قراءة في “ماذا لو تصالحت” لسميّة تكجي

Views: 876

محمد  جبران 

(ناقد- مصر)

 

ماذا لو تصالحت مع التعاسة …

بل أبعد  ذلك …

ماذا لو وقعت في غرامها…

ألفت وجهها الكسول

 روضت نبضك على ايقاعاتها الرتيبة.

ربما  الأمر ليس  بهذا السوء …

للتعاسة وجوهها الأنيقة

 البعيدة  عن الفوضى

توضب لك الوقت  مسبقا

 في علب  خالية من دسم الدهشة

 تحافظ فيه على منسوب منتظم من الأدرينالين،

 وقد تجعل منك رساما واقعيا تضمخ ريشتك في وعاء النهارات و الليالي…  ترسم …و ترسم  فواكه ناضجة

و ابتسامات ساخرة  تصلح للكوميديا السوداء

تجعلك لا تحلم كثيرا ، و إذا اشتقت للأحلام  ،،، قد تكتب قصاصات  بحبر أحمر تهديها إلى نفسك…

و تتعود  أن ترى  القمر بالأبيض و الاسود …

تتعود ان لا تتعجب أن رميت حصاة  في الماء و لم تحدث  دوائر  …!!! 

هو تعوّد…  نوع من (كريب) مزمن لا يعتمد  المواسم

 يبحث أبدا  عن لقاح مفقود

 و يتلذذ بالبحث عنه …

حالة منك كقطعة من كبدك  تكبر داخلك ،  تصبح كالخوف النبيل  ، لا تطرده منك ..كأنك تستأنس بسجنه داخلك…

 و لا تواجهه كأنك تستأنس بالهروب منه  …!!!

سميّة تكجي

 

***

قراءة أدبية

الضوء الذي يأتي من النجوم يجعل الظل مساويا للجسم …والضوء الذي ينبعث من النار يجعل الظل أكبر من الجسم ….

وماذا أيضا ….!؟

الظلال جميعها هي نتاج عمليات التحريف التي تسير وفق قوانين المنظور …

وأيضا …ماذا …

شيطنة الظل …الذي هو عدو متخيل ..للهامشي والساكن المضمر عندما يعصف ويتبأور بتمركز فعال ومنفعل …وللنص …

ثنائية الضوء والظل ….

قد تكتب قصاصات بحبر أحمر وتهديها لنفسك ….

وتتعود أن ترى الشمس بالأبيض والأسود …

ستتعود ألا تستعجب أن رميت حصاة في الماء ولم تحدث دوائر …

 

هناك ضربان من الخيال كما تقول أسفار الصور …

خيال أولي …وخيال بدائي …

 

الخيال الأولي ..خيال نزوعي لتراكمات وراثية ..لا تخلو منها روح كائن …وخيال ثانوي ..خيال أبداعي ..فيه تجنح الأبدالات لدوامة الطرح والنبذ والأضافة والكسر والتحجيم …والقصم والتفخيم …محاولة أحياء الكيفيات المتجاورة والمتجاورة آباط المتغير والمثور …

التداعي بقانون التردد …والمعتمد على استدعاء الصور بالمدرك والقافز والناهض للأستمساك بكف الذاكرة

وقانون الحداثة …وهو ما يعتد ب الأسر والأنهض حظا في الخضوع والخنوع للكتابة بالكثير من الأزاحة للأبق والمتكهف ….

أنا قرأت هذا النص بمزاج خاص بعيد عن قراءات المجاز …

قراءة لا تلضم سابقها بسابقها ..ولا تأخذ بتاليها عن تاليها …قراءة تبحث في كيف كتبت متلازمة الظل والضوء وكيف دار الحوار …..

استمتعت للغاية بالنص ….

ولي بعيدا عن التعليق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص قد جنح للعدو كثيرا …كان يحتاج لدعة المظلل والمشجر قليلا ..ثم يعاود الركض …هذا فضلا عن أنه أغوى الأبل بأشجار الأثل….

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *