يوم زار الله هذا العالم

Views: 863

إقبال الشايب غانم 

قام المسيح عظيمًا بعد أن صلب ومات  عظيمًا.  لم يكن ضعيفا، بل كان أول ثائر في العالم.. وأول منتفض في تاريخ البشرية على ظلم ذوي القربى، ومن كان يجرؤ على ذلك قبلا وحتى اليوم، وأول قائد حراك ضد الفساد والفاسدين واضعًا أسس العدل على الأرض ..

أتى السيد المسيح وقلب الطاولة على الجميع خارجًا وداخلا..

كيف لابن نجار وقبل ألفي سنة وفي رقعة صغيرة من الأرض، وفي بيئة متواضعة،عائلة ومالا وعلمًا، أن يتطرق إلى مسائل شائكة وقضايا أساسية في تكوين المجتمعات والأقوام والأفراد!؟ الكثير من الفلاسفة والمفكرين كتبوا ونشروا وانتشروا ثم ما لبثت أفكارهم أن زالت وانقرضت وتخطاها الزمن واختفت.. والسيد المسيح الذي لم يرفع سيفًا، لم يحمل قلما، ولم يخلد أثرا منشورًا، استطاع فقط من خلال شخصه أن يخلد رسالته وتستمر أقواله وأفعاله حية حتى اليوم؟!

هذا السؤال يدفعنا للغوص أكثر في طبيعة المسيح الالهية..

هل هي صدفة أن تواكب ثلاثية الآب والابن والروح القدس مدة الثلاث سنوات التي بشّر خلالها برسالته السماوية وطرح فيها مبادىء الحياة الانسانية والاجتماعية، وشرح فيها فلسفة الوجود والموت، وأجاب عن تساؤلات عبور الإنسان من خلال الموت الى الحياة الأبدية … وهل هي صدفة أن يقوم المسيح من الموت الجسدي بعد ثلاثة أيام!! ولا ننسى ثلاثة أيام وجوده في الهيكل ومن ثم العثور عليه.. وفي ثلاثة أيام يقيم الهيكل بعد هدمه..

واذا أضفنا ثلاثية  مريم البتول ويوسف النجار الأب ويسوع المسيح الابن.. ولا ننسى ثلاثية تجاربه مع ابليس.. كل تلك الثلاثيات هي تأكيد ونهل من ثلاثية الآب والابن والروح القدس إله واحد  آمين وعلى نية هذه الثلاثية يُعمَّد المسيحيون..

حتى من أنكر عليه طبيعته الإلهية من مفكرين وقادة ديانات أخرى اعتبروه أعظم مصلح اجتماعي ومعلم روحي.

قال فيه غاندي: عاش عظيما ونطق عميقا..

جوزف كلاوستر الباحث اليهودي قال: من المعترف به عالميًا أن المسيح علّم أطهر وأصدق قيم، مما وضع كل المفاهيم الروحية لحكماءالمفكرين في مرتبة دنيا…

المفكر الملحد ويل دورانت قال: لو قال أحد في العصور الحديثة ما قاله المسيح في حقوق الفقراء والعبيد والزناة والمنبوذين لوضع في السجن ونال اقسى عقاب..

وقال الباحث الملحد والاستاذ في كامبردح C S Lewis: إن ادعاءات المسيح بأنه الله -أنا هو-وسط جو يهودي متشدد ومتعصب ومشكك اذ ظهر لهم فجأة قائلا: أنا هو الطريق والحق والحياة.. اغفر لهم ذنوبهم لأنهم لا يعرفون مايفعلون.. كل هذا لا يمكن أن يكون قد  صدر عن مرشد روحي أو قائد ديني.. فما طرحه المسيح هو عميق جدا وجذري جدا لا بد أن يكون خلفه انسان حقيقي من جهة وخارق غير عادي من جهة أخرى.. وبعد بحث حثيث وتدقيق عميق في الكشف عن الحقيقة يقول لويس: لا نستطيع أن نقول الا أن المسيح هو الله المتجسد .

لو لم يكن الها، بغض النظر عن المعجزات والعجائب واقامة الموتى وغيرها، كيف لابن نجار بهذه الفلسفة العميقة التي جعلت ألدّ الأعداء من اليهود يعترفون بقدراته المذهلة ويدهشون لقدراته الخارقة… كل ذلك يجعل الملايين يعتقدون أن الله زار هذا العالم بجسد إنسان… وقد أكد على ذلك الكاتب والمؤرخ إرنست رينان…

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *