“عَروسة خَسّ”

Views: 73

ايلي معوشي

 

سَمعتُ من إحدى الإذاعات أنّ امرأة تُطعم أولادها “عروسة خسّ”،

وهي مريضة ليس لديها ثمن دواء، والأب غائب منفصل عن العائلة…

وبالأمس القريب، سمعت الخبر التالي: أفراد أسرة،

بعضهم يأكل، اليوم، والبعض الآخر يأكل في اليوم التالي،

إذ ليس لدى العيلة، من الطعام، ما يكفي الجميع دفعة واحدة”…

سألت نفسي:

أولاد النوّاب والوزراء والأغنياء، هل يأكلون “عرسة خسّ”،

أو، في أفضل الحالات، “عروسة سعتر وزيت”؟

*  *  *

في هذه الأزمة الإقتصاديّة والمعيشيّة الخانقة التي يعيشها لبنان،

اليوم، هلّا يلتفت أصحاب الملايين والمليارات إلى المعوزين، في لبنان،

فيملأوا بيوتهم طعامًا وكلّ ضروريَّات الحياة؟!

يقول شاعر فرنسيّ:

“… ايّها الأغنياء ويا سعداء الأرض، في أعيادكم الصاخبة،

عندما تكونون في قمّة اللّهو وذروة العَبَث،

وعندما ترون مِن حولكم وهج البلّور وبريق المرايا والتماع الثريات،

وحلبات الرّقص وعلامات البهجة على وجوه المدعوين…

هل فكّرتم، هنيهة، في أنّ هنالك، في الشوارع المظلمة،

بائسًا وقد عَضَّه الجوع بنابه؟..

هل فكّرتم في أنَّ هنالك، في صقيع الثلوج،

ربَّ عائلة من دون عمل قد أضناه الجوع؟..

أنصتوا له يقول همسًا:

“كم من خيراتٍ لِفرد! وكم من صديقٍ حول مائدته العامرة؟!

فهذا الغنيّ هو جدّ سعيد، وأولاده تعلو الإبتسامة وجوههم…

فما أكثر ما في لُعَبِهم من خبزٍ لأولاديّ!”.

“..أعطوا، أيها الأغنياء، فالصدقة هي أخت الصلاة!”

*  *  *

ويقول إيليّا أبو ماضي مخاطبًا الغنيّ:

أتضنُّ (1) بالدينار في إسعافه (إسعاف الفقير).

وتجود بالآلاف في الفَحشاءِ(2)؟”

*  *  *

لشهرٍ واحد، فَلْتُخَصَّص، لِفقراء لبنان،

رواتب النواب والوزراء، ورواتب الرؤساء الثلاثة

ولا سيّما راتب حاكم مصرف لبنان…

علَّ هذا الأمر يجعل أولاد تلك المرأة يأكلون

أفضل من “عروسة خَسّ”…

*  *  *

مَن أعطى الآخر أسعد هذا الآخر،

وشعر هو بسعادةٍ تفوق سعادة الآخر…

أعطِ ولو كان عطاؤك هو فلس الأرملة…

في العطاء فرحٌ لا يُدانيه فرحٌ آخر…

لا معنى للحياة من دون عطاء…

الله يحبّ المعطي الفرحان…

*  *  *

“من أعطى الفقير أقرضى الله”!

***

(1) ضَنّ بالشيء: بخل

(2) الفحشاء: ما يشتدّ قبحه من الذنوب.

(https://ctlsites.uga.edu)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *