قصائد السماء وغربة الحنين… قراءة في شعر ندى نعمة بجاني

Views: 916

جوزاف ياغي الجميل

 

المَحَبَّةُ يا صَديقي لا تَمْرَضُ، وَلا الصَّباحُ يَموتُ

هِيَ الدُّنْيا تَعيشُ وَتَشيدُ .. وَالنّورُ مِنَ السَّماءِ يَميدُ

إِنَّما نَحْنُ لا نَعْلَمُ كَيْفَ نَأْتي وَمَتى نَعودُ

فَلْنَزْرَعْ في قُلوبِنا سَلامًا.. يُبارِكُهُ الإِلهُ الوَحيدُ…

نَدى نعمه بجّاني- لبنــان – مِنْ ديوان ” غُـرْبَـةُ الحَنين” .

 

 

بين غربة الحنين والحب عبق إله. إله يسير على المياه. يقيم الموتى، يبارك الصوت. وصوته كلمة ترقى على الشفاه.

غربة الحنين ديوان للصديقة ندى نعمة بجاني. والصداقة بيننا نعمة من الله، بها أباهي، إلى أن يقضي الله أمرا كان مكتوبا.

قلبك، صديقتي الشاعرة، عنوان المحبة التي لا تشيخ، ولا تمرض، لأنها رمز القيامة والحياة.

المحبة والصباح ، في قاموسك، صنوان. هي تقرأ الإشراق، فيعلنه الصباح.

أردت الحديث عن شعرك فتحدثت عنك. ولم أخرج عن الموضوع. شعرك هو أنت. وأنت القصيدة، التي تضيق بها الكتب الشقراء.

المحبة والشعر واحد. والله شاعر أبدع الوجود في قصائد السماء.

المحبة والغربة واحد. لأن المحب غريب في عالم الأحقاد والأنانيات الصماء.

كيف أقرأ شعرك، صديقة الندى، ولا أقرأ ندا السماوات؟

وهل أستطيع تشريح الوردة، كي أكتشف فيها الجمالات؟

تنادين بالسلام رسالة. والسلام في قلبك أبيات لها قواف غواف حالمات.

غربة الحنين حنين إلى رجل المستحيل. والحنين في شعرك مفتاح لآيات وآيات.

يهب الروح/ الريح حيثما يشاء. لا نعرف مبتداه، ولا أعماق النهايات.

في قصائدك الحب، والرب ، وأحلام الجنون.

في قصائدك الناي يموج زقزقات على الغصون.

وفي الجمالات الشقراء ترحلين.

تسافرين بنا، إلى شواطئ لا حدود لها. نصل نحن، نلقي المراسي، ولا تصلين.

شعرك سفر دائم. وشوقنا انتظار.

غربة حنينك رسالة من الله إلى الوجود.

حنين غربتك في قلوب العاشقين سجود.

فماذا تنتظرين؟

إذا المحبة أوحت إليكم، فصدقوها. وصدقوا أن الشعر مفتاح المحبة، وقلبها النابض.

بين الدنيا والسماء، تتأجج لا أدرية تعلنها الشاعرة بجاني.ولكن ما هم ما دامت الرحلة في محيط أوليس وقدموس. وفي عمق أشعار الشاعرة البجانية محار يموج باللآلئ والخمور.

صديقتي الشاعرة ندى نعمة بجاني، نايات حبك بيادر شوق وحنين، تبذرين فيها من قلبك عطور الوفاء، والإيمان، والرجاء. وفي نهاية المطاف، يستفيق الحلم، تأرق المسافة بين قلبك والله، وبالنقاء والسلام تمتلئين.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *