واليوم… _وهل يحفظ عقد قوامه إن قرض وسطه؟_ التي جعلتني أنعم باﻷبوة صفة حقة، الغالية غلاء الروح: ماما لور…الحبيبة المحبة؛ وهل أغلى في حياتي من امرأة وهبتني عمرها بكل ما فيه من قوى اﻹنسان؟ بفكرها وحنانها وسهرها وبذلها والتضحيات؟

حيث أتلمس نور ربي على دروب عمري من نور عينيها وحضورها المشع في تفاصيل عمري الذي آه وآه لو أنه لا ينقضي!!!!

أيتها الغالية لور “ضوء بيتي” لا بل ضوء عمري بكل تفاصيله الذي عشنا بنيانه سوية!!

جئت تحلين في عمري اليوم، الأم اﻷم اﻷم وسطا: كما الفجر ما بين ليل ونهار …كما النور المقيم في هاجرة النهار؛نور شمسه لن تستكين تشعشع عمري ما حييت.

معك يا غالية عشت أجمع غلال العمر ومعك سنبقى نكنزها إرثا طيبا على الزمان بوجوه أفراد عيلة سنعتز ونفخر أننا ربيناهن معا ليحيين كبيرات تطللن على الحياة بوجوه صريحة تفرح قلب الحياة وأهلها متى التقى إحداهن أحد من الناس.

الشكر لفيض حبك المستمر …الشكر لطيب حضورك في حياتي: حبيبة وأما؛ رفيقة وسندا راقيا في كل مراحل عمر عشناه ولا زال مكتوب لنا أن نستمره معا!!

تحية قلبي وفكري لك أيتها الغالية الراقية؛ في هذا اليوم أعايدك راجيا فيضان الخير عليك دفق دفقات …فلربما العيد المقبل لن أكون هنا؛ ويكون شتائي قد أقلني إلى غير ربيع يا حبيبة عمري ما دام في صدري نفس وفي قلبي المتعب نبض.

عنايا؛ يوم اﻷم؛ 21/ 3/ 2020

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *