جهل
غاده رسلان الشعراني
(سوريا)
وهكذا …
سيُغدِقُكَ دماغُكَ بالهذيان
يُغرِقُكَ بالنِّسيان
باستباحاتِ فرحٍ
من ذكرى الغد …
ربَّما نَجهَلُ توصيفَها
كضحكةٍ باهتةٍ
أو نبضةٍ مُخفِقَةٍ
تستندُ إلى حُلُمٍ شاهقِ الأنفاسِ
إيقونةٍ مَنسيَّةٍ على لوحِ السَّماء
قصيدةٍ تائهةٍ من سطورِ النَّفسِ
متباهيةٍ بتصفيفةٍ غريبةٍ
ومساحيقَ لافتةٍ …
غزالةٌ هي
تأتي سريعاً
تُمسِكُ يدَكَ
تَسحَبُكَ خارجَ إطارِكَ
توشوشُكُ فَ…
تَقضي على اختراباتِ ظلِّك
تُفضي بكَ حلَّاً لاشتباكاتِ خيوطِك
تهمسُ لقلبِكَ أن تمضي بعيداً عن ذاتِكَ
وتترنَّحُ ثاملةً أمامَكَ
أمَّا أنتَ؟
مسكينٌ أنتَ
حينَ تتزيَّن متأهباً
تقفُ مشدوهاً
تُخرِسُكَ الدَّهشةُ
تَثقبُكَ الرَّعشةُ …
وفي الحلمِ الدافئ
تُنازعُ طفولَتَها
تُدغدغُها
كدفءِ حياةٍ
تُقبِّلُها وتُهدهِدُها
فتستسلمُ بين ذراعيكَ
رهينةَ نقاءٍ
ترنو إلى صحوِكَ المتثاقلِ
تُوقِظُكَ فَ…
تَيَقَّنْ
اشلحْ عنكَ همَّكَ وانتفِضْ
اخلعْ دماغَكَ
اخلعْ قلبَكَ
وانبضْ بكَ
فمازالتْ للحياةِ أوجهٌ لانَعقِلُها
ومازلنا لانَفهمُنا
ولنْ نَفهمُنا …
