الآمال

Views: 248

وفيق غريزي 

لم اظفر الا بالخيبة المرة، انني عطشان لمعانقة الآمال المستحيلة، كل جهد الشباب باء بالفشل،  ايتها الآمال المستحيلة زفرات نايك المنسابة بين شعاب الأثير، تطرب قلبي وتزهر أمانيه.

 أطرافي لا تقوى على اجتياز الأسوار العالية، لا اعرف الطمأنينة.. احلم باللاموجود الموجود، شارد الفكر، أهيم في الفراغ اللامحدود.

تشاؤمي يتدثر برداء التفاؤل الزاهي، وتخيلاتي تسبر كنهه، لكنني أنسى ان ريش جناحي ما تزال زغبا لا أقوى على الطيران.

 انني متعطش الى الراحة، لن اسلك طريق الاستقرار، نفسي تتوق الى ارتقاء سبل المعجزات، يدي تمتد وتنبسط فتضنيها الحركة، تحاول لمس الغريب من الكائنات، لكنها تعود خالية الوفاض، فتبقى في حركة دائمة لا محدودة.

ايتها الآمال المستحيلة.. زفرات نداءاتك الاثيرية ترتاح لها تقاسيم وجهي فتمسح عنه شبح السنين الهرمة.. انني في الوجود غريب  الديار، لا اعرف طريقك ولا اعرف قرارا. ضائعًا ، تائهًا في القفار لا زاد معي اقتات به، ولا ماء ارتويه في رحلة الضلال، أتلقى النصال بدرع صدري، تقلقني وحدتي، احتقر الشفقة بقدر ما اعشق الألم، الشفقة تفضح الضعف البشري المعيب.                                    ايتها الآمال المستحيلة: ترانيم نايك تقنعني باني على وشك الاقتراب من الغاية الضائعة، اقدامي تحث الخطى، لهاثي يزداد إرهاقا، الا انني تذكرت اخيرا  ان قدمي مبتورة من الجذور..

 ما يرغبه طموحي مجرد وهم وأضغاث أحلام، تأتي من العقل الباطن، من وراء أكام الوعي، انني اقدس روعة الجمال في حبيبتي، أقمت لها هيكلا في قدس أقداس الروح كل حب عدا حبها فراغ وهباء هذه الشعلة المضرمة في افئدة البشر، منذ بدء الاكوان، تنطفئ على صحراء الجسد. النار الازلية التي تطهر النفوس الشغوفة للانصهار هي التي تومض شرارات تضيء اعماق الوجود.

فوق جسورها تعبر خيول العاشقين المطهمة، الى عالم الخلود . وهجها الأحمر القاني يزين الأفراح والمسرات، انه ثوب العروس البتول، ونجيع القلوب النابضة بخلجات الحياة، ايتها النار الازلية: لن تخبو توهجاتك أمام العواصف والرياح، من رحمك تولد أجنة البروق والرعود، انت في عتمة الدنيا دائمة الشروق…

(saraogihospital.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *