“قوة الشفاء في الفاكهة” (12)…التين… دواء عظيم لبناء العظام وتقوية ذاكرة الطلاب والمفكرين

Views: 1025

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها  “قوة الشفاء في الفاكهة” (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة الثانية عشرة.

 

د. أماني سعد ياسين

 

يحتوي التين على نسبة عالية من المواد السكرية تصل إلى حدود 18-% في التين الطازج، أما في التين المجفّف فقد تصل إلى 62-% تقريباً، هو غنيّ بالسعرات الحرارية، إذ إن مئة غرام من التين تؤمن للجسم ما يقارب 88 سعرة حرارية، وتزيد هذه النسبة فتصبح 300 سعرة حرارية في التين المجفّف.

ويحتوي التين على نسب جيدة من الفيتامينات كالفيتامين A ومجموعة الفيتامين B وخاصة الفيتامينات B6, B5, B3. كما يحتوي على كميات مرتفعة من الأملاح المعدنية الأساسية كالحديد والكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والمغنيزيوم والنحاس، ويُعتبر التين المجفّف أغنى المصادر النباتية بالكالسيوم حيث تحتوي الحصة الواحدة منه، ما يوازي 5 حبات تين مجفّف، على 250 ملغ تقريباً من الكالسيوم، أي ربع حاجة الجسم من هذا العنصر الهام. كما أنه أيضاً الأغنى بالحديد حيث تحتوي نفس الكمية (5 حبات تين مجفّف) على 4,2 ملغ من الحديد، وهي نسبة مرتفعة جداً، وخاصة إذا ما عرفنا أن حاجة الجسم اليومية للحديد هي 18 ملغ يومياً.

 

المركّبات الدوائية الفعّالة

Calcium                                  Fiber  

Magnesium                    B–complex vitamins

Phosphorus                        Vitamin K

Potassium                                   Zinc   

Iron  

 

لذا يُعتبر التين من أغنى المصادر الغذائية بالفيتامينات والأملاح الأساسية الضرورية لبناء الجسم السليم. ويوصف التين وخاصة اليابس منه للأطفال في طور النمو وللأشخاص النحيلين والناقهين والرياضيين وللنساء الحوامل والمرضعات ويُمنع عن الأشخاص المصابين بالسمنة ومرض السكري لاحتوائه على كميات كبيرة من السكر المحظور على هؤلاء.

 

في الطب القديم

عرف الأطباء الأوائل فوائد عديدة للتين منها أنه يعالج الإمساك المزمن المستعصي، ويفيد في علاج التهابات الجهاز التنفسي، ويكافح السعال ويخفِّف استعمال منقوع التين غرغرةً من الآلام الناتجة عن التهاب الحلق والبلعوم، كما يفيد الفجّ منه في علاج الثآليل والبهق ويُنضِج الدمامل (إذا استعمل بشكل ضمادٍ موضعي).

في الطب الصيني

يستفاد في الصين من التين لعلاج الديزنطاريا (desentery) والالتهابات المعوية (Enteritis).

 

التين مخفِّض لضغط الدم وواقٍ من الجلطات

يعود هذا التأثير إلى غنى التين بالبوتاسيوم، وهو العنصر الأساسي لحفظ سلامة القلب والشرايين، ولقد بيّنت الدراسات العديدة أن الأشخاص الذين يستهلكون أغذية غنية بالبوتاسيوم لديهم ضغط شرياني أقل مقارنة بغيرهم. ليس هذا فقط، بل إن هؤلاء لديهم نسب أقل من الإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية.

ويعمل البوتاسيوم على خفض ضغط الدم الشرياني بطرق عدة.. أولاً، يمنع التصاق الكولسترول الضار (LDL) على جدار الشرايين، فيمنع بالتالي تصلُّب هذه الشرايين وتضيّقها. ثانياً، يساعد على دفع الملح الفائض من داخل الخلايا ما يؤدي إلى حفظ سوائل الجسم في حالة من التوازن، وبالتالي حفظ ضغط الدم في حدوده الطبيعية.

وتحتوي الحصة الواحدة أي ما يوازي حبتين من التين على 220 ملغ من البوتاسيوم في حين يصل مقدار البوتاسيوم في الحصة الواحدة من التين المجفّف (أي 5 حبات تقريباً) إلى حدود 970 ملغ أي أكثر من ثلث حاجة الجسم من هذا العنصر الضروري والهام.

كما يحتوي أيضاً على نسبة عالية من الألياف (Fibers)، فثلاث حبات من التين، طازجة أو مجفّفة، تحتوي على 5 غرامات من الألياف أي ما يوازي 20-%، أي خُمس حاجة الجسم منها.

ولقد أثبتت دراسة أُجريت في جامعة هارفارد على 43,757 رجل، ما بين 40–75 سنة من العمر أن أولئك الذين يستهلكون كمية أكبر من الألياف انخفضت لديهم نسبة الإصابة بالذبحة الصدرية إلى النصف تقريباً!

 

التين مقوٍّ ومنشِّط عام

إن التين المجفّف هو الأغنى بالكالسيوم والحديد والمغنيزيوم وتحتوي الحصة الواحدة منه (5 حبات) على 250 ملغ من الكالسيوم أي ربع حاجة الجسم و80 ملغ من المغنيزيوم (ربع حاجة الجسم) و4,2 ملغ من الحديد (الربع تقريباً) و970 ملغ من البوتاسيوم (أكثر من الثلث) و89 ملغ من الفوسفور.

من هنا، فهو يعتبر غذاءً مثالياً، إضافة إلى كونه مقوٍّ ومنشِّط عام، يوصف خصيصاً للرياضيين والعمال والطلاب لغناه بالفوسفور والمغنيزيوم والسكريات السهلة الأيض على مستوى الخلايا وأيضاً لغناه بالطاقة، إذ تحتوي المئة غرام من التين الطازج على 88 وحدة حرارية في حين يحتوي المجفّف منه (100غ) على 300 وحدة حرارية تقريباً، لذلك يجب على المصابين بالسمنة ومرض السكري الامتناع عن تناوله.

كما تحتوي الحصة الواحدة من التين المجفّف (5 حبات) على ما يقارب 90 ملغ من الفوسفور (Phosphorus).

وتبيّن دراسات عديدة أن إعطاء الرياضيين أقراص الفوسفور لعدة أيام قبل المسابقات يحسّن أداءهم بشكل ملحوظ. وقد أظهرت إحدى هذه الدراسات أن تناول الأغذية الغنية بالفوسفور قد حسَّن مستوى الأداء لدى الرياضيين الذين كانوا يخضعون لنظام غذائي فقير بالسعرات الحرارية.

 

التين باني العظام اللذيذ

لعل أهم ما يحتويه التين (وخاصة التين المجفّف) هو الأملاح المعدنية الأساسية لبناء عظام قوية ومتينة للكبار والصغار على حدٍّ سواء.

ويحتوي التين المجفّف على نسبة عالية من الكالسيوم بل هو أحد أغنى المصادر النباتية بالكالسيوم، إذ تحتوي الحصة الواحدة منه (5 حبات) على 250 ملغ أي ربع حاجة الجسم اليومية. كما تحتوي نفس الكمية منه على 80 ملغ من المغنيزيوم الضروري أيضاً للمحافظة على كثافة العظام ومنع ترقّقها.

وهذا ما أيّدته دراسات عديدة أُجريت على عدد من النساء في مرحلة سن اليأس، وقد بيّنت هذه الدراسات أن إعطاء المغنيزيوم لهؤلاء السيدات زاد من كثافة الكتلة العظمية لديهن بنسبة ملحوظة.

والتين هو بالفعل بانٍ للعظام إذ تحتوي 5 حبات من التين المجفّف على ربع حاجة الجسم اليومية من الكالسيوم والمغنيزيوم، وما يقارب ثلث حاجة الجسم اليومية من النحاس والمنغنيز الضروريين أيضاً لحفظ قوة وصلابة العظام.

من هنا، يُنصح بتناوله للصغار وللكبار، الصغار الذين هم في طور النمو والكبار المعرّضين للإصابة بترقق العظام، فكلاهما يحتاج إلى جميع العناصر اللازمة لبناء العظام وحفظها قوية ومتينة ولمنع ترقق وتفتُّت هذه العظام لدى كبار السن وبخاصة لدى السيدات ما بعد مرحلة انقطاع الطمث حيث الخطر الأكبر للإصابة بمرض ترقق العظام (Osteoporosis).

فإذا ما أضفنا غنى التين بالبوتاسيوم الحامي للقلب والمخفِّض لضغط الدم الشرياني وكذلك بالألياف المفيدة أيضاً للقلب وللجسد ككل، عرفنا أن تناول بضع حبات من التين المجفّف هو دواء لا مثيل له لحماية أحبائنا من أخطار عديدة تتربّص بهم في هذه المرحلة العمرية الحساسة.

 

التين المجفّف مقوٍّ ومنشِّط للذاكرة

وهو يفيد خصوصاً الطلاب والمفكرين والباحثين لما يحتويه من ثروة كبيرة من الفوسفور والمغنيزيوم ومجموعة الفيتامين B وخاصة المجفّف منه، ومعروف ما لهذه العناصر من قدرة على تحفيز قدرة الدماغ وتنشيط الذاكرة ورفع مستوى الإدراك خصوصاً وتنشيط البدن ومحاربة التعب والكسل عموماً.

وليس من المستغرب أبداً أن الطلاب في فترة الامتحانات يكثرون من تناول أغذية خاصة كالتين المجفّف والزبيب والجوز وغيره، فلذلك آثار كبيرة جداً في تحفيز وتنشيط الذاكرة وتقوية عمل الدماغ ما يؤثِّر إيجاباً على نتائج وقدرات الطالب.

 

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

  • التين بديل للسكر!!

قد لا يُحبِّذ بعض الناس طعم التين الشديد الحلاوة، وعلى العكس فإن البعض يعتبره من أطيب وألذّ المأكولات!

لقد استفاد الآشوريون من هذه الخاصية واستعملوا التين كمُحلٍّ (sweetener) منذ سنة 3000 ق.م (قبل الميلاد).

أما في عصرنا الحالي، فقد يكون من الأفضل العودة إلى التين للاستفادة منه كمُحلٍّ بدل السكر المكرّر الضار والذي ليس له أي فائدة على الإطلاق.

فهل هناك أسهل من أن نضيف التين المجفّف والمطحون أو المقطّع كمصدر مهم للألياف والأملاح المعدنية الضرورية إلى الأغذية التي تحتاج للتحلية كحبوب الفطور (cereals) والكيك (cake) والخبز والبريوش وغيره..؟ وهذا ما يحصل حالياً في بعض الدول المتطوّرة..

 

وصفات صحِّيَّة لذيذة

سلطة التين بالجبنة

سلطة لذيذة غنية بالبروتين والكالسيوم والفوسفور والحديد والفيتامينات A وD، لذا فهي تساعد على بناء الأنسجة والعظام.

هذا الطبق سهل التحضير ولكنه غني ومهم للأطفال في طور النمو وللكبار الذين يخشون الإصابة بترقق العظام وفقر الدم.

المقادير

*12 حبة تين أسود

*4 ملاعق خل بلسمي

* ملعقة طعام زيت زيتون

* عصير ليمونة حامضة

* بضعة أوراق من الزعتر الأخضر

* بضعة أوراق من النعناع

* بضعة أوراق من الروكا (الجرجير)

*200غ جبنة بيضاء (بلدية أو دوبل كريم أو موزاريلا)

* رشة ملح

طريقة التحضير

–تُحضّر حبات التين، تُنزع أعناقها وتُقطّع إلى 4 أجزاء ثم توضع في وسط طبق التقديم.

–يُمزج الخل والزيت مع عصير الليمون الحامض والملح ويُرش المزيج فوق حبات التين المقطّعة. يُترك الطبق جانباً لمدة نصف ساعة حتى تتشبَّع حبات التين بالصلصة.

–تُقطّع الجبنة إلى شرائح دائرية أو مربعة (حسب القالب) وتُصفّ على جوانب التين.

–تُقطّع أوراق الروكا والنعناع والزعتر الأخضر إلى قطع متوسطة الحجم وتُرش فوق الجبنة على جوانب الطبق.

–تُحفظ السلطة في البراد إلى حين موعد التقديم.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *