أبحَثُ عني في بلادي
غاده رسلان الشعراني
– أ –
جنةٌ …
تُنهَشُ أضلُعُها
تُقضمُ بيَّاراتها …
بتقادمٍ أسقطَ الأحكامَ
تنحَّى تفاحُ الكون
مُودَعَاً حبيسَ أسطَرَتِهِ
ليُولدَ عهدُ البرتقال …
يتنفَّسُ الوجعَ
كلَّما لامسَ عيونَ الصُّمودِ
واستذكَرَ سَقَطاتِهِ
يعلنُ شهيقَ انتعاشٍ ..
غبارُ الخيبةِ
يُعفِّرُ ملامحَ الخطيئةِ …
يزعُمُ العشبُ المتناثرُ
وقفَتَهُ ،
والوعودُ
لا تُنبئُهُ بضعفِ نبضِهِ …
اصفرارٌ عاصفٌ
تلامسُهُ نعالٌ
تسحقُ الحُبَّ
لتؤثِر الأحزان …
*** *** ***
– ب –
دون حسبان
زائرٌ أغلقَ أبوابَ الطَّوافِ
ليفتحَ القلوبَ الصَّدئةَ
عمَّدَنا بالقطران
كإقصاءٍ لقيمةِ الحياةِ …
الغضبُ الغائمُ جزئياً
لايدرِكُ كنهَهُ إلا العارفون
يفتحُ سُبُلَنا حولنا
ككوكبٍ معاقَبٍ إلا من دورتِهِ الذاتيةِ
كنافلةٍ لاااا حظَّ لها بنا
باكتتابٍ موتٍ محفوظ
*** *** ***
– ج –
الزيتونُ المناهضُ للأعرافِ
المنحازُ للاشتعال والأبدية والنور
_فَلْيَتقدَّسُ نسغُهُ
ولتتَسامَ أغصانُهُ_
تخنقُهُ المعاصرُ
تلوكُهُ ثم ترميهِ
مُغتسِلاً منْ آثامِها
متباهياً برهصاتِهِ …
*** *** ***
– د –
الملامحُ الغامضةُ
الموغِلة في الشَّظَف
يعلنُ القطنُ منافسَتَها
انعكاساً للسرائر
كإظهارِ الحسنِ بالضِّدِّ
حضنٌ مجبولٌ بالقهرِ
يُساوِرُهُ الشَّكُّ
بتكثيفِ الدُّونية
لكثرةِ السَّواد والعظامِ النَّاتئة …
*** *** ***
– ه –
شريانٌ بلونِ النِّيل
يَصِلُها بالهرمياتِ العتيقة
يحزُّ صدرَ الأرضِ
يستقطبُ الصَّرخاتِ المبعثرة
يلملمُ تعبَ المتونِ والأفئدة
ولغاتِ العصيان
معانداً اتجاهَ الحياة
وحتى يتلاشى
يسقطُ مصعوقاً
بالبياض والملح
*** *** ***
– و –
يعتكفُ الأرزُ متشامخاً
على خاصرةِ الجمالِ
يعلنُ الغَلَبةَ على الصَّنوبرِ
يتنحَّى و يتشبَّث
كجذورٍ تشقُّ عُبابَ التُّرابِ
تَذرو غبارَهُ
يتشقَّقُ وجهُ الحداثةِ
حتَّى أقصى الجنوبِ
يردِّدُ صدى أغنياتِ الشَّغب
ليجيبَهُ بتصدعاتِ موتٍ …
*** *** ***
– ز –
الياسمينُ …
يُخفي صدرُه مايشربُ النُّواح
يتسامى بألوانِ الرِّثاءِ
كوجهِ قلقٍ عنيدٍ
يتوِّجُ أسوارَِ البرتقال
يزيِّنُ معصماً
يستعطفُ المارَّةَ لسدِّ الرَّمق
يرتعدُ في عينيه استشرافُ الآتي
وارتباكاتُ الأجوبة …
*** *** ***
فهل يُباعُ الياسمين؟
كلمات تستحق القراءة والتأمل تسبر الواقع وتختصره..
دامت خياراتكم المميزة ودام عطاء وتالق المميزة الشاعرة غادة رسلان الشعراوي 🌹💥💥👍