“قوة الشفاء في الفاكهة” (3)…الإجاص Pear  الدواء المعجزة لمحاربة الكولسترول

Views: 1059

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها “قوة الشفاء في الفاكهة (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة الثالثة.

 

د. أماني سعد ياسين

مكوناته

 يحتوي الإجاص على نسبة جيدة من الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية لسلامة الجسم كالفيتامين E الضروري لسلامة القلب والدورة الدموية، ففي الحصة الواحدة منه أي ما يوازي حبة متوسطة الحجم من الإجاص 0,9 ملغ من الفيتامين E، كما يحتوي على نسب لا بأس بها من الفيتامين A بصورة بيتاكاروتين والفيتامين C ومجموعة الفيتامينات B، أما من الأملاح المعدنية فهو يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم (255 ملغ في الحصة) والحديد والفوسفور والكالسيوم والزنك. 

كما يحتوي على الألياف بنسبة كبيرة (3,7 ملغ في الحصة) وأهمها البكتين وألياف الليجنين (Lignin)، وهذه الأخيرة هي التي تميِّز الإجاص وتضاعف من قدراته على التخلص من الكولسترول. 

ومن العناصر المهمة التي يحتوي عليها الإجاص عنصر البورون (Boron) الذي تشير الدراسات إلى دوره الفاعل في حفظ سلامة العظام والمفاصل وأيضاً الدماغ! 

الإجاص أو الكمثري شجر مثمر من الفصيلة الوردية قد يصل ارتفاعه إلى حدود العشرين متراً. 

أنواعه كثيرة متفاوتة في الطعم واللون والشكل، فمنه الأصفر والأحمر والأسود ومنه الكبير والصغير. 

وحين نذكر الإجاص سريعاً ما يتبادر إلى ذهننا الأخ الشقيق له أي التفاح، إذ إن هذا الأخير يشبهه إلى حدٍّ بعيد في الشكل والفائدة، إلا أن الإجاص أغنى منه في محتواه من الفيتامينات والمعادن.

 

الإجاص المحارب للكولسترول 

قد يظن الكثيرون أنه، أي الإجاص، أشبه بالتفاح مما هو بكوب من حبوب الفاصوليا إذ ما الرابط بين هذا وذاك؟!

لكن يظهر أن الإجاص – كما الفاصوليا – يحتوي على نوع خاص من الألياف ذات الفعالية الكبيرة في التخلص من الكولسترول وخفض مستواه في الدم. فالإجاص يحتوي على الليجنين (Lignin)، وهي نوعٌ من الألياف غير القابلة للذوبان (insoluble fiber) تساعد بشكل خاص على دفع الكولسترول خارج الجسم، فهي تلتقط جزيئاته في الأمعاء الدقيقة قبل أن يتم جذبها إلى مجرى الدم، ولأنها، أي ألياف الليجنين، لا تخترق جدار الأمعاء فإنها تذهب مباشرة إلى الخارج آخذةً معها الكولسترول الضار؛ وهي بذلك تُقلِّد فعل أشهر الأدوية المخفِّضة للكولسترول أم أن الصحيح أنه هو الذي يقلِّدها!!؟ 

تقول د. كامير البروفسور المسؤول في قسم التغذية في جامعة ماين Maine في أورونو Orono إنه «بسبب الليجنين، يعتبر تناول الإجاص على نحوٍ منتظم عاملاً هاماً في تخفيض مستوى الكولسترول» وإنه بحسب قول الدكتورة كامير «ليس هناك الكثير من الفواكه التي تماثل الإجاص في محتواه من الليجنين».

 

المركّبات الدوائية الفعّالة 

Vitamin E Boron 

Vitamin C Lignin 

Potassium Pectin 

Phosphorus Zinc 

كما يحتوي الإجاص أيضاً على نوع آخر من الألياف يُدعى البكتين (Pectin) وهو من الألياف القابلة للذوبان تذوب في الأمعاء مكوِّنة مادة لزجة (gel–like)، وهذه المادة هي التي تضاف عادة للعصائر والمربيات لكي تساعدها على أن تجمد وتصبح هلاماً (jelly) ..

ويتحول البكتين في الأمعاء إلى مادة تشبه الهلام (jelly) بعد امتصاصه لمقادير كبيرة من الماء، ما يمنع بالتالي من عبور الكولسترول والأملاح الصفراوية من داخل الأمعاء إلى مجرى الدم.

 

الإجاص والتنحيف 

إذا جمعنا الألياف الموجودة في إجاصة واحدة نحصل على 4 غرامات من الألياف، وهذا يوازي تقريباً ما نحصل عليه من تناول وجبة صباحية من الحبوب الكاملة مثل رقائق الشوفان أو مافن معدّ من نخالة القمح، من هنا فإن تناول إجاصتين فقط يؤمِّن 32-% من الحاجة اليومية للألياف. 

والألياف ضرورية لا بل أكثر من ضرورية في أي نظام غذائي منحِّف لأنها، أولاً، فقيرة بالكالوري، ثانياً، وهو الأهم أنها تمنح الإحساس بالشبع، ثالثاً، أنها تساعد على التخلّص من الكولسترول، ورابعاً، أنها تساعد على الهضم.

 

الإجاص واضطرابات الجهاز الهضمي 

يوصف الإجاص في معالجة اضطرابات الجهاز الهضمي ككل، فهو حاوٍ للبكتين (Pectin)، وهي ألياف قابلة للذوبان تدخل في تركيب العديد من أدوية معالجة الإسهال لدى الصغار والكبار. 

أما في حالات الأشخاص المصابين بالإمساك فإن غنى الإجاص أيضاً بالألياف غير القابلة للذوبان، يساعد على امتصاص كميات كبيرة من الماء وتسهيل عبور الفضلات وبالتالي التخلص من مشكلة الإمساك المستعصية وكل ما ينتج عنها من مشاكل كالبواسير والتشقق (Fissure)  وغيرها… 

كما يؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة الإصابة بسرطان القولون نتيجة تسريع عبور الفضلات وبالتالي منع تماس المواد المُسرطِنة والمهيّجة للغشاء الداخلي للمعدة والأمعاء لمدةٍ طويلة من الزمن.

 

الإجاص مُقوٍّ للعظام!! 

في العادة لا نفكّر بالإجاص كمقوٍّ للعظام إلا أنه يحتوي على عنصر البورون (Boron) الذي بيَّنت الدراسات الحديثة أنه من العناصر الأساسية لسلامة جسم الإنسان، وأن له دوراً مهماً في حفظ العظام والمفاصل سليمةً وقوية. وهذا له الأثر الأكبر وبخاصة لدى النساء اللاتي بلغن سن اليأس ويُخشى عليهن من الإصابة بترقق العظام (Osteoporosis). 

وإذا عرفنا أن هذا المرض يؤدي إلى 300,000 حالة إصابة بكسر في الورك

 (hip fracture)  و700,000 إصابة بكسور في العمود الفقري و250,000 إصابة بكسور في عظام مرفق اليد (wrist fractures)  كل سنة في الولايات المتحدة الأميركية، لأدركنا أهمية الوقاية منه وأخذ جميع الاحتياطات اللازمة في هذا الشأن!! 

في دراسة أُجريت على عدد من النساء اللاتي بلغن سن اليأس، حيث خضعن لنظام غذائي فقير بعنصر البورون (في حدود 0,20 ملغ يومياً) لمدة 119 يوماً ثم بعد ذلك مكملاً غذائياً (supplements)  على شكل أقراص عيار 3 ملغ من البورون يومياً لمدة 48 يوماً. 

وقد تبيّن فيما بعد أن النساء عانيْنَ من خسارة متزايدة للكالسيوم والمغنيزيوم من أجسامهن في أثناء تناولهن هذا النظام الغذائي الفقير بالبورون. أما حين أُضيف البورون إلى غذائهن فقد توقفت خسارة الجسم للكالسيوم والمغنيزيوم في البول بصورة لافتة. واستنتج الباحثون أن إضافة عنصر البورون بكميات كافية (3 ملغ يومياً) إلى الغذاء له تأثير لافت في الوقاية من خسارة الكالسيوم وترقق العظام لدى النساء في سن اليأس. 

لذا، فهو يوصف كمكمِّل غذائي لتدعيم صحة وسلامة العظام والمفاصل وخاصةً لدى السيدات. 

وتحتوي الإجاصة الواحدة على (0,3) ملغ من البورون وبما أن الحاجة اليومية للبورون هي 3 ملغ لحفظ العظام سليمةً وكذلك الذهن فإن تناول 5 حصص يومياً على الأقل من الفاكهة والخضار المتنوعة بما فيها الإجاص يؤمِّن بالطبع احتياج الجسم من البورون.

 

الإجاص مقوٍّ للذاكرة؟!! 

ما هو غير معروف عن الإجاص أنه مقوٍّ للذاكرة والتركيز، وذلك بسبب غناه بمادة البورون. ففي دراسة أُجريت على الإنسان خضع المشاركون أولاً لنظام غذائي فقير بعنصر البورون ثم أعقب ذلك إعطاءهم البورون كمكمل غذائي بمقدار 3 ملغ يومياً، أظهرت فحوصات النشاط الكهربائي للدماغ (electro encephalograms) تحسناً ملحوظاً في نسبة الوعي والتيقظ والتفاعل مع المحيط، كما لوحظ أيضاً تحسّن لافت في القدرة على التركيز والذاكرة بعد إضافة البورون إلى الغذاء. 

والمهم أننا لسنا في حاجة إلى كميات كبيرة من البورون لنحصل على عظام متينة وذاكرة قوية، بل يكفي لذلك مقدار 3 ملغ يومياً أو ما يعادل 5–6 حصص من الفاكهة، وأهمها الإجاص الذي تحوي الواحدة منه 0,3 ملغ من البورون. 

 

كيف تحصل على أفضل النتائج؟ 

أولاً: يجب أكل الإجاص من دون نزع قشرته الخارجية فأكثر الألياف المفيدة موجودة في القشرة، وبهذا نحصِّل الفائدة المرجوة من تخفيض مستوى الكولسترول في الدم. 

ثانياً: يجب أن يؤكل الإجاص طازجاً وذلك للإفادة من جميع الفيتامينات والمعادن الموجودة فيه.

 

وصفات صحِّيَّة لذيذة 

سلطة الديك الرومي (الحبش) مع الإجاص 

المقادير 

* 4 حبات إجاص متوسطة الحجم 

* ½ كيلو ديك رومي مدخّن مقطّع شرائح رفيعة 

* ملعقتا طعام خل عنب أبيض أو خل الأرز 

* 4 ملاعق صغيرة زيت زيتون 

* ملعقة طعام عسل 

* ملعقتا طعام حبق طازج 

* رشة فلفل أسود 

طريقة التحضير 

–يُقطع الإجاص طولياً إلى أربعة أقسام. تُزال البذور ثم يُقطع كل قسم إلى شرائح (2–3) بالطول. تُرتّب في وعاء مسطّح مخصّص للتقديم ويوضع فيما بينها شرائح من الديك الرومي المدخّن بشكل متداخل شريحة من الإجاص تليها شريحة من الديك الرومي. 

–في وعاء صغير يُمزج الخل الأبيض مع زيت الزيتون والعسل. يُضاف الحبق المفروم إلى المزيج مع التحريك المستمر ويُضاف فوق السلطة مع إضافة الفلفل الأسود. 

بودينغ الفواكه الخريفي 

المقادير 

* 3 إجاصات ناضجة مقشرة ومقطعة 

* 3 حبات موز ناضجة مقطعة 

* تفاحة مقشرة ومقطعة 

* 6 حبات تمر مهروسة 

* ملعقتا طعام كشمش أسود 

* ½ كوب جوز الهند (مبروش) 

 كوب حليب 

* ملعقتا طعام عصير برتقال طازج 

طريقة التحضير 

  1. امزج الموز المقطّع جيداً مع عصير البرتقال حتى يصبح مزيجاً متجانساً. أضِف الإجاص والتفاح المقطّع إلى قطع صغيرة. 
  2. أضِف التمر والكشمش الأسود وبرش جوز الهند إلى مزيج الموز. 
  3. أضِف الحليب إلى مزيج الفواكه مع التحريك المستمر إلى أن يصبح عندنا بودينغ متماسك ولذيذ يحبّذه الصغار إضافة إلى الكبار كطبقٍ مميّز على الإفطار.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *