نحن وأميركا

Views: 352

خليل الخوري  

قال: لا شك في أن الأميركي يعرف فيكم أكثر مما تعرفون. اقرأوا جيداً ما قالته السفيرة الأميركية قبل بضعة عشر يوماً، في مقابلة تلفزيونية، واقرأوا جيداً ما قاله مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، فربما تدركون عندئذ كم أن أميركا تعرف في شؤونكم.

قيل له: قرأنا فتبين لنا أن أولوية الأميركي هي محاصرة حزب الله وحلفائه.

قال: هذا موقف واضح وصحيح. ولكن الجانب الآخر هو أن الولايات المتحدة الأميركية مستاءة جداً من تفشي الفساد في لبنان.

قيل له: ولكن هذه أيضاً ليست بجديدة.

قال: صحيح. إنما واشنطن تملك لوائح بأسماء الفاسدين واحداً واحداً. وتعرف مصادر ثرواتهم التي “استلبت” (والتعبير له) من أموال الشعب اللبناني. تعرفها بالأرقام من أول دولار الى آخر مليار وما بينهما من مئات ملايين الدولارات.

قيل له: إحدى أبرز الشخصيات التي مرت على المسرح السياسي اللبناني، المرحوم فؤاد بطرس، صديقك السابق، كان له شعار واضح وهو “يجب ألا نسمح لأميركا أن تعلمنا في شؤوننا بل نحن يجب أن نعلمها”.

قال: هذا زمن ولى أولاً /  زمن فؤاد بطرس كان زمن الخير والبحبوحة والازدهار. ثانياً / اعطني فؤاد بطرس آخر وخذ ما تريد. ثالثاً / اليوم زمن دونالد ترامب. رابعاً / أميركا تدعم وتحمي إسرائيل منذ نشأتها، أما اليوم فإسرائيل هي النجمة الحادية والخمسون غير المرسومة على العلم الأميركي. خامساً / اليوم أين اللبناني الذي يضرب  بيده في وجه أخطر وزير خارجية أميركي ( هنري كيسنجر ) قائلاً: انتهت المقابلة. ويغادر؟ سادساً / في ذلك الحين كنتم تنأون بالنفس فعلاً. وأضاف: هل تريد المزيد؟

قيل له: ولكن هذا الزمن، ومع ترامب بالذات، لم تعد أميركا من حيث النفوذ في العالم كما كانت أيام كنيدي ونيكسون وريغن…

العضو البارز السابق في الكونغرس الأميركي، اللبناني الأصل، ختم قائلاً: وأنتم لستم كما كنتم وقد انتقلتم من القوة والقرار الى ما تعرفون.

بعد ثوانٍ من إقفال الهاتف عاد  واتصل ليقول: لا يضحك أحد في عبه (مستخدماً هذا التعبير اللبناني) أميركا لديها مصالح وليس لديها أصدقاء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *