الْحَنِيْنُ إلَى الصِّبَا

Views: 1

محمد نعيم بربر

 

يَقُوْلُوْنَ لِي ، دَوْمًا تَحِنُّ إلَى الصِّبَا

كَأنَّ مَدَارَ الْعُمْرِ قَدْ أوْقَفَ السَّيْرَا

فَقُلْتُ ومَا لِي أيُّ شَيْءٍ يَسُرُّنِـــي

لَعُمْرٌ مَضَى عِنْدِي يُعَادِلُ لِي الْعُمْرَا

وَدِدْتُ لَوَ انَّ الْعُمْرَ يَرْجِـــــعُ مَرَّةً

إلَيَّ مِنَ الْمَاضِي ، فَألْقَى بِهِ عُذْرَا

فَفِيْهِ أرَى نَفْسِي بِمِرْآةِ خَاطِرِي

تُصَوِّرُ لِي عَهْدًا مِنَ الْعُمْرِ قَدْ مَرَّا

تُدَاعِبُ أحْلامِي ، وَنَجْوَى طُفُوْلَتِي

تُجَمِّلُ لِي حُبًّا ، تُجَدِّدُ لِي ذِكْـــرَى

أرَى فِيْكَ يَا عُمْرَ الصِّبَا  لَحْنَ شَاعِرٍ

يَفِيْضُ كَنُوْرِ الشَّمْسِ فِي عَالَمِي شِعْرَا

يُنَاغِمُ أحْــــلامَ الرَّوَابِـــــــي ظَلِيْلَةً

يُبَــــادِلُنِي عَطْفًا ، وَيُمْطِرُنِي عِطْرَا

وَفِيْكَ أرَى شَوْقَ الْعَصَافِيْرِ لِلْغِنَـــــا

تُدَغْدِغُ أنْغَامِي ، تَفِيْضُ بِهَا سِحْــرَا

أرَى فِيْكَ دِفْءَ الْحُبِّ ، عَيْنًا بَلِيْلَةً

تُهَدْهِدُ لِي مَهْدًا ، تُؤَرْجِحُ لِي صَدْرَا

أرَى فِيْكَ أنْفَاسَ الْخُزَامَى تَضُمُّنِي

تُبَلِّلُنِي فِي الضَّمِ مِنْ شَوْقِهَا قَطْرَا

تُلَوِّنُ مِنْ وَرْدِ الْخُدُوْدِ حَيَــــــــاءَهُ

وَتَرْشُفُ مِنْ وَجْهِ الْحَبِيْبَةِ لِي ثَغْرَا

تُقَسِّمُ ألْحَانَ السَّوَاقِــــي شَجِيَّــــةً

وَتَرْسُمُ لَوْنَ الأرْضِ فِي مُقْلَتِي نَهْرَا

أرَى غُرَّ أيَّامِي جَمَالاً وَرَوْنَقًــــــــا

تَمُدُّكَ شُطْآنـًــــا ، وَتَنْزَاحُ بِي بَحْرَا

وَفِيْكَ أرَى صَحْبِي كَعِقْدٍ أصُوْغُهُ

تَوَزَّعَ فِيْهِ الْحُسْنُ حَتَّى غَدَا دُرَّا

كمَا صَوْتُ أجْدَادِي يُعِيْدُ بِهِ الصَّدَى

تَرَانِيْمَ أشْعَارِي ، وَمَلْحَمَتِي الْكُبْرَى

يُخَبِّىءُ عِمْلاقـًا تَوَارَى وَقَدْ مَضَى

يُذَكِّرُنِي الأحْلامَ وَالْمَجْدَ وَالنَّصْرَا

وَيُجْلِي بِـــآفَاقِي مِنَ الْكَوْنِ حُسْنَهُ

فَإذْ فِيْكَ هَذَا الْكَوْنَ يَزْدَادُ لِي سِرَّا

تَوَحَّدَ فِيْكَ الْعُمْــرُ حُسْنًا ، كَأنَّمَــــا

أرَى عَالَمًا أحْلَى ، أرَى عَالَمًا حُرَّا

(https://lapeerhealth.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *