عطر السعادة ولونها
وسام سري الدين
قال :
_أين سعادتكِ أنتِ؟
قلتُ :
_السعادةُ ليسَت راحةً أو لذّةَ جسدٍ مؤقّتةً.. السعادةُ ليست في المالِ والمقتنياتِ وكثرةِ الممتلكاتِ، ولا في قيمةِ ما تملكُ خارجَ ذاتِك.. السعادةُ تحيا لديك في داخلِكَ، وهي أن تستطيعَ إخراجَ ما بقلبِكَ من قدرةٍ على الابتسام، رُغم كلّ المآسي.. وأن ترى عينُكَ الأجملَ داخلَ الجميلِ والقبيح.. وأن تسامحَ، وتجدَ وتجاورَ مَن يسامحُك.. وتفرحَ بمن ينتقدُك ليصحّحَكَ.. السعادةُ في التفكيرِ بالأفضلِ والعملِ لأجله، والوعي، وإهمالِ المشكّكينَ بطاقتِك الخلاقةِ.. السعادة ان يكون المستقبل طيّعًا وإن كنت لا تملكُه، وان تُقبِل إليه حاملًا ما بقلبِك من فرحِ الأطفالِ وتحليقِ الطيورِ وجمالِ الأزاهير.. وهي في ألّا تعجَزَ عن تقليب الصفحات بدون حزنِ الجلادين.. وترضى بروحٍ حُرّةٍ من قيدِ الأحكام المسبَقة، فلا سعادة راكدة مع الخوف..
نعم جزءٌ من السعادةِ موجودٌ في الصحّة، ودفء الشتاء، وبردِ الصيف، ونومِ الصباحاتِ، وسهرِ الليالي، وضمةِ حبيبٍ، ومتعةِ رحلةٍ واستجمام، وكلامٍ حلوٍ وطعام.. إنّها في أن تعلّمَكَ الحياةُ، وتكونَ طالبًا مجتهدًا وتتعلّمَ، وأن يهذّبَك ربّك وأولياؤكَ فتلينُ وتتأدّبُ، وتوجزُ وتكتفي وتهدأ.. وتهربُ فلا يلتصقُ بك ما يزعجُك، ولا تزعجُ مَن حولك، وتتخفّفُ من ثقلِ همّكَ ومن طمعِ نفسك ومن فضولِ حواسِك.. (https://www.blazeair.com/) وأن تعقلَ ما حولَك، وتتجرّأَ في قولِ الحقّ، وفي أن تعيشَ البساطةَ والعطاء بفرح.. فالسعادة للصادقين ثوبًا، وللعاملين ضوءًا وخيرًا ودفئا، وللقابضينَ على النور جمالًا لا يوصَفُ بالكلام.. السعادةُ مَحبّةٌ يانعةٌ منتشرةٌ عالقةٌ في ذرّاتِ الكون، ولها عطرٌ ولون…