تكوين

غاده رسلان الشعراني

 

عندما أخلو بذاتي

أحسَبُني خالية

ربَّما كنتُ عدداً لا ينتهي من الإناث

تتمازجُ تتناحرُ تتداخلُ

تشجِبُ تستنكرُ تلغي تعلنُ تقرِّرُ …

و تناثرتْ منِّي

تسلَّلتْ كلٌّ في طريق

تباعَدنا

و كانَ الكون الفسيح …

خِلتُ ذاتي (أنا)

و تَبَدَّت ذاتي (كلُّنا)

يااااااللفراغ الذي يتشاسعُ بي

مترامي الأنحاء

ألملمُ ذاتي بِذاتي

أناحرُها أشاكسُها

فَتتفلَّتُ من بينِ أناملي

كالماءِ

لا تُروِي عطشي

ولا تُطهِّرُ قلبي

تسخرُ منُِي تلكَ المتعددةُ في مرآةِ الكون

تُراوغُني

تُجافيني تُراضيني

وتَتندَّر …

رحمي التوَّاقُ لنا

يجزعُ منها

يهدهدُ غربَتي

يسامِرُني

لكنِّي …

أيُّها المُنعَتِقُ من حَبلي السرِّيِّ

المنسوجُ من خلايا البهاء

أتجاهَلُها حينَ أحفلُ بك

أستَجمِعُني في مرآةِ عينيك

من سابقي

وحتَّى لاحقي

وما بينهما من كلمةٍ تنيرُ دربي

فيتَّحدُ نبتُكَ بالحيِّ القائمِ في ذاتي

و نزهر …