عمر الطبّاع… أرزة هوت

Views: 937

وفيق غريزي

بالأمس القريب هوت أرزة من أرز لبنان الخالد، هو الصديق الوفي الشاعر والناقد والأستاذ الجامعي الدكتور منيف موسى. واليوم هوت قامة كبيرة من قامات الفكر والأدب هو الصديق النبيل الدكتور عمر فاروق الطباع. أرزة أخرى من أرز لبنان عبثت بها رياح الموت، فاقتلعتها من تربة الفناء لتزرعها في تربة عالم البقاء، والطهر والنقاء، أرزة طاولت أغصانها الفضاء، فاستظل تحتها اجيال واجيال من طلبة الفكر والأدب والأخلاق السامية.                          

  الدكتور جمع بشخصه رجالًا عدة: الرجل الانسان، النقي، الشفاف، المحب، والرجل الأديب واللغوي الأصيل، والباحث الشمولي العميق، والرجل الوطني العصامي، وقد أغنى المكتبة العربية بعدد من الأعمال الأدبية والفكرية المتميزة بالأصالة. رحيلك يا صديقي ترك في نفسي حزنا عميقا، وفرحًا عميقًا في وقت واحد، حزنًا عميقًا لان غيابك ترك فراغًا كبيرا، وبفقدك فقدت صديقا مرجعا فكريًا وثقافيًا لا يعوض. كما كنت بالنسبة لي مثال النبل والشفافية والقيم الأخلاقية، وفرحًا عظيمًا، لانك خلعت أثواب الواقع المادي، وذهبت، نظيفا، طاهرا، بعيدا عن تلك الطغمة الفاسدة الحاكمة التي حولت جنة الله على الارض لبنان، الى وكر للصوص ، حولوا رياضه الى قحط ويباب، وجباله الى مكبات لنفاياتهم، وأنهارها الى مستنقعات نتنة، وهواءه ملوثا بأنفاسهم السامة . 

رغم حزني الكبير أقول لك: طوبى لك هذا الرحيل الى الهنالكات حيث تلتقي بأخوة سبقوك الى عالم البهاءات، فهناك لا لصوص ولا فاسدين، ولا اوثان يعبدها الاغبياء، يا هناك النقاء الكلي، والطهرانية الكلية، قرب خالق الاكوان – المطلق،  ومن علياءك ايها الصديق، صلِ من اجل إنقاذ لبنانك الحبيب من أيدي الشياطين، ليعود لبنان جنة الله في ارضه، ويرتع فيه ابناؤه بالحرية والكرامة ورغد العيش.

 رحمة الله عليك ايها الصديق الأحب، واسكنك فسيح جناته وما تركته من ذخائر فكرية وأدبية ستزهر ورودًا واقحوانا في عقول ونفوس الاجيال الآتية…

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *