سجلوا عندكم

“ذكرياتي الإعلامية”…كيف قلدّت صوت الرئيس شارل حلو

Views: 42
  • نبيل غصن

*النص بالمحكية اللبنانيّة:

اذاعة رسالة عيد الاستقلال كان ولا يزال تقليد سنوي بيلقيها رئيس البلاد بصوتو…

وعلى عهد الرئيس المرحوم شارل حلو، كان على الجهاز الفني بالاذاعه، انو يقصد القصر الجمهوري ت يسجل كلمة الرئيس بهالمناسبه الوطنية وتنذاع بنفس اليوم على الهوا مباشرة …

  وراحو مجموعة من الفنيين وسجلو كلمة الرئيس ورجعو، ولما حطو الشريط ليسمعوه المسؤولين، تفاجأوا بانو مطلع الكلمه كان ممحي تماماً، وهوي عباره عن جملتين بيحَيي فيهن الرئيس المواطنين بهالمناسبه، ثم بيكمل باقي الخطاب …!

 

وصدف ساعتها اني كنت مارق من جنب ستوديو 5  وسمعت صراخ وبلبله كبيري بالداخل … فتحت الباب وشفت عدد من مهندسين الصوت مرتبكين، والمرحوم لويس رزق رئيسهم عم بيأنبهم، وبيسألهم كيف بيرتكبوا هالغلطه الفادحه مع رئيس البلاد وبهالمناسبه بالذات، لأنو كان عليهم انو يتركو شريط التسجيل يدور قبل عدة ثواني، ومن بعدها يطلبوا من الرئيس انو يبدأ  بتسجيل كلمتو… وعدم قيامهم بهالشي، سبّب عدم تسجيل الجملتين بمستهل الكلمه… 

كانوا كلهم مرتبكين ومش عارفين كيف يتصرفوا لتلافي هالغلطه الفادحه، لا سيما انو واجب يذيعوا هالخطاب بعد دقائق على الهواء مباشرةً وفي الموعد المحدد. 

طلبت منهم انا  يروقوا  ويسمّعوني شوي من كلمة الرئيس، ومن بعدها دخلت على الاستوديو، ووضعت على دينيي السماعتين، وطلبت من الفنيين يرجعوا يسمّعوني شوي من كلام الرئيس لعدة مرات، ومن بعدها عطيتهم اشاره حتى يبدأوا  يسجلولي الجملتين الممحيين من كلام الرئيس.

وبهالوقت كنت ركّزت انتباهي   بدقّه على طبقة صوتو،  وعلى سرعة الالقاء، وعلى طريقة اللفظ (والمعروف انو صوت الرئيس حلو كان متهدّج  بعض الشيء، وبطيء)،  وسجلت الجملتين الناقصين بصوتي، وحاولت انو ادائي يكون اكتر شي قريب من أداء الرئيس حلو. 

 ولما  الصقوا الجملتين اللي سجلتهم بصوتي   مع سياق كلام الرئيس المسجّل … تفاجأوا بالنتيجي الايجابيي …  وهجموا كلهم عليي يهنّوني  ويصرخوا بصوت واحد  انو مش ممكن يفرقوا الصوتين عن بعض. 

وبطريقة “التزوير الايجابي” هيدي، قدرت انقذ الموقف، وبالتالي تمكّنا من اذاعة كلمة الرئيس شارل حلو كامله وغير منقوصه بوقتها  المقرر…

والطريف بامر هالحادثه، انو بقيت مكتومه وما حدا عرف فيها الّا الرئيس حلو نفسو،  وحصل هالشي بعد سنوات من انتهاء عهدو. وهالشي حصل ، لمّا كنت عم سجلّو حديث لاذاعة لندن – وكنت يومها مندوبها ببيروت – واعترفتلو  بـ “هالجريمه”…  وضحك كتير وقتها الرئيس حلو، وقللي:

 برافو عليك، ذكي وشاطر … لكن اوعى تعيدها مع حدا غيري مرّه تانيي،، لانو مش كل مرّه بتسلم الجرّه…!!

(nuestras-raices.org)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *