سجلوا عندكم

حنين القيم

Views: 435

رسالة

الدكتور الشيخ ماجد الدرويش

إلى صديقي الحبيب أديب طرابلس والشمال الدكتور جان توما الميناوي:

 

 كم أطرب عندما أنصت للحن فكرك الجميل والمتناغم مع إيقاع ذكريات كلها حنين إلى جمال ما زال ينسل من بيننا انسلال دهرنا واعمارنا.

لقد باتت كتاباتك أشبه بأساطير تحكي مروءات كانت لأبناء (بحر الشمال) ، ولا زالت ، ولكنها في زوايا لا تصل إليها طريق  عصر العقوق ، هذا الطريق الذي تقطعه كلماتك بحاجز للقيم  تنبيها لسالكيه الغافلين عما ينتظرهم في آخره.

في قراءتك (لفنجان) الواقع المرير، قابلت بين شبكة وشبكة:

  • بين شبكة تحكي قصص أناس يقتنصون الرزق الخيِّر من براثن أمواج لا تؤمَن غوائلها، أمواجٍ واضحة، صادقة، لا تعرف المواربة في كل تقلباتها ، حتى صارت بينها وبينهم حكايات ألفة ومودة وشجن طويل، مهما تنوعت حلاوتها أو مرارتها.
  • وبين شبكة، أسماها أصحابها عنكبوتية، لا تعرف لها بداية ولا نهاية، ولا يمكنك الركون إلى قصصها المقنعة بألف قناع وقناع ، اتُّخذت عند كثيرين وسيلةً لتصيد الرزق بالتزلف، لا يبذلون لأجله الجهد الحلال الذي يبذله أولائك الأبطال.

شبكةٍ غاب عن كثير من خيوطها الصدق والأمانة، يلبس بعض المتأرجحين على حبالها الهشة جلودا ليست لهم، ويتكلفون  منطقا يتصيدون به رزقا، ولكن شتان شتان بين رزق ورزق، فالعنكبوت تحيك شبكتها لتأكل ما قسمه الله لها من رزق ، وهم يحيكون خيوطهم بحكايات لإرضاء غرور غيرهم، ولو كان على حساب ما يسخط خالقهم.

والشجن يا صديقي (الميناوي) كبير .. كبير ..

والألم يعتصر قلب المروءة البلدية، وهي ترى تحولات الزمن الرديء.

وإذا كان (أوهن البيوت لبيت العنكبوت) ، فما تكون، يا ترى، قيمة ما ينسجه أبناء العقوق؟؟؟

والسلام..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *